مدربون ومستشارون بصفة جواسيس !!
كتب / سعيد البدري
بعيدا عن الايدلوجيا قريب جدا من الواقع ،ماذا يعني وجود مدربين امريكيين للقوات الامنية العراقية ،التي تمتلك تاريخا حافلا من الانتصارات وسجلا طويلا من المعارك والحروب!!
لقد فرضت الظروف ان يعيش العراقي مستنفرا بفعل نزعة الانظمة الشمولية السابقة وحروبها العبثية وعسكرتها للمجتمع العراقي.
بعد زوال الديكتاتورية لم نبذل جهدا كبيرا في التنظيم والتعبئة والتدريب ،فنحن شعب ابتلي بالحروب المفروضة عليه ،سواء كانت حروب الانظمة التي حكمت بلدنا قبل 2003 او مواجهتنا للعصابات الارهابية التكفيرية التي حاولت مصادرة حرية ابناء شعبنا بعد هذا التاريخ ،وفي كلتا المرحلتين فثقافتنا التعبوية وتعاطينا مع الاسلحة وتكتيكات الحرب عالية المستوى ولم نكن يوما بحاجة لمدربين اجانب وخبرات مستوردة تتعامل معنا باستعلاء ،نعم احتجنا لعناصر هندسية وخبرات ميدانية في التعاطي مع تكتيكات حرب العصابات ،لكن هل كان معقولا ان نعتمد على الاميركيين وهم من صنعوا داعش ودربوها وسعوا لدخول عناصرها الاجنبية لاراضينا وهذا بشهادة هيلاري كلينتون التي اعترفت بمسؤولية بلادها عن صناعة هذا التنظيم الدموي ، رغم ذلك فاصدقاء العراق الحقيقيين حضروا وجهزوا قواتنا الامنية. بالسلاح والخبراء ،و عملوا وفقا لرؤيتنا الوطنية وتحت امرة قيادة الحشد الشعبي والدولة العراقية ،وهذا امر يجب الاعتراف به وعدم التشكيك بكفاءة من ساندنا في تلك الحرب الضروس.
انطلاقا من كل ذلك هناك سؤال ينيغي تكراره واستحصال الاجابة عنه بشكل قاطع ،ويرتبط بالجدوى من وجود مدربين اميركيين اقل كفاءة وخبرة من قواتنا المسلحة !!
نعم هم اقل خبرة في تحديات الميدان حيث أثبتت التجربة ان اداء القطعات العراقية وافرادها ،يفوق اداء الاميركيين بكل تجهيزاتهم والتكنولوجيا التي يمتلكون ،ثم ماهي المعدات والاسلحة التي توفرها اميركا للقوات الامنية العراقية، لندافع عن مدعى من يقولون بحرصها على مستقبل وامن العراق ؟!!
ان وجود المدربين امر غير ضروري واذا كانت هناك ضرورات من نوع ما لوجودهم ، فهي لاجل تدريب اصناف معينة ،وبأسلحة تخصصية كالصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي والقطعات البحرية والتكتولوجيا الحديثة ، التي لا ترغب حكومة الولايات المتحدة بتوريدها للعراق لغايات معروفة، تتمثل بضمان تفوق الكيان الصهيوني في المنطقة ،واضعاف القدرة القتالية للقوات العراقية في الدفاع عن اراضينا واجوائنا ومياهنا ،يضاف لذلك سؤال واقعي يرتبط بمنع اميركا استيراد الاسلحة النوعية من اي بلد اخر ،ما يعني اننا بلد تريد له ان لا يمتلك القدرة في الدفاع عن نفسه ليستمر جواسيسها بالتواجد على اراضينا تحت حجج وذرائع واهية.
بأختصار ..
ان وجود قواعد عسكرية ثابتة وقوات قتالية وعناصر استخبارية امريكية تحت عنوان فضفاض مثل عنوان المدربين والمستشارين العسكريين ، وتنفيذهم لعمليات عسكرية سرية مريبة ،يعد خرقا للسيادة الوطنية ،فمعظم هؤلاء من المصنفين كعناصر تجسسية على المؤسسات الامنية العراقية، بهدف اضعافها وتصفية عناصرها بشتى الوسائل ،ولا خيار امامنا سوى دفع الحكومة لتفعيل قرارات ممثلي الشعب، الذين صوتوا بضرورة انهاء الوجود العسكري الامريكي ، لان هذا الوجود المريب لم يجلب للعراق والعراقيين سوى المزيد من عدم الاستقرار والاشكاليات الامنية ،فقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية مؤهلة تماما و لاتحتاج لمدربين اجانب ،يضيف وجودهم على ارضينا اعباء مالية وامنية ،ولا معنى لاستمرارهم بالتواجد دون ادنى احترام لسيادة بلدنا وقرار مؤسساتنا الوطنية.