ديمقراطية العرب مثل صبغ بهارات
كتب / نعيم عاتي الهاشمي
الديمقراطية والتي تعني حكم الشعب، هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة، إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين بالبرلمان يقدمون مقترحات، ويعملون على تطوير، واستحداث القوانين لتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية.
الديمقراطية التي يتحدث بها غالبية ابناء البشرية، ولله الحمد، لم تكن من نتاج العالم العربي وإنما نتاج العالم الغربي، بعد عمليات التطور التي رافقت الثورة الصناعية الفرنسية الحديثة، وهي ليست شكل وقالب واحد، الديمقراطية متعددة ولها أشكال وأنماط مختلفة، الموطن الأساسي للظينقراطيات بالعالم الغربي بشكل خاص، ومدعومة من الرأسمالية والدولة العميقة، الراسمالية استفادت من افكار كارل ماركس، في إيجاد نماذج ديمقراطية لخدمة مصالح الرأسمالية.
النظام الديمقراطي الفرنسي مبني على نظام جمهوري تكون السلطات إلى رئيس الجمهورية لكن يوجد برلمان يحاسب الرئيس اذا كانت لدى نواب الجمعية الوطنية أغلبية لمحاسبته وربما خلعه، أما الديمقراطية البريطانية والدنماركية والسويدية يكون الملك ملك دستوري، الشعب ينتخب، الحزب او الائتلاف الفائز يذهب إلى الملك او الملكة ويقدم له التشكيلة الحكومية ويذهب الى البرلمان لنيل الثقة، والملك أو الملكة واجبه تشريفي ويكون صاحب السلطة التنفيذية هو رئيس الوزراء، النظام الديمقراطي الذي تجرى به الانتخابات في الولايات المتحدة، ينتج رئيس جمهورية يملك صلاحيات كثيرة لكن الكونجرس أيضا يشرع قوانين تلزم الرئيس بموافقة الكونجرس في قرارات الحرب، في أمريكا الأحزاب المنافسة حزبين فقط الجمهوري والديمقراطي ويوجد حزب ثالث على الهامش لاقيمة انتخابية له، لم يحصل ولا على مقعد واحد.
لايمكن ان نقيس تعدد الأنظمة والأشكال الديموقراطية في العالم الغربي المسيطر على العالم مع كذبة اسمها الديمقراطية بالدول العربية التي تحكمها أنظمة بغالبيتها عميلة من صناعة الاستعمار الغربي القديم والحديث، توجد نماذج ديمقراطية قريبة على الديمقراطية الغربية مثل كوريا الجنوبية، وسنغافورة، لكن أيضا توجد فئات تسمى بالدولة العميقة تحرك يشكل واخر الأنظمة الديمقراطية في الغرب وكوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان.
بالشرق الأوسط توجد بعض الأنظمة الديمقراطية مثل التجربة في لبنان والعراق ضمن مشاركة ابناء المكونات، لكن هناك توجه عربي بعثي لإفشالها، لأنها تؤثر عليهم، سلبا، لوجود طوائف ومكونات في بلدانهم ويحكمون بلدانهم بعقلية بدوية متخلفة، لا يريدون حصول مواطنيهم على أي شكل من أشكال المشاركة السياسية، رغم القتل والخراب والتشويه ضد العراق لكن التجربة العراقية بطريقها إلى النضج والاستقرار رغم أنف القوى المعادية، وتحتاج ارادة سياسية شجاعة مدعومة من الجماهير المليونية المضحية.
يوجد نظامين اسلاميين يحكمون بطرق ديمقراطية تختلف عن الديمقراطية الغربية والكورية واليابانية واللبنانية والعراقية، وهي تجربة إيران وتركيا، لديهم انتخابات برلمانية ورئاسية ودستور حاكم، في إيران يتدخل الولي الفقيه في بعض الأمور السياسية مثل تدخل رئيس مجلس القضاء في الحالة التركية أو حتى في الدول الغربية الديمقراطية، من حق رئيس مجلس القضاء حل البرلمان واسقاط الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
الغاية من الانتخابات وتطبيق نماذج حكم ديمقراطي ليس لنشر ثقافة الشذوذ الجنسي وإنما السعي الدؤوب لخدمة كل ابناء المجتمع، من خلال تحقيق الرفاهية والمساواة لكافة ابناء الشعب، والعمل على حماية المواطنين الذين يتعرضون للظلم، قضية حافظ القرآن الشيخ حكمت العاني الذي اغتصب طلابه وهو يحفظهم القرآن الكريم في مسجد بالرمادي مثل هذه التصرفات غير موجودة بالديمقراطية الغربية وذلك لوجود قوانين صارمة تعاقب كل شخص يتحرش في الأطفال دون سن ال ١٨ سنة، وإذا تم اعتقال شخص يتحرش بالأطفال ويضعوه بالسجن ياويله من السجناء اذا عرفوا قصته، يفعلون به ما فعل بالأطفال، بل قوانين الغرب تعاقب كل شخص يحاول تبرئة المغتصب من جريمته، وتوجد ثقافة مجتمعية يتم طرد الشخص المغتصب أو المتحرش بالأطفال من المجمع السكني الذي يسكن به مع غرامة قاتلة.
بالعراق عندنا فلول البعث وهابي دافعوا عن شيخ حكمت العاني لأسباب مذهبية قذرة ولم يعيروا اي أهمية لمظلومية ضحاياه الأطفال.
رأينا محاولة بعض الأنظمة العربية الفاشستية تبني نماذج ديمقراطية لكنهم فشلوا فشلا ذريعا، صدام الجرذ عمل انتخابات وفاز بنسبة ٩٩،٩،٩% وهذه النسبة مضحكة تثير الاشمئزاز والقرف.
وكذلك أجريت انتخابات بدول فاشستية عربية قمعية أخرى، طبقوا تجربة صناديق الانتخاب، والتصويت العام، لكن بطريقة مضحكة، لايحق للفائزين انتخاب رئيس وزراء بل الأمير أو الحاكم هو ينصب رئيس وزراء من عائلته، في مملكة البحرين، الشعب ينتخب جزء من المرشحين والنصف الآخر يتم تنصيبهم من قبل الملك بالتزكية، ما شاء الله نظام ديمقراطي، نموذج ليس له مثيل بالعالم.
رحم الله بديع الزمان الهمداني رد على اساتذه العالم اللغوي ابن الفارس الذي نقد الزمان، قال له بديع الزمان ومتى كان الزمان صالح وفسد …وعد له مخالفات بني أمية وبني العباس، هناك من كتاب دول الرجعية العربية يتكلمون عن فشل الديمقراطية، ومتى طبقت عندكم أنظمة ديمقراطية.
لايمكن الحديث عن الديمقراطية في البلدان العربية بدون إيجاد حل جذري للنظام السياسي، العرب بطبيعتهم حكامهم عندما يصلون للكرسي لم يخرجوا إلى أن يموت الزعيم أو يتم سحله في انقلاب عسكري، الأنظمة العربية الملكية تحتاج أنظمة حكم ملكية دستورية، والأنظمة التي يحكمها أمراء يتحولون إلى ملكي وأيضا دستوري، الأنظمة الجمهورية العربية ممكن ان يبحثون عن شخصية منهم لينصبوه ملكا دستوريا، وبعض الأنظمة الجمهورية مثل لبنان يطبق النموذج الديمقراطي الجمهوري الفرنسي.
متى ماتم حل مشكلة تسلط الأنظمة العربية بقوة السيف على رقاب الشعوب، بعدها يمكن الحديث عن الديمقراطية والانتخابات
ويكون هناك فعلا دورا إلى النواب في تشريع قوانين لخدمة قضايا الشعب العامة، مثل إصلاح التعليم، أو تطوير الصناعة أو العناية بالخدمات الطبية وتوفيرها للجميع، تشريع قوانين العدالة الاجتماعية ودعم القطاع الخاص وفرض ضرائب على الأرباح وتوظيف كل المواطنين ضمن ملاكات القطاع الخاص، عندها يحدث التطور في كل مجالات الحياة، والعمل على تشريع قوانين الاستثمار والقضاء على الروتين تكون هذه التشريعات، سبباً مهماً لاستقطاب رؤوس الأموال، وتطوير السياحة، والعمل على إيجاد حياة محترمة لابناء الشعب.
في السويد نائبة اسمها نادية من الحزب الديمقراطي استعملت كارت الكافتيريا الخاص بمجلس النواب لشراء شكولاته مرابو بثلاث دولارات بمحطة تعبئة وقود، صحفي نشر الخبر، شعب السويد خرج بمظاهرات تم طردها من البرلمان. وابشعب رفض وضع نائب محلها، بل بقي الكرسي فارغ وتم كتابة قطعة على الكرسي الفارغ هذا كرسي النائبة نادية التي سرقت الشعب السويدي، وتم منعها من مزاولة العمل السياسي طيلة حياتها.
أن كل تجارب ديمقراطيات العالم العربي مجرد أكاذيب لاصحة لها، وصول نواب، يستفيدون فقط، المصالح الشخصية المادية فقط، فهذة ديمقراطية للكذب والضحك على عقول السفهاء، ديمقراطية الدول العربية تشبه قيام طباخ في طبخ مائة كيلو رز في قدر كبير ويضع عليه ٢٠غرام كركم يصبح اللون اصفر فقط.