(غزة) هذا آوان الشد.. الكذب الأمريكي غطاء وقح للكذب الاسرائيلي.
كتب / عدنان نصار
إن الأحداث المثيرة ، وجرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة منذ السابع من أكتوبر إلى اللحظة، فاقت ما ارتكبته الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في نكبة عام 1948 ..وبدا واضحا ان الاحتلال كشر عن انيابه بغل وحقد غير مسبوق ،أمام حالة العري والسقوط لجيش اسرائيل الذي يزعم بأنه لا يقهر ..فها هي حماس تسقط المقولة بعدة وعتاد وإعداد من مقاوميها تتسلح بيقين الحق ، وشرعية الموقف النضالي المقاوم أمام الحقد الصهيوني وتمرده على كل القيم الإنسانية.
“اسرائيل” ارتكبت جرائم حرب في غزة ، فهي من نكل وشرد وقتل وحرق ودمر دون تفريق بين امرأة او طفل او مسن ..وما نقلته وسائل اعلام ،والإعلام العسكري في كتائب القسام عكس حجم الجنون الذي تمر به القيادات العسكرية الإسرائيلية المجرمة بحق غزة وفلسطين بأكملها..جرائم حرب بإمتياز لا تحتاج إلى ادلة اكثر من تلك الادلة التي وثقها الاعلام وبثها في تغطيته المستمرة على العدوان الهمجي على قطاع غزة .
ساسة الاحتلال ، بمارسون الكذب الفاضح والمكشوف ، لتغطية ضعفهم ، وتأمين دعم دولي لحربهم على غزة ، بعد سقوط قوته التي لا تقهر في قاع الحضيض..ولعل تذرعهم بقطع المقاومة لرؤوس اطفال واغتصاب كما قال وزير الدفاع الاسرائيلي لنظيره الأمريكي لا تعدو عن كونها كذبة كبرى لا تنطلي على العقل البشري او حتى تمر في مخيلته ، وتدرك الشعوب الغربية تحديدا ان مثل هذا الكلام مجرد كذب وتلفيق وخداع لاستقطاب التعاطف الغربي الرسمي مع احتلال هو من مارس كل هذه الأصناف من الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة خلال الاسبوع الثاني من أكتوبر وحربهم الوسخة ضد العزل في قطاع لا يتجاوز طوله 41 كم مربع ، وعرضه ما بين 5 الى 15 كم مربع .
حقيقة ،نحن أمام كذب مزدوج “اسرائيلي- امريكي” فالتصريحات التي جاءت على لسان “بايدن” من واشنطن كاذب بامتياز ، فهو لم يرى رؤوس قطعت ، ولا نساء اغتصبت ..وكذلك الامر عند وزير خارجيته أنتوني بلينكن ،ووزير دفاعه في تل ابيب الجمعة الفائتة ومؤتمرهما الصحفي الذي مارسا فيه الكذب الفاضح ، معلنين تضامنهم مع “اسرائيل” المشتركين معها بجرائم حرب ضد الشعب العربي في فلسطين عموما ، وقطاع غزة ومن قبلهما العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية التي تشهد على مدى الجرائم التي ارتكبت بالشراكة فيما بينهما..الإنسان العربي أذكى مما تظنون، وذاكرته تتسع لآلاف الصور التي تكشف حجم اجرامهم.
الإنسان العربي، الذي يرى احداث غزة وعدوان الاحتلال عليها ، تحت سمع العالم وبصره ، لا يقف متفرجا وهو يرى الفعل الاجرامي الاسرائيلي بحق النساء والشيوخ والأطفال، وما رافقه من دمار يدلل على حجم الحقد الصهيوني على كل ما هو فلسطيني وعربي ..فاسرائيل الذي لا ” تقهر” ،تمرغت انفها تحت نيران المقاومة (ألف مقاوم) كان كفيلا بتمريغ أنف اسرائيل بتراب الارض الفلسطينية ، دون اي تدخل مساند من قوات عربية ..لنا أن نتخيل لو كل الجبهات فتحت أبوابها لكنس الاحتلال ..لنا أن نتخيل ،لو ان أمريكا رفعت يدها عن ابنها المدلل “اسرائيل” ..ونتخيل حجم الطوفان الشعبي العربي المتضامن مع غزة ..!
ما حدث من فعل فلسطيني مقاوم للاحتلال في أكتوبر، أعاد لنا نحن الشعب العربي الدهشة بالقدرة الحقيقية للفعل العربي المقاوم ..اعادت دهشتتا وثقتنا ، مذ كنا نخرج في المسيرات في الثمانينات واواخر السبعينيات ونردد :”أمريكا هي ..هي..أمريكا راس الحية”..أمريكا ،هي ذاتها التي قصفت “العامرية” في بغداد ..ومنزل المرحوم القذافي في طرابلس ، وزرعت ورعت وغذت فتنة الحرب في سوريا ..أمريكا هي البلاء والابتلاء.!
من يرى أعداد جثامين الشهداء الفلسطينين في قطاع غزة ، وحجم الدمار ، يدرك حجم عدو فقد صوابه ، واستخدم آلته العسكرية ، وما أرسلته أمريكا من ذخائر الأربعاء الماضي ، وحاملة الطائرات التي تعوم في المتوسط ،يدرك أيضا آن العدوان المستعر هو في حقيقة الأمر “اسرائيلي- امريكي” ،يضاف اليه دعم فرنسي وبريطاني أمام حالة صمت عربي رسمي خجول ومخزي..
الصمت العربي الرسمي المخجل ، قابله طوفان بشري عربي في غير دولة عربية في مسيرات مليونية الجمعة الفائتة ، وكمشارك في المسيرة الاردنية الشعبية خرجت بانطباع لم يفارق وجداني:( الاولاد كبروا) فكانت مسيرة عمان ،والمحافظات الاردنية في غالبيتها المطلقة من فئة الشباب الكبار ممن ولدوا بعد انتفاضة عام 1987 وفئة الشباب المتوسط في العمر ممم ولدوا بعد العام 1997، هم من يهتفون ما هتفناه ذات معركة في السبعينيات والثمانينات وحتى الرابع من نيسان سنة 2003 يوم دخول الاحتلال الأمريكي بغداد ..كنا وقتها نردد ما يردده جيل (طوفان الاقصى) :أمريكا هي ..هي ..أمريكا راس الحية ” ..ما يحدث في غزة من قتل ودمار بأصابع صهيونية وزناد امريكي..وكلاهما يناصران الظلم ،ويمارسان الكذب الاعلامي المفضوح.