سقوط أوسلو و كامب ديفد و ظهور أصوات سياسية واكاديمية تحمل أمريكا المسؤولية الكبرى
كتب / أ. د. سامي الموسوي
مرت علي اتفاقيات (أوسلو) للسلام بين الفلسطينين والحكومة (الإسرائيلية) ثلاثون عاما منذ عام ١٩٩٣ ولم تنجز شيئا يذكر بل بالعكس مع مرور الأيام ترسخ مبدأ الاحتلال واتسعت رقعة المستوطنات وازداد القمع الصهيوني والعنصرية القومية ضد العرب في فلسطين. وقد ارتفعت وتيرة ذلك كله بعودة حكومة اليمين المتطرف الضيق برئاسة (بنيامين نتنياهو). وقد تعالت مؤخرا أصوات من داخل نخبة المجتمع الأمريكي السياسي والاكاديمي وهي تدين ذلك التطرف وتحذر من عقباته ومن اهم هذه التحليلات ما تم كتابته في موقع ال Council on Foreign Affairs الأمريكي في نيسان ٢٠٢٣ وهو يضم نخبة من كبار السياسيين ورجال القانون والمال والمثقفين وغيرهم. حيث كتب الدراسة المستندة على وثائق مهمة ومصادر عديدة كل من البروفسور Michael Barnett من جامعة جورج واشنطن و البروفسور Nathan Brown الحائز علـي جائزة الاوسكار من جامعة جورج واشنطن والبروفسور Marc Lynch الذي يتبوأ عدة مناصب اكاديمية وجامعية والبروفسور Shibley Telhami من جامعة مريلاند والخبير في شوون الشرق الاوسط. ونضع لكم هنا رابط تلك الدراسة التي نشرت قبيل الاحداث الأخيرة في فلسطين المحتله:
https://www.foreignaffairs.com/middle-east/israel-palestine-one-state-solution
Israel’s One-State Reality
It’s time to give up on the two-state solution.
www.foreignaffairs.com
واستخلصت تلك الدراسة الى انه منذ اتفاقات أوسلو ثم كامب ديفد ولحد الان لم تنجز هذه الاتفاقات شيئا يذكر بالعكس فقد تعمق الاحتلال بشكل عنصري يعتبر العنصر الصهيوني اليهودي هو الأعلى وكل ما هو فلسطيني وعربي فهو في الدرك الأسفل ويجب ان يكون خاضعا لارادة وقوانين يفرضها العنصر اليهودي الصهيوني. وارتفعت وتيرة المستوطنات بل وتم تقطيع اوصال ما تبقى للفلسطينيين من ارض اربا اربا. وأشارت تلك الدراسة الى ان ما تم الاتفاق عليه في أوسلو فقد انتهى منذ زمن طويل ولم يعد الحديث اليوم في حكومة إسرائيل ومنذ زمن عن السلام لانه قد تم قبره واصبح الحديث عن كيفية اخضاع العرب للإرادة الصهيونية دون ان يكون لهم رأي ولو بسيط. اذن اصبح الواقع هو واقع الدولة الصهيونية العنصرية الواحدة المهيمنة وليس واقع الدولتين وصار ذلك حقيقة لاغبار عليها أي دولة صهيونية واحدة تفرض عنصريتها على الاخرين كنظام عنصري ديني وليس ديمقراطي لبرالي. وتستخلص تلك الدراسة الى ان إدارة (بايدن) وغيرها قد فشلت تماما في احياء السلام وحل الدولتين وتركت (إسرائيل) خارج قانونها الذي تريد ان تطبقه على كافة الدول كلاعب اوحد في العالم. ونحن نقول ان ما سماه جورج بوش الاب (المقبور) (بالنظام العالمي) قد ولى واندثر ومرغته طالبان في الوحل الافغاني اما بايدن فهو رجل قد أصابه الخرف غير قادر على شيء. وبالعودة لتلك الدراسة فانها تستنتج ان على أمريكا عدم اعفاء إسرائيل ان هي ارادت قيادة العالم بنظام القطب الأوحد وهذا ما لانراه نحن بل ان أمريكا أصبحت عجوزا مترهلا سوف يسقط عند أي هزيمة أخرى مشابهة لهزيمة أفغانستان وهي غير قادرة على ذلك. وتشير تلك الدراسة الى قول (نتنياهو) (إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها ” بل بالأحرى “ للشعب اليهودي — وفقط.”) وهذه هي قمة العنصرية وبشكل علني وواضح ضد العرب الموجودين في إسرائيل وبالخصوص ضد الفلسطينيين في أراضيهم. وان هذا النظام هو أسوأ من نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا. وقد خلصت الدراسة الى التحذير من ذلك الجمود وتعالي العنصرية الصهيونية وفرض شروط وقوانين كما يحلو لها هي فقط سوف يجر الى عنف كبير وتكتيكات جديدة للمقاومة. وبالفعل هذا ما حصل اليوم. وتستنتج الدراسة الى ان التخلي التام عن الفلسطينيين سوف يقابل برفض شديد من الشعوب العربية ولما له من انعكاسات متعددة. وتحمل الدراسة هذه الولايات المتحدة المسؤولية الكبرى حول التوجهات الصهيونية للكيان والتي تنافي الديمقراطيات اللبرالية وتنحى منحى أنظمة التمييز العنصري وهذا ما لايقبله العديد من اليهود انفسهم لانهم سيكونون ضحايا لتلك السياسات العنصرية من قبل حكوماتهم أيضا ناهيك عن يهود ناطاري كارتا الذين لايؤمنون بدولة الكيان الصهيوني ويريدون العيش ضمن دولة فلسطينية. ولعل المستفيدون من هذا الوضع الجديد هم المطبلون لتحرير الأقصى والذين ضموا رؤوسهم في التراب بل ما انفكوا ينفون تدخلهم وعدم اشتراكهم فيه. ان على اليهود في ذلك الكيان ان يحاسبوا حكومتهم المتطرفة والعنصرية التي اوصلتهم لهذا وكان الاجدر بها ان تعمل منذ زمن طويل على تجنب ذلك كله وتحقيق تقدم في عملية السلام التي قد تم دفنها اليوم.