هل تلجأ واشنطن لاستخدام داعش في معركة مواجهة مقاومة غزة
كتب / الدكتورة حسناء نصر الحسين
لم تعد معركة طوفان الأقصى ثنائية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي، بل تحولت الى قضية عالمية استطاعت أن تقسم العالم إلى قسمين بين غرب استعماري مستمر بإجرامه بعيون شاخصة تبحث عن شكل استعمار جديد للأمم والشعوب، وشرق ينهض من ركام الحروب باحثا عن استعادة تاريخ وحضارة وقيم روحية كانت وما زالت وثيقة تعريفية لكل الشعوب، أمام هذا المتغير الكبير الذي صنعته معركة طوفان الأقصى و الذي قبل تاريخ السابع من أكتوبر لم يكن أحد ليتخيل ان يرى هذا الانشغال الدولي بالقضية الفلسطينية وهي التي حكم عليها بالسجن المؤبد ضمن دروج المنظمات الدولية وأهمها الأمم المتحدة ، التي لم تعمل على تطبيق أي من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الخاصة بالقضية الفلسطينية ليأتينا هذا اليوم الذي نرى فيه مجلس الأمن يتخلى عن ديباجية القلق المعهودة في قفزة نوعية في المسار الصحيح ليخرج ممثل الكيان من هذا المكان مطالبا غوتيرش بالاستقالة فكيف لا وهو من اطلق العنان لكلمات حق يجب أن تقال.
أمام مشهدية التحولات العالمية في هذه القضية التي تشغل اهتمام الرأي العام الدولي، نرى حجم العري والضعف الشديدين لإسرائيل الباحث قادتها عن صورة نصر ظنا بأنه قادر على تحقيقه من خلال سحق الابرياء ليبني مجده فوق جماجم الاطفال والنساء من خلال تكرار السيناريو الأمريكي الذي بنى امبراطوريته على جماجم الهنود الحمر، ليتزامن السقوط الامريكي والاسرائيلي في لحظة تاريخية واحدة بعمل مشترك موحد هدفه تصفية القضية الفلسطينية ومقاومتها.
لم تخف امريكا موقفها الداعم للكيان بل كان واضحا وصرح به كبار المسؤولين الأمريكان عبر تقديم الدعم الغير محدود لآلة القتل الصهيونية بالدعم اللوجستي تارة، وأخرى بجنود القوات الخاصة الامريكية التي تحولت إلى أشلاء عند محاولتها اقتحام غزة وهذا ما صرح به المستشار السابق في وزارة الحرب الامريكية دوغلاس ماكغريغور ، مما صعب مهمة تنفيذ تهديد نتنياهو وحكومته بتنفيذ اجتياح بري لغزة.
أمام هذا الواقع الامريكي الاسرائيلي الصعب في مواجهة ابطال المقاومة انخفض سقف الطموحات لدى الكيان والامريكان ليذهب المستشارون الأمريكيون لتقديم النصائح لجيش الكيان بأن يقتصر عملهم على عمليات الإغارة للقوات الخاصة بدعم جدي مكثف بدلا من الغزو البري لقطاع غزة الذي سيكلف الكيان خسائر فادحة لتعبر هذه النصيحة عن حالة العجز والاحباط التي يعيشها الكيان فكل محاولات امريكا والغرب انتشال اسرائيل من الوحل الفلسطيني باءت بالفشل نتيجة العمل المقاوم على عدة جبهات الذي ألحق ضررا كبيرا في سمعة الامبراطورية الامريكية التي تستهدف قواعدها المدججة بالعتاد واقوى انواع السلاح بصواريخ المقاومة ومسيراتهم التي لم تخطئ هدفها في سورية والعراق ، لترتفع حرارة المواجهة لأبطال المقاومة العراقية لتشمل التهديد باستهداف القواعد الامريكية في كل من الامارات والكويت لتأتي نتائج هذا التهديد سريعة من خلال بيان صادر عن السفارة الامريكية في الكويت في تقليص الانشطة في القواعد العسكرية الامريكية بهدف التهديدات التي اطلقتها ألوية الوعد الحق.
وهنا لنا أن نسأل ماهي السيناريوهات الامريكية المحتملة لتغطية فشلها في خوض المعركة لجانب اسرائيل ؟ وماهي ادواتها؟
بعد ان فشلت امريكا بتحقيق اهدافها في منطقة الشرق الأوسط وما لحق قواتها من هزائم ، عمدت على صناعة الارهاب الدولي بدءا من القاعدة وانتهاءا بداعش لتكون هذه القوى الظلامية هي الجيش البديل للجيش الامريكي ، وهذه الورقة ترى فيها امريكا صالحة للاستخدام رغم كل الهزائم التي منيت بها على يد محور المقاومة لنرى ظهور لخطيب ولاية سيناء الموالي لتنظيم الدولة الاسلامية يتوعد المقاومة الفلسطينية حماس ويطلق عليها صفات تكفيرية تمهد وتشرعن دخول داعش واخواتها الحرب الامريكية الاسرائيلية القذرة لمحاربة المقاومة الفلسطينية حماس لتحل هذه القوى محل القوات الاسرائيلية المهزومة والجيش الامريكي الذي لا يريد ان يتحمل دفع فاتورة هذه الحرب من الجنود الامريكان.
امريكا ترى في داعش ورقة قوية في محاربة المقاومة الفلسطينية واعتقد انها ستوكل مهمة الاجتياح البري لهؤلاء القتلة كونهم لديهم خبرة وتجربة بحرب الشوارع والكهوف وما مطالبة الارهاب الدولي الموجود في سورية للدولة السورية لفتح الحدود بحجة الذهاب للدفاع عن فلسطين الا حيلة تخفي الكثير من الدهاء فهذا الطلب طلبا امريكيا بامتياز.
فكيف لمن حارب محور المقاومة محور القدس بأمر امريكي اسرائيلي ان يذهب لنصرة فلسطين ومقاومتها؟
اعتقد أن امريكا ستقوم باستخدام داعش كقوات برية في عملية اجتياح غزة، من خلال نقل اعداد منهم من عدة دول منها سورية كون قاعدة التنف قريبة من الحدود الاردنية مع فلسطين المحتلة وهذا امر وارد وبشدة كون الاستثمار بالإرهاب الدولي سمة امريكية بامتياز الا أن المقاومة ستهزمها على ارض فلسطين كما هزمتها في العراق وسورية فإذا كان الاسرائيلي يبحث عن عنصر المفاجأة من خلال داعش ماذا لو باغتتهم المقاومة بعمليات في الجليل لتتغير الرسالة من المقاومة في طريقها اليكم ، الى المقاومة وصلت إليكم.