هولوكوست غزة وعار الإنسانية
كتب / فاطمة عواد الجبوري
قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني بوحشية مستشفى المعمداني في مدينة غزة. وتشير الإحصائيات الأولية لضحايا الغارة الجوية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في غزة، إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وإصابة أكثر من 600 آخرين.
ورداً على هذه الجريمة، قال إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي للكيان الصهيوني: “الشيء الوحيد الذي يجب أن يدخل غزة هو مئات الأطنان من المتفجرات من سلاحنا الجوي، وليس غراماً واحداً من المساعدات الإنسانية!”.
ظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على شاشات التلفزيون وقام بالكذب ثم الكذب ثم الكذب وهو الشيء الوحيد الذي تتقنه إسرائيل. لقد قامت إسرائيل بتغير روايتها حول الهجوم الدموي على المستشفى عدة مرّات، ففي البداية نشر وزراء إسرائيل والمسؤول عن نشاطاتها الإعلامية منشورات تبرر الهجوم على المستشفى بأنّ هناك جنود من حماس في المستشفى. ثم قام هؤلاء بنشر فيديو قديم يدعون بأنه صاروخ لحماس أخطأ الهدف ووضرب المستشفى في غزة. وبعد الهجوم على المستشفى غرّد نتنياهو على موقع X قائلاً: “هذه معركة بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين الإنسانية وقانون الغاب”. وبعد اتضح حجم المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الأبرياء العزل قاموا جميعاً بحذف تصريحاتهم من على جميع المنصات وغيروا روايتهم إلى أنهم لم يقصفوا أبداً المستشفى وبأن الجهاد الإسلامي هي من أطلقت صاروخ أخطأ الهدف وضرب المستشفى.
في أخر تحديث لكذب الجيش الإسرائيلي اعترف المتحدث باسمه بأنه قصفوا مرآب المستشفى ولكن من قصف المستشفى هم الجهاد الإسلامي. ويبدو بأنّ إسرائيل شعرت بأنّ الدول الغربية قد يكون لها تسجيلات من الأقمار الاصطناعية تظهر كيف قامت باستهداف المستشفى ولذلك ظهروا علينا بنظرية استهداف المرآب.
كيف لنا نحن الذي اعتدنا على كذب إسرائيل سواء فيما يتعلق باغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة أو فيما يتعلق بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. وكيف قاموا بفبركة صور لكلاب أليفة والإدعاء بأنها صور لأطفال حرقهتم حماس. وكيف قاموا بتزييف والكذب حول قطع رؤوس الأطفال والحملة الإعلامية المزيفة التي قامت بها وسائل الإعلام الغربية دعما لهذه الرواية، وكيف تم فضح كذب هذه الإدعاءات ووصل زيف هذه الرواية إلى ان تقوم شبكة “سي ان ان” بالاعتذار عن عدم مهنيتها في نقل الأحداث. كيف لنا أن نصدق روايتكم ونحن نرى حجم الدمار والقتل في هذا المستشفى؟؟
لقد قامت إسرائيل بحسب منظمة الصحة العالمية باستهداف المراكز الصحية على طوال 12 يوم من الصراع وقامت بقتل أكثر من 20 شخص يعمل في القطاع الطبي واستهدفت عشرات سيارات الإسعاف في قطاع غزة.
كيف لنا يمكن أن نصدق روايتكم ونحن نرى حجم الدمار الذي خلفته هذه الهجمات، لو كانت المقاومة تمتلك هذا الحجم من الروؤس الحربية لهدّمت مقاركم وقواعدكم العسكرية على رؤوسكم. صحيفة وول ستريت جورنال قالتها صراحة بأن الهجوم تم بقنبلة أمريكية تملكها إسرائيل تسمى “MK-84”.
كيف يمكن أن نثق بالدول الغربية التي لم تقوم بإدانة إسرائيل ولو بتصريح واحد كيف لنا أن نثق بهم وهم من يحجون إلى إسارئيل كل يوم عملوا مع بعضهم البعض لتهجير الشعب الفلسطيني ليس في الداخل وحسب بل وحتى من لبنان من خلال التآمر على المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث قامت كل من (فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة) بعرض خطة لتدمير مخيمات الفلسطينيين في لبنان لكي يقتلوا حق العودة الفلسطينية ودمج اللاجئين في لبنان ومنعهم من حمل السلاح للمقاومة ضد المحتل.
أخيراً، لقد بلغت وقاحة الجيش الإسرائيلي وكذبه درجة يطلب فيها المتحدث باسم جيشها القاتل للصحفيين أن يتوجهوا إلى غزة ليعاينوا الحادث عن قرب. وكأن إسرائيل تسمح لأي أحد بالوصول إلى القطاع وكأنها منطقة مفتوحة وليس محاصرة تمنع عنها الكهرباء والماء والغذاء والدواء وكل شيء. إن ما يحدث في قطاع غزة هو عبارة عن “هولوكوست أهل غزة” إنهم يقومون بتصفية الشعب الفلسطيني على مرأى من الحكومات العربية والغربية. ونحن لا نعول اليوم على الحكومات بل نعول على الشعوب بالنزول والاعتصام في الشوراع. وأما عن محور المقاومة فنقول لهم لقد تجاوزت إسرائيل جميع الخطوط الحمراء واليوم هو يوم الكرامة.