سجن ( ابو غريب ) في السينما الامريكية
كتب / رياض سعد...
الفضائح والجرائم الامريكية التي ارتكبت في سجن ( ابو غريب ) ؛ اصبحت حديث العالم بأسره ؛ اذ اقشعرت لها الابدان , واستنكرتها كافة الشخصيات ومنظمات حقوق الانسان , وساد جو من الغضب والاستياء والتذمر في اوساط الامريكيين لاسيما الشرفاء منهم ؛ وعلى اثر هذه التداعيات ؛ قام بعض الامريكان بإنتاج العديد من الافلام الوثائقية والسينمائية حول فضائح سجن ( ابو غريب ) .
ومن هذه الافلام ؛ فيلم رجال معتقل سجن ابو غريب … ؛ وفي الدقية الثامنة منه يتحدث الجنود الامريكان عن فظاعة هذا السجن الصدامي ويقول احدهم : انه كان يضم 4 الاف معتقل ؟! .
انهم دائما يخفون الحقيقة لانهم من جاء بالبعث وهم من مارس نفس الاجرام والتعذيب في ذات السجن ؛ وهم من زود السلطات البعثية الصدامية بوسائل وادوات التعذيب الحديثة … ؛ فهم ايضا اجبروا السجناء على قتال بعضهم بعضا داخل حلبات او خارجها للاستمتاع والضحك وامضاء الوقت والتسلية … ؛ انهم يأمرون الجلادون بعدم التحدث مع السجناء الا في حالات معينة ؛ … ؛ اذ يتم ملئ عقل الجلاد بالأجرام وغسل دماغه … ويأمرون الجلادين بعدم الرحمة والشفقة والعطف مطلقا … .
انهم يأمرون الجلادين بان يكونوا اكثر عدوانية واشد قسوة مع السجناء العراقيين جدا … ؛ وطالما قتلوا العراقيين بدم بارد ونفس مطمئنة ونفسية سعيدة وحالة مزاجية اعتيادية بل وطبيعية انهم مسوخ انهم هندسة جينية شيطانية قذرة …!!
فقد اجبروهم على شرب البول واكل الغائط … , و اغلقوا عيونهم لفترة طويلة كأنهم في ظلام دامس …, و كلما مات عراقيا او سقط صريعا ضحكوا عليه , وتعالت اصوات القهقهة ويعتقدون ان ذلك السلوك الوحشي يعد من صفات الرجولة …!!
ولم تكن هذه التصرفات فردية او شاذة ؛ بل نتيجة لتمارين من قادة الجيش، الذين دربوا المجندين على طرق الضغط على المساجين حتى أخرجوا أكثر ما يمكن من وحشية لديهم … , وقد انجرف الجنود تحت تأثير ضغط القادة ؛و تحت عبء هذه التمارين والضغط والغضب ، فاتحين الباب لأكثر جوانب نفوسهم توحشًا من دون أي رادع أو رقيب، مما حوّلهم إلى حيوانات ضارية مُعَذِبة.
كانوا يعتقدون بانهم سيكونون ابطال ورجال من خلال التدريب والسلاح والسلطة والتعذيب والقتل … ؛ الا انهم كانوا جبناء ويصرخون كالنساء والاطفال عند مواجهة العرقيين الاصلاء في ساحات الوغى والمعارك المتكافئة … .
و كان السجناء يحرمون من ابسط الاشياء ؛ فكان من الصعب بل المستحيل الحصول على الملح داخل السجون … .
والعجيب في امور الدنيا وعدالة السماء ؛ ان بعض المعتقلين في سجن ( ابو غريب ) كانوا من مجرمي وقتلة وذباحي الفئة الهجينة وجلادي الاجهزة القمعية الصدامية … ؛ ومما لاشك فيه ان هؤلاء الاوباش دخلوا سجون الامريكان ومن ثم السجون الحكومية العراقية ؛ بسبب جرائمهم او تعاونهم مع الارهابيين والمخابرات الدولية والاقليمية لإشاعة القتل والتخريب والدمار في العراق … ؛ أي انهم دخلوها بحق واستحقاق يتناسب مع افعالهم ونواياهم الشيطانية… ؛ وعلى الرغم من ذلك ؛ لم يراجعوا حساباتهم القديمة او يتذكروا كيف كانوا يعتقلون الناس بالباطل والشك والشبهة او لأسباب تافهة ؛ وكيف كانوا يعذبون العراقيين بأقسى وسائل التعذيب الحديثة …. ؟؟؟
والدليل على تمسك الفئة الهجينة بتصرفاتها الاجرامية وافعالها الارهابية وفكرها المنكوس ؛ بقاء الشعارات الصدامية على حالها ومن دون تغيير ؛ و لفترات طويلة في مناطق الطائفة السنية بل وفي بعض مناطق بغداد … .
كانت هذه الشعارات الصدامية المنكوسة محفورة ومنقوشة ومكتوبة على اغلب البنايات والمنشئات والسجون والفرق الحزبية … الخ ؛ والعجيب ان الحكومات والاحزاب العراقية والامريكان لو يكلفوا انفسهم بازلتها … !! .
وكلما عانى الجنود الامريكان من الهستيريا والامراض النفسية بسبب ظروف العراق الصعبة – اذ ان بعض الامريكان ضرب رجله بالنار للإعاقة ؛ هروبا من الخدمة في العراق واسموه المكان اللعين … , وقالوا: لا يأتي الى هذا المكان الا من كان حظه سيء …. – ؛ كلما نعكس ذلك على العراقيين وارتفعت مناسيب الاجرام والارهاب الامريكي بحقهم … ؛ تماما كما كان عميلهم القذر – صدام – الذي انتهت مهمته وذهب الى مزبلة تاريخ العمالة والخيانة .
فقد كانت الاوامر الاجرامية مشددة من راس الهرم الاجرامي – صدام – ؛ نزولا لأسفل جلاد او موظف في هذه الاجهزة القمعية … ؛ و كان الكل يراقب الكل بخصوص متابعة ومراقبة استمرار عمليات التعذيب بوتيرة عالية وعدم التخفيف منها تحت أي ظرف …!!
بل ان مجرمي الفئة الهجينة صاغوا نظرية مفادها : كل من يشك بكفرهم – اي الاغلبية العراقية الاصيلة – فهو كافر ؛ وكل من يتعاطف معهم – اي المعتقلين والسجناء بل العراقيين الاصلاء كافة – فهو خائن وليس من اهل السنة والمجاعة … !!
وان ابدى البعض التعاطف او المجاملة الباردة مع بعثيي الاغلبية ومرتزقتهم فلأجل تمشية الامور وذر الرماد في العيون ومن باب المكر والخديعة ؛ فالحرب خدعة كما يقولون ؛ وهم في حرب مع الاغلبية منذ وطئت اقدامهم النجسة ارض بلاد الرافدين … .
وقد كتب الله عليهم ان تتلوث ايديهم جميعا بدماء الابرياء الاصلاء ليلاحقهم عار التاريخ و عذاب الضمير ؛ ان كان لديهم ضمير اصلا , فمن لم يقتل في عهد الطاغية صدام مارس القتل والاجرام والارهاب بعد سقوطه بحجة الجهاد … .
واخيرا تذكر عزيزي العراقي الاصيل ؛ ان مصانع المخابرات الامريكية والبريطانية قادرة دائما على صناعة العملاء الظالمين والمرتزقة الجلادين ؛ واعداد الوحوش والضباع والذئاب البشرية الممسوخة ؛ للفتك بالأمة والاغلبية العراقية .