فايروسات الحضارة الغربية .. (الجندرة) نموذجا
كتب / احمد البديري
لن ندخل في مناقشة مفهوم (الجندرة) أو كما يحلو لاتباعها المجندرين تسميتها (النوع الاجتماعي) على أساس ديني أو أنساني في هذا المقال ، ولكننا سنتناول هذا (الفيروس) الذي أنتجته الحضارة الغربية التي تعاني من أزمات أخلاقية بالدرجة الاولى ، وفي خضم ما تشهده من توحش وانحراف وشذوذ على صعيد المخلفات والمفاهيم التي تصدرها تلك الحضارة البائسة عنوة إلى المجتمعات الانسانية الأخرى تحت لافتات الحرية وتمكين المرأة والنسوية وغيرها من العناوين الصنمية الغربية الزائفة ..
في العام (2000 م) عقدت جلسة للأمم المتحدة بعنوان ( المرأة 2000 : مساواة الجندر، التنمية والسلام ) ، وقد أسفرت تلك الجلسة عن وضع قوانين وقواعد اجبارية للتعامل مع ( الجندرة) والالتزام بها من قبل الأمم الانسانية كافة ، وتوعدت تلك الجمعية البائسة خلالها الدول الرافضة بعقوبات دولية لإرغام الدول على الاذعان لهذه القواعد ، اما في العام (2010 م) فقد تبنت منظمة الأمم المتحدة رسميا كيان جديد في هيئاتها تحت مزاعم تمكين النساء والمساواة بين الجنسين واختصرت بأسم (الأمم المتحدة للنساء( .
كيف ظهرت واكتشفت نظرية (الجندرة) ، وما هي حقيقتها ، وما هي الظروف التي تم خلالها الإعلان عنها كمنجر طبي إنساني عالمي ، وما هي أسسها ، والنتائج المأساوية لضحايا تلك النظرية المنحرفة ، وحقيقة الشخص الذي شرعها واعتبر على أساسها رائد الجنادرة .
)جون موني( طبيب نفسي أمريكي كان يعمل في مستشفى جونز هوبكنز في ولاية ماريلاند الأمريكية وأول من ابتكر وروج لمصطلح (الجندر) في العام (1967م) ، أما مفهومه للجندر باختصار فينص على (أن الهوية الجنسية تختلف عن الجنس ، وان الهوية الجنسية مفهوم اجتماعي يمكن تعديله حسب ما يفرضه المجتمع ) ، وكان (موني) يفترض أن جنس الطفل يمكن ان يتحول من ذكر الى أنثى وبالعكس أذا حظي بمعاملة من قبل اهله وقبول من المجتمع على هذا الأساس ، اما مرحلة التحول الجنسي تلك فاطلق على الشخص الذي يمر بها ( عابر جندريا) .
ولم يبين موني دواعي ذلك التحول المشوه للفطرة من أساسه ، خصوصا انه لم يقصد في نظريته المزعومة الشخص ثنائي الجنس البيولوجي أو ما يعرف (بالخنثى) حتى يمكن أن يبرر علميا مشروعه المخالف للفطرة الإنسانية ، وانما أراد أن يسجل نفسه في صفحات التاريخ الطبي باكتشاف جديد ولو على حساب الحقيقة ..
لقد اخترع موني تلك نظريته الجندرية بعد ان جعل (ديفيد درايمر) الطفل بعمر سنتين ضحية له ، وحقلاً لتجربة مريرة للتحقق من صحة نظريته حول تغيير الجنس ، فقام بعد استشارة اهل الضحية له لمعاناته من مشاكل في البول بالشروع بتجربته بعد أقناعهم بجدواها وأنها الحل الوحيد ، ثم قام بتغيير جنس الضحية جراحيا بعملية وتحويله الى عضو انثوي ، وحقنه بجرعة من الهرمونات المختلفة لتغيير جنسه ، وبعد عمليات كثيرة اكتملت فكرته بتشويه جنس ديفيد ، ثم اشترط على والديه ان يقوم هو شخصيا بمتابعه تربيته على اساس انه فتاة وتحت اشرافه الشخصي .
لم يتم ابلاغ ديفيد ابدا بإنه كان ذكر من الناحية البيولوجية رغم انه أدرك أنه مختلف عن الفتيات ، وتمثل ذلك الإدراك بميله نحو ممارسة ألعاب الأولاد والتصرف بعدوانية مثل اقرانه الآخرين ، وخلال تلك السنوات والجلسات الاسبوعية المشؤومة كان يجبره على ممارسة الأفعال الجنسية مع شقيقه التوأم تحت طائلة التهديد والتخويف ، وكان يصورهما على هذه الحالة المخزية .
ليعلن (موني) بعد ذلك عن كذبته الكبرى من خلال كتابه (التوقيعات الجنسية) ، والذي أعلن فيه نجاح تجربته بتحويل ديفيد من ذكر إلى أنثى ، اما الحقيقة التي كشفت بعد سنين طويلة هو كذب موني وفشل تجربته الوحشية.
بعد ان بلغ ديفيد (13) عام وعرف حقيقة أصل جنسه كان رد فعله جنونيا وهدد عائلته بالانتحار اذا لم يعيدوه الى حالته البيولوجية الأصلية كولد وبعيدا عن تدخل (موني) .
تمت إعادة ديفيد الى حاله الذكورة في عام 1997 ، والتقى بعد ذلك ديفيد بالدكتور (دايموند) وهو عالم نفسي امريكي ايضا ، وكان الاخير يبحث عن صحة نظرية موني (الجندرية) ، ليكتشف بعد لقائه بديفيد كذبة موني الكبرى ، ونشر دايموند اثر نتائج دراسته لحقيقة تجربة موني وكشف خلالها جريمة (موني) المروعة بحق ديفيد ، وخداعه وتزويره لنتائج بحوثه وبطلان نظريته المزعومة .
اما ديفيد وشقيقه فقد كان نهاية مصيرهما مأساوية بكل ما للكلمة من معنى، وقبل نهايته المروعة و في لقاء معه ببرنامج (اوبرا) شرح معاناته المؤلمة وما تركته من آثار فضيعة على نفسيته نتيجة التجارب القذرة التي أجريت عليهما من قبل المجرم (موني) .
وكانت نهاية حياة ديفيد وتوأمه مؤلمة ومرعبة ، فتوأم ديفيد (برايان) لم يتحمل معاناة أخيه النفسية والاجتماعية ، ولم ينسى اثار التجارب القاسية عليهما كم قبل (موني) ، ليقدم على الانتحار بعد تعرضه لكأبة شديدة ، اما ديفيد وبعد فشل زواجه نتيجة مشاكل العمليات الكثيرة التي أجريت عليه ، وكذلك وقع فقدان شقيقه التؤام تعرض إلى صدمة نفسية ليقدم هو الآخر على الانتحار بإطلاق النار على نفسه ببندقية صيد ..
وبدل ان تقوم الجهات المعنية بكشف ملابسات جريمة (موني) وإساءته لمهنة الطب وكذبة اكتشاف العلمي نظرية (الجندر) والتي بنيت على ظلم ومعاناة (ديفيد) وما تمخضت عنه من نتائج فضحت الانجاز الوهمي للكاذب (موني) فأن منظمة الأمَم المتحدة الفاشلة والفاسدة تبنت نظرية جون موني (الجندرية) ، وعملت على تطبيقها وفرضها على شعوب العالم بوسائل قذرة من خلال برامجها المشبوهة تحت عنوان الحرية والتمكين ، بالرغم من نتائجها التي بنيت على أساس كاذب ، وبالرغم من التاريخ المهني المخزي لهذا الشاذ والذي كان أحد اكبر الدعاة لجريمة البيدوفيليا (اشتهاء الأطفال) وصاحب التصريح المقزز حولها والذي صرح وأعلن فيه عقيدته الجنسية الشاذة بالقول : (إذا رأيت حالة صبي يبلغ من العمر عشرة أو أحد عشر عاما ينجذب بشدة إلى رجل في العشرينات أو الثلاثينيات من عمره، فإذا كانت العلاقة متبادلة تمامًا، وكانت الرابطة متبادلة تمامًا … فعندئذٍ لن أسميها حالة مرضية بأي شكل من الأشكال ) .