آثار الغباء والجهل بحركة التغيير عند بعض القادة
كتب / جاسم محمد الجشعمي ..
إذا درسنا سبب افول بعض الحركات السياسية والاجتماعية التي هيمنت على المشهد السياسي والاجتماعي وقادت الحراك الفكري والسياسي في الاوساط التي عملت فيهانصل الى العوامل الداخلية والخارجية التي انهت حضور تلك الحركات في الساحة . ومن الأسباب الداخلية المهمة المسببة لأفول الحركات غباء قادة هذه الحركات وجهلها بحركة التغيير التي هي سنة الحياة واحياناً حرص هذه القادة الشديدببقاء الحركة تحت قيادتها وهيمنتهاوكذلك استصغارهاللقوى والكوادر المؤثرة الناشطة والفاعلة في الحركة وذلك لغباء تلك القادة وجهلها بسنة التغيير في الحياة وبأن كل قيادة سوف تشيخ يوما ضمن العمر المحدد وعليه لابد للقيادة ان تهيئ بمرور الزمن قيادة بديلة جاهزة لقيادة الحركة لتحل محلها عندما تشيخ من خلال فسح المجال للكوادر النشطة والمخلصة للعمل وتدريبها ونقل التجارب اليها وتهيئتها لاستلام قيادة الحركة . وهذا هو المعمول في الانظمة الإدارية والعسكرية .
ان مبدء التغيرالذي يغيب عن اذهان بعض القادة في نشوة قيادتهم للحركة هو ان القيادة مهما أمتلكت من قدرات قيادية سوف تشيخ في الفترة الموعودة من التغيير الذي يحصل في جسمه . وعندما تشيخ القيادة تفقد قدرتها الفاعلة والنشطة على قيادة الحركة كواقع حال لأن كبر السن والشيخوخة يحدان من النشاط وحتى أحيانا يؤثران سلباً على التفكير السليم . وهذا هو الواقع . وان تجارب الحياة والتاريخ يؤكد ذلك . ان بعض قادة الحركات يتجاهل ذلك اما حرصاً للبقاء على كرسي القيادة او جهلاً اوغباءاً . وهنالك من القادة من يتعامل مع مقاعد القيادة كأرث يرثها او ملكية عقيمة . كما كان الولاة العثمانيون الذين كان ينصبون الصبيان في عمر السابع او الثامن سلطاناً على دولة مترامية الأطراف .
ان هذا النمط من القيادات تضطر اقصاء وتهميش القوى الفاعلة والمخلصة والنشطة في الحركات لكي لاتنافسها في القيادة . وحالة القضاء والتهميش تؤدي بالتدريج الى الانشقاق والانقسامات داخل الحركة . فتترك الكودار الفاعلة والمخلصة الحركة . ولأجل سد النقص الحاصل في الحركة من جراء ترك الكوادر والطاقات المخلصة لها تلجئ القيادات الى الاعتماد على الكوادر الضعيفة والانتهازية فتضعف نشاط الحركة وفاعليتها . لأن عماد الحركة نشاط الكوادر . فاذا ضعف نشاط الحركة تضعف حضور الحركة في الأمة وتتقدم عليها غير من الحركات . وبمرور عقود على هذه الحالة تتحول الحركة الى اسم وعنوان بلا واقع . وتضاف الى سجل الحركات في التاريخ . يكتب عنها طلاب البحث .