أعتذر من غالبية الأنظمة العربية.. الآن فهمتكم جيدا.. وانتظروا الفدائيين الجدد!
كتب د. محمد أبو بكر
أنا المدعو محمد أبو بكر، لاجيء فلسطيني، أثير الكثير من المشاكل أحيانا، مارست ظلما لا حدود له بحقّ غالبية الأنظمة العربية، واتهمتها بالتقاعس بشأن القضية الفلسطينية ، ووصفت مواقفها بالخجولة ، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك؛ بأن وجّهت اتهامات بخيانة القضية لبعضها.
ثمّ أدركت بعد ذلك بأنني كنت على خطأ، لا بل وارتكبت خطيئة بحقّ هذه الأنظمة، حين علمت بأنها تعمل ليلا نهارا لخدمة القضية وشعبها، وهي تحاول فعل المستحيل من أجل خلاص الفلسطينيين مما يعانونه ، وهاهم يقومون بأدوارهم الوطنية والقومية على أكمل وجه.
يالهذه الأنظمة ما أروعها ، يالحلاوة التطبيع ما أجمله ، فمذاقه يثير فينا كل شهوة ، لقد اكتشفت أن إسراع هذه الأنظمة نحو التطبيع ما هو إلّا لخدمة الشعب الفلسطيني ، لم أكن أفهم ذلك أو أستوعبه ، ومؤخرا تمكّنت من فهم هذه الأنظمة وحرصها الشديد على تحسين ظروف حياة الفلسطينيين .
نعم هذا ما نريده أيها السادة ؛ لا نرغب بزوال الإحتلال ولا حتى بإقامة الدولة ، ولن نستنكر الإقتحامات اليومية للأقصى ، فهذا أصبح خبرا عاديا لا قيمة له ، كل ما نريده هو تحسين ظروف الحياة ، يعني باللهجة الدارجة .. بدنا شوية مصاري ويخلف عليكم .
هكذا باتت القضية من وجهة نظر الأنظمة ، شوية مصاري لتحسين الأوضاع ، وحينها سيتم تقديم التطبيع على طبق من ذهب ، كنت دائما مهاجما المطبّعين ، أمّا اليوم فقد تغيّرت النظرة تجاه التطبيع ، ما دام الموضوع فيه شوية مصاري لتحسين الحياة .
يا ألله ! كم ظلمنا الأنظمة ، وظلمنا أنفسنا أيضا ، وهاجمنا تلك المواقف ، والتي كانت قمّة في الحكمة والحنكة ، وأحيانا كنت أشفق على حكومة الإحتلال من تلك المواقف شديدة اللهجة ، واستخدام عبارات قاسية بحق ابن غفير أو نتنياهو والزملاء في الحكومة ، راجيا تخفيف هذه العبارات ، فنحن باتجاه تطبيع تاريخي أيها السادة ، قد يشمل في قابلات الأيام مختلف الأنظمة العربية ، وحينها سنقوم بإغلاق ملف القضية للأبد ، بعد أن حصلنا على شوية مصاري .
هذه الأيام ؛ نعيش في ظلّ اقتحامات يومية للأقصى ، مع ترسيخ التقسيم الزماني والمكاني وصولا للسيطرة على أكثر من سبعين بالمئة من مساحة المقدسات ، متمنيا من الأنظمة العربية عدم اتخاذ مواقف تعكّر المزاج ، أو تضع عقبات في وجه التطبيع القادم .
اللعنة عليكم .. بعتم فلسطين قبل أكثر من سبعين عاما ، وقبضتم الثمن ، واليوم تمارسون العهر والإنبطاح ، قاتلكم الله ياعربان الردّة ، الشعب الفلسطيني يراقب ويتابع ، والفدائيون الجدد قادمون في كافة مناطق الضفة الغربية ، حينها سيحرقون الأخضر واليابس من تحت أقدام الإحتلال وأعوانه من المطبّعين العرب المتصهينين ، ويوم القصاص بات قريبا !