التنمية بدون وجود دستور حاكم لاقيمة لها
كتب / نعيم عاتي الخفاجي
التنمية مصطلح شغل الكثير من الكتاب والمثقفيين والعلماء المتخصصين في تعريف مفهومه، وتم تعريفه، أنه عنصر أساسي للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي، والتنمية هي عملية تطور شامل أو جزئي مستمر وتتخذ أشكالاً مختلفة تهدف إلى الرقي بالوضع الإنساني إلى الرفاه والاستقرار والتطور بما يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وتعتبر وسيلة الإنسان وغايته، هناك تنمية ثقافية ،هذه التنمية ترتبط في مؤشرات ، تعتمد على معرفة ورصد مؤشرات نمو التعليم بالدولة سواء التعليم الابتدائي والثانوي وفي المعاهد وفي التعليم العالي،وايجاد بيئة تحتضن، تنوع التيارات الفكرية والدينية، والعمل على تعزيز الثقافة، والتبادل في المواضيع الثقافية الدينية والسياسية بين أبناء الشعب الواحد، وتهيئة أرضية قبول الرأي والرأي الاخر. والتنمية أيضا تشمل التنمية الاجتماعية، العمل على تعزيز العلاقات الأسرية وتطوير العلاقات المجتمعية، وتطوير منظمات ومؤسسات في تفعيل الخدمة الاجتماعية، تنمية للفرد والأسرة والمجتمع، وتوجد أيضا تنمية اقتصادية، تعمل على تطوير الجوانب المادية للفرد والأسرة والمجتمع، في الدول الغربية تكون التنمية في دعم شركات القطاع الخاص والذي هو اساسا الحاكم وليست الحكومات، يكون تطوير القطاع الاقتصادي من خلال تشريع قوانين تسهل عمليات استيراد المعدات لاقامة المعامل والمصانع وتشريع قوانين في جباية الضرائب لضمان حياة اقتصادية جيدة لابناء المجتمع، والعمل على تعريف ابناء المجتمع في المنتجات الوطنية في مجالات الصناعة، والزراعة، واضافت الأمم المتحدة تنمية البيئة للمحافظة على المناخ، في الدنمارك في المجمعات السكنية يتم تعليم الساكنين في المجمعات السكنية في كيفية وضع القمامة حسب التصنيفات، للاستفادة منها في الطاقة وفي إعادة التصنيع، يوجد قسم خاص لجمع البطاريات القديمة والأدوية الفاقدة الصلاحية، لذلك التنمية تعني العمل التطوريري للمجتمع بكل اشكاله، والعمل على رفع المستوى من مستوى أدنى نسبياً إلى مستوى أعلى وأفضل، لذلك التنمية باتت ضرورية لكل بني البشر الطامحون للعيش بطرق جيدة، تطوير بكل مجالات الحياة، المجتمع، الاقتصاد، والإدارة، والسياسة، والإنسان، وتثقيف البيئة المجتمعية في العمل السياسي، والعمل على وجود بيئة مجتمعية واعية، إن وجود بيئة مجتمعية وراعية، تعني وجود استقرار سياسي، ويكون الصراع بين الأطراف السياسية ليس للاحتراب الداخلي واشعال الفوضى الداخلية وإنما للتسابق في المنافسة لخدمة المواطنيين وتوفير سبل عيش جيدة ومحترمة تضمن كرامة وحقوق المواطن البسيط قبل السياسي والمسؤول.
التنمية تكون ناجحة في الدول التي تحكمها دساتير وأنظمة تطبق فقرات الدستور وليس وفق عقلية الحاكم مثل حال الدول العربية، أتذكر صدام الجرذ وفي مسرحياته بزيارة المواطنين قال لا قيمة للقانون، انا بجرة قلم وفي ورقة عادية اعمل قانون، وهذا دليل على نتانته وقذارة الفكر المتخلف الذي كان يحمله ويعكس عقده النفسية التي كان يحملها.
نسمع كثيرا بالدول العربية الفاشستية يتكلم حكامهم الفاشيست عن الإصلاح السياسي والاقتصادي، وقنواتهم الفضائية تستضيف محللين يتقدمهم حرف الدال او البروفيسور أو الباحث أو رئيس مركز الدراسات الاستراتيجي الفلاني تجدهم يحللون عن إصلاح الملك أو ولي العهد الفلاني أو رئيس الجمهورية العربية الفلانية، وفي الحقيقة هؤلاء المحللين ماهم سوى امعات ومرتزقة يحللون مقابل مال يحصلون عليه، لذلك التحليل يكون ارتزاق وليس تحليل من خلال بحث القضية المطروحة بشكل جيد ونقد إمكان الخطأ ووضع البديل المناسب لإيجاد حلول واقعية.
نسمع تحليلات الكثير من المرتزقة ونقرأ مقالات لوزراء سابقين لصوص سرقوا أموال شعوبهم وهربوا بها إلى دول الغرب يتكلمون عن الانتقال السياسي، والديموقراطية والوطنية وهم بعيدين كل البعد عن الوطنية وفاقدين للقيم والأخلاق، دائما يستقوي هؤلاء اللصوص بالدعم الغربي لقوى عظمى استعمارية فاقدة للانسانية تعيش على إشعال الحروب بالدول الغربية لسرقة ثروات الشعوب العربية.
كيف يتم تطوير العمل السياسي والاقتصادي في دول قمعية لا تؤمن في ابسط مقومات العدل والمساواة، ابن خلدون سبق عصره عالم اجتماع امازيغي تحدث عن عملية التنمية، فقال لابد من توافر شروط أساسية لبداية عملية التنمية، تحفظ للمواطنين حقوقهم وتفسح المجال لآمالهم، كما تحدث ابن خلدون أيضاً عن وسائل تحقيق تلك التنمية، حيث يؤكد أن الزراعة والتجارة والصناعة تمثل أوجه المعاش الطبيعية، وأن المجتمعات تزاول الزراعة أولاً، فإذا تقدمت نسبياً أضيفت إليها التجارة، فإذا ارتقى عمرانها جمعت إليها النشاط الصناعي الذي يتطور بشكل تدريجي بمرور الزمن.
كما رأى ابن خلدون كذلك أن للدولة دوراً كبيراً في تحقيق عملية التنمية والتقدم، يتمثل في إزالة العقبات أمام نشاط الأفراد وتمهيد السبيل لهم لتحقيق العمران.
بالعراق ومن خلال مؤسسة الحشد تم استثمار أراضي صحراوية قاحلة في صحراء السماوة ومن خلال شركة المهندس العراقية تم استصلاح وزراعة مليون دونم لزراعة الحنطة والشعير واقامة مزارع لافضل واجود انواع النخيل، يفترض هذا العمل يحضى بمباركة كل عراقي شريف، شاهدت ردة أفعال قنوات المهتوكين من فلول البعث وقرات كتاباتهم في مواقع التواصل وفي اليوتوب كانت ردود حقيرة يصرخون إيران ايران، وما علاقة إيران في تطوير صحراء قاحلة، في الحكومات السابقة كان وزير زراعة في حكومة السيد نوري المالكي يكنى في الدويلة، موصلي، تقلد المنصب عن حصة المكون السني، منظمة معنية بالبيئة زارت قضاء بلد وقدمت بذور لزراعة شتلات لاشجار لأول مرة تزرع بالعراق، كان رد الوزير منع الهيئة لكون مذهب أهالي قضاء بلد شيعة، اليابان قدمت مشروع إلى أهالي البصرة يقدر في مليار دولار طارق الهاشمي كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية اتصل في الحكومة اليابانية بصفته كنائب رئيس الجمهورية وطلب منهم إلغاء المشروع تحت كذبة وجود ميليشيات شيعية.
كان يفترض بالقنوات الفضائية البعثية الطائفية والنخب السنية يطالبون اثريائهم أو حكوماتهم المحلية في القيام في عمل شركات مثل شركة المهندس تقوم في عمل مشاريع زراعية وصناعية في الانبار وبادية الموصل، وليكن التنافس تنافس شريف لأجل خدمة المواطنين وتحسين الأوضاع الاقتصادية لأبناء الشعب العراقي.
هذا قدرنا للاسف، ابتلينا بوجود شركاء لنا بالوطن شراكتهم مبنية على العداوة والتخريب والتشويه وتزييف الحقائق، لأن هؤلاء الشركاء بالوطن عداوتهم تدل على انهم فاقدي الشرف والضمير ولايملكون أخلاقيات في الاختلاف، الكثير من شعوب العالم توظف الاختلافات لأجل تصحيح الأخطاء لأجل سعادة شعوبهم، إلا بالعراق ابتلينا بكثرة المهتوكين فاقدي الشرف اراذل تاجروا بفروج نسائهم ولنا بمتاجرة ابو صابرين بفرج صابرين الجنابي وبكل وقاحة وانحطاط أخلاقي.
في الوقت الراهن نحتاج إلى الترويج والتركيز على نشر ثقافة دعم الزراعة في المجتمع العراقي، حتى الصحاري يمكن زراعتها في أشجار تزرع في الصحاري مثل زراعة شجرة الجوجوبا، ثمرة الأشجار تدر وارد اقتصادي هائل تستخدم ثمارها في إنتاج الزيوت، نحتاج مطالبة الحكومة في إنشاء شركات لبيع معدات السقي الحديثة، توجد شركات صينية انتجت معدات السقي الحديث وبأسعار جدا رخيصة، امس كنت اتكلم مع موظف في زراعة الكوت، الدولة ارسلت عشر مضخات للرش للسقي الحديث ويوجد اكثر من مائة ألف فلاح.
الإمارات اشترت مختبر لإنتاج فسائل النخيل، ينتج نصف مليون فسيلة نسيجية كل عام وتخطط لزيادة الإنتاج إلى مليون فسيلة سنويا، وأصبحت الإمارات تبيع مئات آلاف فسائل النخيل إلى دول الخليج والعراق وآسيا والعالم، المختبر لايكلف سوى بضع ملايين من الدولارات، بينما الإمارات تربح مئات ملايين الدولارات سنويا، الكثير من المواطنين بالعراق اشتروا فسائل نسيجية لنخيل المجهول من دول الخليج وبأسعار غالية والحمد لله أثمر الكثير من فسائل نخيل المجهول في قضاء القرنة بالبصرة ورأينا محصول التمر نزل يباع بأسواق البصرة وسط إقبال شديد للمواطنين على شرائه.
مشكلة الكثير من شعبنا يعيش على الاشاعات، بالعراق جربنا نحن شخصيا زراعة نخيل برحي من النواة والتي تسمى فصم، النتيجة نجحت التجربة واثمرت هذه الفصمة وكان التمر نفس تمر الأم البرحية، قرأت أبحاث كثيرة إلى متخصصين بالزراعة عن زراعة النخيل من خلال النواة، تجاربهم تقول أن زراعة مائة فصمة ينتج عنها ٦٠ نخلة انثى، و ٤٠ ذكر، ١٥ تشبه الأم و١٥ افضل من الأم، و٢٥ مختلف الإشكال والالوان، و ٥ فقط تكون نوعية رديئة، للاسف لدينا بالعراق الكثير يقدمون أنفسهم متخصصين يحذرون الناس من زراعة النخيل من النواة، للعلم نخيل البرحي قبل مائة عام زرعت من نواة في ابو الخصيب واحد المزارعين اعجبته وقام في اكثارها وانتشرت بكل دول العالم.
في الختام لتتكاتف الجهود على مطالبة السيد رئيس الوزراء العراقي الاستاذ محمد شياع السوداني في دعم الزراعة النسيجية للنخيل بالعراق، ومطالبة الحكومة في دعم شركات حكومية تستورد وسائل السقي الحديثة من الصين، ويمكن للدولة العراقية افتتاح فروع من المصانع المصنعة لإنتاج وسائل الري الحديث بالعراق، ويمكن للدولة العراقية دعم القطاع الخاص او الحكومي في إقامة مصانع متخصصة في صناعة معدات السقي الحديثة.
إذا كانت وزارة الموارد المائية تمنع الفلاحين من استغلال المياه الجارية في دجلة والفرات والغراف ببدعة الحصة المائية، فلتكن المطالب في مد أنابيب على غرار شبكات أنابيب تصدير البترول تنصب على شط العرب من ابو الخصيب تقوم في ضخ المياه عبر أنابيب في اتجاه صحاري السماوة والنجف وكربلاء والانبار للاستفادة من المياه في الزراعة وعدم ذهاب المياه إلى الخليج.
هناك اصرار على عدم إقامة سدود في شمال القرنة وغربها لحجز مياه دجلة والفرات، بحجة اللسان الملحي، فلاباس من مد أنابيب لنقل المياه من شط العرب في ابو الخصيب والسيبة، كفى سذاجة وغباء، مياهنا تذهب هدرا ولانسمع سوى العويل والصراخ بدون طرح مقترحات لحل الازمة، أحد العباقرة كتب مقال الأخ يريد يشن حرب عسكرية لغزو تركيا لكي يفتح المياه لنهري الفرات ودجلة.