رسالة إلى بايدن وحاشيته الصهيونية: إن غداً لناظره قريب
كتب / الدكتور أحمد صالح البطاينه
أيها البايدن أيها الصهيوني كما وصفت نفسك، إليك أولاً هذه المقدمة، لأن القصة لم تبدأ بطوفان الأقصى كما أردتم أن تصوروها.
أنت وأسلافك تعلمون أن صنيعتكم إسرائيل هي قوة احتلال، وبمساعدتكم تحتل فلسطين وأراضي عربية أخرى، وتعلمون وبعد عام 1967 أن تم عقد اتفاقية أوسلو، واعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل، وبموجب هذه الاتفاقية تم تشكيل سلطة فلسطينية محملة بما يسمى بالتنسيق الأمني مع المحتل، وقد حافظت السلطة الفلسطينية على هذا التنسيق، وجعلت هذا الاحتلال وجرائمه يستمر بدون كلفة، بالرغم من أن اسرائيل تنتهك باستمرار هذه الاتفاقية التي أتاحت لاسرائيل التنكيل بالشعب الفلسطيني بكل الوسائل التي عهدها ولم يعهدها العالم، واستباحت الضفة الغربية بغزو استيطاني لا يتوقف وصل إلى أكثر من سبعمائة ألف مستوطن يبتلعون الأرض الفلسطينية، مما جعل ما يسمى بحل الدولتين التي تتشدق به أمريكا وغربكم اللعين مستحيلاً، وطرحت الدول العربية المبادرة العربية، وتعلمون ما تنطوي عليه من القبول بوجود اسرائيل، وفوق ذلك إقامة علاقات دبلوماسية وطبيعية معها، ورغم ذلك وضعت اسرائيل هذه المبادرة في سلة المهملات، وتعلمون أن سلفك دون وجه حق اعترف بالقدس كلها كعاصمة لاسرائيل، ونتيجة لكل ذلك أن دفعتم الفلسطينين إلى الحائط دون أي أفق للحل العادل، ولم يعد أمامهم إلا ممارسة حقهم في مقاومة الإحتلال الذي تجلى بأبهى صوره في طوفان الأقصى الذي تصفونه بكل وقاحة بالإرهاب.
والآن وبعد أن فوجئتم أيها الصهيوني وصنيعتكم بطوفان الأقصى، والصدمة التي أحدثها التي أفقدتكم عقلكم، وما ترتب على ذلك من ردود فعلك وردود فعل صنيعتكم الهمجية البربرية ، جعلتنا نشك بأنكم من طينة البشر، لذلك لا بد للبشرية أن تبحث عن نوع جديد من الكائنات الحية أو المنقرضة لتنسبكم إليها، وسوف تبقى لعنة غزة تُلاحقكم وتُلاحق حاشيتكم وصنيعتكم ما يسمى بإسرائيل، وكل من ساهم في صنعها في غربكم اللعين، ولا استثني أصنامكم من أنظمة الدول العربية إلا من رحم ربي التي صنعتوها لتجثم على صدورنا، والذين حولتموهم إلى متفرجين فقط على المآسي التي تصنعوها ببني جلدتهم، وأخص بالذكر صنيعتكم الثانية سلطة عباس العميلة التي وضعت شعبنا الفلسطيني بين المطرقة والسندان في الضفة الغربية، والذي ينتظر تحقيق هدف اسرائيل المعلن القضاء على حماس، ليخلوا له ولكومة مرتزقته الجو للإمعان في خيانتهم، ولكن هيهات يا عباس فانتظر من الشعب الفلسطيني القصاص، وسوف تبقى حماس وكل المقاومين الشرفاء شوكة كأداء في حلقك وحلوق مرتزقتك واسرائيل وموسادها الذين جندوكم لخدمتها، وإن غداً لناظره قريب.
أريد أن أبلغك وأبشرك أيها الصهيوني، أيها الروبت لحاشيتك الصهيونية بما يلي:
أولاً: ان نهر الدم الغزير الذي جعلته ينبع من غزة بأسلحتكم وبأيديكم وأيدي عصابتكم الصهيونية، الذي تعتقد أنه العربون الذي تقدمه لما يُسمى بإسرائيل لإعادة انتخابك بناء على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، بأن هذا العربون هو اللعنة التي لن تعيد انتخابك، وبمساعدة من بعت نفسك إليهم، لأنهم استنفذوا كل ما لديك لتقدمه إليهم، بل سيتم انتخاب من هو أقبح منك، ليقدم من جديد ما هو أكثر قبحاً مما قدمت، فهذا ديدن أمريكا تجاه كل الشعب العربي وقضاياه العادلة، وإن غداً لناظره قريب .
ثانياً: طوفان الأقصى أيها البايدن فتح صفحة جديدة في تاريخ الصراع الممتد منذ عقود في عقل ووجدان الشعب العربي من المحيط الى الخليج، عنوانها أن لا تعايش مع صنيعتكم إسرائيل، وانها لن تُشكل بعد الآن البعبع لأمتنا بشكل عام وللشعب الفلسطيني على وجه الخصوص مهما بلغت حمايتكم لها، وان الصراع معها هو صراع وجود وليس صراع حدود، ولن تبقى ليس فقط لأنه لا أساس لها في منطقتنا، بل لأن طوفان الأقصى سيغرقها إن عاجلاً أو آجلاً إن شاء الله، وإن غداً لناظره قريب.
ثالثاً: شعبنا يعلم لماذا هذا الجنون الذي أصابكم أنت وصنيعتكم، لأن طوفان الأقصى بدد أوهامكم وقطع عليكم وعلى كل صنائعكم في المنطقة الطريق، ونسف كل مخططاتكم ورهاناتكم على إرهاب صنيعتكم، واستباحتها لكل ما يمت للإنسانية بصلة في الأرض المحتلة، ونجاحها في جر بعض أنظمة المنطقة إلى التطبيع معها، واعتقدتم أن الطريق قد مُهدت لكم ولصفقة قرنكم ولسلامكم الإبراهيمي الوهمي، والقفز فوق الشعب الفلسطيني لتصفية القضية الفلسطينية، فجاء طوفان الأقصى ووضع لكم الشعب الفلسطيني في هذه الطريق إشارة المرور الحمراء فقط التي لا أخضر بعدها، وإن غداً لناظره قريب.
رابعاً: وإليك البشرى الأخيرة أيها الصهيوني، إن هولوكست غزة الذي نفذته وتنفذه صنيعتكم اسرائيل قد زرعت بذور النسخة الثانية من طوفان الأقصى، وإن حماس والمقاومة الفلسطينية التي تريدون أن تقضوا عليها ما هو إلا حلم إبليس في الجنة، بل انتظر مقاومة أشرس، فالشعلة التي أوقدها طوفان الأقصى ستزداد اشتعالاً كنتيجة طبيعية للجحيم الذي صنعته هجمتكم الهمجية والبربرية بكل أنواع أسلحتكم القذرة على غزة، وما حصدته من دمار غير مسبوق ومن أرواح أبنائها من كل جيل، وإن غداً لناظره قريب.