زوال أمريكا والكيان الصهيوني قادم لامحالة وحسب القران الكريم
كتب / أ. د. سامي الموسوي
لايوجد ادنى شك بأن أمريكا في عصرنا هذا هي اقوى دولة في الأرض من النواحي العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية والاستخبارية والفضائية وغيرها. وقد سبق وان تحدث المقبور جورج بوش الاب عند حرب الخليج العربي الثانية عام ١٩٩١ التي دمروا بها العراق عن النظام العالمي الجديد وكان يقصد به هيمنة أمريكا على العالم ذو القطب الواحد. كان الاتحاد السوفيتي عندها قد تفكك ولايوجد بديل يوازن القوة الامريكية. كانت الأرض بعنصرها البشري منذ نشأته قد مرت بولادة امبراطوريات ودول عظمى وبعد فترة ابيدت وسقطت وتفككت وزالت وذلك لاسباب اما داخلية او خارجية او طبيعية. والطبيعية هنا حدثت بعد طغيان وظلم اهل هذه الامبراطوريات فاتاها امر الله وجعل عاليها سافلها بكوارث متعددة. واحدة من اهم تلك المدن هي (أرم ذات العماد) حيث جاء في القران الكريم مايلي:
أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ. ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ. وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ. وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ. ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ.
وقد اختلف في من هم قوم عاد. والعماد هي البنايات الشاهقة التي في هذه البلاد والتي هي اقوى قوة لايوجد مثيل لها ولهذا فقد طغت وظلمت و كنتيجة لهذا الطغيان وهذه القوة التي لامثيل لها أصبحت مجرمة. وقد ذكر القران بأن عاد هذه هي عاد الأولى و لكن هناك عاد الثانية. وعاد الثانية لم تكن موجودة حين نزول القران بل هي ستكون بعد حين وتنطبق عليها بشكل كامل مواصفات أمريكا اليوم بالقوة وناطحات السحاب (ذات العماد) والطغيان والظلم والعنصرية والفجور وهذه كلها عناصر زوال حسب ما صرح به القران الكريم. وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى. اذن هناك عاد ثانية او اكثر.
والذي صرح به العديد من كبار المسؤولين الامريكان قولهم وافعالهم بانهم القوة المهيمنة ولا يوجد اقوى منها بما في ذلك المقبور جورج بوش وهذا نفسه جاء في القران الكريم: فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يَجْحَدُونَ.
نحن نرى بوضوح اليوم ان أمريكا لاتخاف الله بل وتتحداه بقلب القيم والاستهتار وقتل الشعوب ومن يعارضها تقهره وكانت حروبها في العراق ١٩٩١ ثم حصارها ثم حرب ٢٠٠٣ وحرب أفغانستان واليوم غزة هي نماذج فقط ناهيك عن استخدام السلاح النووي في اليابان وفي العراق. (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) – جبار عنيد كجورج بوش المقبور. الجحود الأمريكي واضح وانعدام خوف الله جلي ولايحتاج الى تبسيط. هؤلاء شأنهم شأن فرعون ذو الاوتاد اذ ان أمريكا لديها اطغى من الاوتاد في غوانتينامو وأبو غريب وملجأ العامرية وهيروشيما وأفغانستان وغزة وفيتنام وغيرها. (وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ. إنَّ رَبَّكَ لَبِالْـمِرْصَادِ). ان أمريكا طغت وهذا الطغيان سوف يقابله زوالها من قبل الله وبشكل لاتتوقعه هي ولاغيرها وهذا قانون طبيعي فرضه الله في القران. (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى). اذن الطغيان يؤدي الى غضب الله سبحانه واذا جاء ذلك الغضب الإلهي فانه يهوى به الى الزوال بعد ان يصب عليهم سوط عذاب. (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا). والقرية المقصودة هنا هي التي تطغى وتستهتر على غيرها. ففي الوقت اذي يجوع فيه الملايين من الأطفال من شعوب افريقيا واسيا وامريكا الاتينية وغيرها تصرف أمريكا والغرب المليارات عبثا على اللهو والفجور والسقوط الأخلاقي او السلاح النووي والتقليدي وابحاثهما.
{ كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِيۤ أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ } { أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ } { وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } { قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ ٱلْوَاعِظِينَ } { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ خُلُقُ ٱلأَوَّلِينَ } { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } { فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ}
الحديث أعلاه عن عاد الأولى والتي تحدث عنها القران كعبرة لعاد الثانية (أمريكا). { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } فامريكا تصرف مليارات الدولارات على اللهو والقمار والمجون والفجور وهولي ود والتسليح النووي ومدن اللهو والترفيه بينما غيرها من الشعوب تموت جوعا والسبب هي (عاد) – امريكا. { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } فامريكا هي الاولى في انشاء المصانع لكل شيء مما يفيد او ما لايفيد ومنها مصانع ال Cryonics Institute وهي مصانع لتجميد البشر قبيل الموت ولسنوات طويلة لعلهم يستخرجونهم بعد ذلك للحياة ثانية ناهيك عن مصانع التعديلات الوراثية لإطالة العمر ولعله الخلود. والآية تشير الى ذلك وهذا ما لم يحصل من قبل في الاولين. { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ }. أمريكا (ارم ذات العماد) رغم تقدمها العلمي والتكنولوجي فأنها تفتقد للقيم والمثل العليا وخوف الله والايمان به وعليه فأنها لم تتخذ عبرة بما سبقها من الأمم التي طغت فأبديت. (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). الظلم هو الذي تتعرض له شعوب الأرض بسبب الطغيان الأمريكي الصهيوني فماذا سيكون مصيرهم بسبب ظلمهم هذا؟ سيكون مصير أمريكا لاشك في ذلك مؤلما وصاعقا ومفاجئا وهذا بسبب طغيانهم وعدم اتعاضهم وتماديهم في الظلم والقتل والجور والاعتداء على باقي الشعوب والأمم خاصة الضعيفة والتي بسببهم هم استضعفوها وهذا ما صرح به القران الكريم:
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ. وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ.
يأتيهم العذاب وهم في غفلة منه رغم ان لديهم وسائل العلم التي يكشفون بها عن التغيرات الطبيعية كالمطر والاعاصير ولكن هذا لا ينفعهم عندما يأتي عذاب الله ليدمر (كل شيء) من مصانع واسلحة نووية وتقليدية وبشر بحيث لا يبقى الا بعض المساكن المدمرة. ويذكر القران ان ذلك ينطبق على كل دولة ظالمة (كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ). انهم قد اعطاهم الله العقول ومكن لهم استخدام ما منحهم من حواس وما اودع من عناصر وصفات في المواد مما جعلها طيعة للاستخراج والبناء والتصنيع والتشكيل. فلم يعدلوا ولم يشكروا بل كانوا بغيرهم من شعوب الأرض يَسْتَهْزِئُونَ فحاق بهم ذلك وحل عليهم غضب الله وهذا بالتأكيد ما سيحل بامريكا وكل دولة طاغية. هذا هو قول الله في الطغاة.
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ.
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ. الظلم يؤدي الى الهلاك بعذاب لابد له ان يقع و هذا ما صرح به القرآن والظالمون مجرمون والله لم ولن يكون غافلا عنهم ولكنه يؤخرهم لان عذابه اذا حل فهو شديد ويكون في الدنيا والاخرة أي يعذبهم مرتين. وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا
وإن من قرية إلا نحن مُهلِكوهَا قبل يوم القيامة. وما النصر الا من عد الله وما هو الا صبر ساعة.