دموع التماسيح الغربية على مقتل بريغوجين
كتب / مهدي قاسم
أخذ قائد ” فاغنر ” للقوات المرتزقة الروسية المستقلة يفغيني بريغوجين مساحة واسعة من الصحافة والميديا الغربية خاصة والعالمية بشكل عام ، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا ، ولكنها اتسعت فيما بعد بأصداء واسعة ، بالأخص على أثر زحف قواته نحو موسكو لإزاحة القادة العسكر يين الكبار ـ حسب زعمه ــ في أخطر سابقة تهديد محتمل ضد سلطة بوتين ، الذي بفضله وصل بريغوجين إلى هذا الموقع الحسّاس و ذات عامل دولي مؤثر أيضا في صفقات السياسات العالمية ..
فمن المعروف أن قوات فاغنر لعبت دورا كبيرا في إرباك المصالح الفرنسية في دول أفريقية عديدة بل وتضيق عليها لحد التهميش في بعض البلدان ، لتحل محلها مصالح روسية ، فضلا عن حماية حكومات أو المساهمة في إسقاط غيرها ..
من هنا يمكن تخّيل طول قائمة أعداء بريغوجين المديدة ابتداء من السلطة الروسية ذاتها التي هددها بريغوجين ــ مثلما أسلفنا آنفا ــ و مرورا بأوكرانيا حيث ساهمت قواته في السيطرة على مدن أوكرانية عديدة ، و انتهاء بفرنسا التي أخذت قوات فاغنر بتهديد مصالحها في دول أفريقية أخرى ..
وفي وسط كل هذه الجحافل من الأعداء والخصوم المتربصين به والمتأمرين عليه و المتمنين مقتله ، سقطت طائرته متفجرة في الجو وانتهت متفحمة مع جثته وجثث معاونيه الكبار أيضا ..
إذ يبدو الأمر حتى هذه اللحظة ، من خلال تصريحات وتعليقات و تلميحات وإشارات ، تركّز على ضلوع بوتين في عملية سقوط الطائرة ، و كأن هناك دموع تماسيح غربية على مقتله ، في الوقت الذي انبسط ، وربما ابتهج كل هذه الجحافل من الأعداء والخصوم على خبر مقتله ..
ربما ما من أحد سُيأسف عليه مقتله غير أفراد أسرته و عناصر شركته الارتزاقية..
ففي نهاية المطاف أنه كان قائد عناصر مرتزقة شرسة تقاتل بالأحرى تقتل من أجل المال وليس من أجل المبادئ أو الدفاع عن سيادة الوطن .
تماما مثل ” الجيش الأجنبي الفرنسي ” سابقا .