لماذا تساند الدول الغربية وامريكا الكيان الصهيوني؟
كتب / . د. سامي الموسوي
عندما تقدم (ارثر بلفور) وزير خارجية بريطانيا بوعده لانشاء وطن قومي لليهود وبعث بتصريح ارسله الى صاحبه في الصهيونية (ليونيل روتشيلد) الذي ينتمي الى اغنى اسرة يهودية في العالم يعده بذلك فان الأخير وعد بان تكون (إسرائيل) حامية للمصالح البريطانية في المنطقة. وبالطبع عندما تتبنى الدول الغربية الأخرى وامريكا وعد بلفور فأن حماية مصالحها من قبل الصهاينة ستنسحب عليها كافة. هذه هي القاعدة الأساسية من مساندة تلك الدول لإسرائيل اذ ان هذا الكيان قد تبنى منذ البداية ان يكون حاميا للمصالح والقيم الغربية على ان تدعم تلك الدول هذا الكيان في كافة المجالات. وبطبيعة الحال فأن المصالح التي تحدث عنها (روتشيلد) هي مصالح الدول الاستعمارية ففي حينها لم تكن تلك الدول الا دولا مستعمرة وامبريالية تريد اذلال الشعوب ونهب خيراتها وبالخصوص الشعوب العربية التي تمتلك ثروات هائلة بشرية واقتصادية ناهيك عن موقعها من العالم. هذه الدول الغربية كانت ولايزال همهما الأكبر في الشرق الأوسط هو إبقاء الامة العربية ضعيفة وابعادها بشتى الوسائل عن قيمها الحضارية وعمقها التاريخي واذكاء الصراعات بينها وليس افضل واحسن من غرس كيان لقيط في داخلها. ومن اهم ما عملت عليه تلك الدول هو إبقاء الصراع العربي الصهيوني حيا ولكن دون ان يؤثر عليها هي مما يسهل عليها السيطرة والتدخل وفوق ذلك كله بيع أسلحتها للجانبين كما فعلت في حرب الخليج بين العراق وايران ببيع أسلحتها واذكاء الحرب التي ولدت حروب أخرى وكما استغلت لنفس الأسباب الصراع الفارسي العربي. الشيء الاخر الذي يخاف منه الغرب وامريكا هو القيم العربية المتمثلة بالدين الإسلامي فهم لا يريدون تلك القيم ويسخرون كل طاقاتهم الإعلامية لتشويه القيم الدينية الإسلامية المرتبطة بالعرب ويظهرونهم على انهم ارهابيون وان زرع هذا الكيان لعب دورا أساسيا في ذلك. هم لا يستطيعون ان يتخيلوا شرق أوسط بدون إسرائيل لانهم يعلمون ان امة مثل امة العرب بدون إسرائيل وحروبها ودسائسها سوف تكون قوية دون شك بل واقوى من قارتهم العجوز وسوف ينتفي اعتماد تلك الامة على العديد من المصادر والصادرات والتوجهات الاوربية ولعل العكس سيحدث وهذا مما يخافون منه وتحقق لهم خلاف ذلك وجود إسرائيل.
إسرائيل كدولة قامت على أسس عنصرية دينية ولكنها في الواقع دولة صهيونية تتخذ من القيم الاوربية الليبرالية أساس لوجودها مع استغلال العامل الديني اليهودي. والقيم التي تقوم عليها الليبرالية الاوربية هي ليست قيم بالمعنى الحقيقي، هم يسمونها قيم ولكنها قيم منحرفة ان صح التعبير فهم بعيدون كل البعد عن القيم التي جاءت بها المسيحية واليهودية الحقة دون تحريف. وعليه فأنهم يعدون إسرائيل ضمن المجموعة الاوربية من نواحي القيم والديمقراطية المزيفة بينما يبررون الأفعال العنصرية من قتل واحتلال وتدمير وتهجير هو دفاع عن النفس مثل ما هو حاصل اليوم بوقوف الدول الاوربية وبريطانيا وامريكا مع إسرائيل رغم القتل والابادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الاعزل. في تصريح له ل (يديعوت احرونوت) قال قائد القيادة الامريكية الوسطى ان أمريكا تقدم كل الدعم لإسرائيل للدفاع عن النفس! وقبل ذلك صرح البنتاغون بانهم سيرسلون جنود امريكان للمشاركة في الهجوم البري كما وبعثوا ببوارجهم الحربية و وضع الالف الجنود الامريكان على أهبة الاستعداد. بينما على الجانب الاخر هجعت الأصوات التي صدعت رؤوسنا بيوم القدس العالمي وتحرير فلسطين والمحور المقاوم. قال قائلهم اذا ما اشتركت أمريكا بالقتال ضد غزة فانهم سوف يدخلون الحرب وها هي أمريكا تصرح ليل نهار بانها مع إسرائيل وتبعث القادة والجنود والاساطيل و باقي الاسناد وما عسى هذا ان يفعل الا ان يدس رأسه في التراب فهو شيخ المجاهدين! وما انفك اليوم أولئك الذين صدعوا الرؤوس ينفون تدخلهم في هذه الحرب ويستخدمون كل ما تمكنوا عليه من إيضاح بانهم ليس لهم ناقة ولا جمل في تلك الحرب وانهم فقط اذا تعرضوا الى ضربات مباشرة فسوف يردون والجميع يعلم بانهم لا يردون حتى وأن صبت الصواريخ فوق رؤوسهم (هم وإسرائيل عملة واحدة ذات وجهين). بقي شيء واحد: هل يتدخل الله؟ الجواب لله هو يعرفه ولكننا نعلم ان له جنود السموات والأرض واذا تدخل فسيكون غضبه ساحقا للقوم الظالمين.