ما ينتظر مجالس المحافظات
كتب / سعيد البدري
انتهت صفحة اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات 2023، وباتت احجام القوى العراقية المتنافسة واضحة المعالم وسينتظم الفائزين ضمن مجالس ذات وظائف خدمية ورقابية مهمتها وتحديها الاساس والرئيسي هو تقديم الخدمات للمواطن العراقي الذي ينتظر بدوره ان يكون لها دور واضح وملموس لتجاوز سنوات التخبط والاستئثار الذي عاشته محافظات بعينها بفعل اسباب كثيرة ومفهومة لديه.
في التفاصيل قوى تحالفات مثل نبني ودولة القانون وقوى الدولة وابشر يا عراق كسبت السباق الانتخابي في عدد من المحافظات فيما كان لبعض القوائم المحلية التي خاضت السباق الانتخابي بزعامة المحافظين حضور لافت كتصميم في البصرة وابداع كربلاء في كربلاء وواسط اجمل في واسط ،هذا الحضور وان كان تقليدا لما جرى في مناسبات انتخابية سابقة ، لكنه يفرض استحقاقات معينة ينبغي عدم اهمالها وحساب مدياتها ومدى تحقيقها لرغبة المواطن وتطلعاته.
القوى الكبيرة الفائزة وتقدمها في بغداد وعدد من المحافظات و وجودها في محافظات اخرى بمراتب متقدمة ، فرض عليها العودة لخيمة الاطار التنسيقي لتكرار تجربة النجاح الذي تحققه الحكومة الاتحادية والذي تظهر ملامحه جلية بسيادة الانسجام والقيادة المشتركة وتطابق الروئ بين مكوناته لكنه في الوقت عينه فرض واقعا اخر في المحافظات يبدو للوهلة الاولى انه نوع من التقاطع الشكلي ففي البصرة وكربلاء وواسط حيث تحتاج القوائم المحلية الفائزة لتمرير مرشيحها واعادة الثقة بهم كمحافظين وهو امر يحتاج لبصمة قوى الاطار التنسيقي وموافقتهم لأن نيل هذه القوائم نصف المقاعد لن يحل اشكالية تمرير هؤلاء المرشحين الذين يحتاجون للاغلبية المطلقة لأجل ان يمرروا بعد انتخاب رؤوساء مجالس المحافظات وهذا ما يفرضه القانون ويقره في حالة تسمية المحافظين، فيما يفرض القانون التصويت بالاغلبية المطلقة كما هو متعارف عليه قانونا لتسمية رؤوساء مجالس المحافظات ونوابهم ،ويبدو ان كل ذلك يحتاج لصفقات عبر مفاوضات جادة، يأمل المواطن ان تكون منتجة وهدفها تقديم الخدمات والنهوض بالمحافظات.
نحن امام مشهد مكرر لما يمكن توقعه ،لكنه بميزة مختلفة هذه المرة حيث يسعى الاطار التنسيقي للاستفادة من تجارب السنوات الماضية وما انتجت من تقاطعات ينبغي تجاوزها وعدم تكرارها ،بتحقيق المنتظر من الحكومات المحلية المنسجمة قولا وفعلا ونتاجا ..