هل يتمكن أبن ميسان من أخراج الأمريكان ؟
كتب / زمزم العمران
تصريح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، حول أنهاء التواجد العسكري للقوات الأمريكية وحلف الناتو في العراق ، في الحفل التأبيني للذكرى الرابعة لأستشهاد قادة النصر،الحاج ابومهدي المهندس والحاج اللواء قاسم سليماني (رضوان الله عليهم ) ، عبر أستهدافهم من قبل القوات الأمريكية لطائرات مسيرة، وقد مثل ذلك خرقاً للسيادة والمواثيق الدولية، وعدم الإلتزام بالتفويض القانوني الممنوح من قبل الحكومات العراقية السابقة لهذا الوجود ، والذي يجب أن يكون ضمن أطار الدعم والقوات الأمنية، في مجال التدريب وأن لايتجاوز حد القيام بأعمال عسكرية لأنها تمثل مساس بالسيادة العراقية، وهو أمر غير مقبول.
إلا أن هذا التحالف لم يلتزم بتلك الأمور ، مماعرض سيادة العراق ودماء أبنائه إلى الأنتهاك، وكذلك من غير الممكن التغاضي، عن قرار البرلمان العراقي، الذي صُوت عليه في كانون الثاني 2020، والذي يلزم الحكومة بالعمل على أخراج القوات الأجنبية من البلاد، والذي أعلن في مابعد في عام 2021، انه سوف يخرج من العراق وفق جدول زمني محدد، من قبل حكومة الكاظمي ربما تم تسويف الأمر من الامريكان، أو ايهام الرأي العام بأن القوات المتبقية هي قوات أستشارية فقط وليست قتالية ، من أجل مساعدة القوات العراقية بينما المتابع لهذا الأمر يرى العكس، لأن الاستهدافات المتكررة لمقرات الحشد الشعبي تثبت انها قوات قتالية وليست أستشارية.
ربما تكون تصريحات السوداني تهدف إلى امتصاص غضب الشارع العراقي ، بعد الأستهداف الأخير لأحد قادة الحشد الشعبي ومعاونه، في العاصمة بغداد داخل أحدى مقرات الحشد، والتي تعني بادرة خطيرة تستهدف احدى تشكيلات الأجهزة الأمنية العراقية، ومما يجدر الإشارة إليه إن هناك جهات سياسية تمثل المكون الكردي والمكون العربي السني، غير راغبة في خروج القوات الأمريكية من العراق، بسبب أرتباطها بمصالح مع الوجود الأمريكي، ربما سيبادر الأمريكان إلى التلويح للسوداني بملف الدولار كورقة ضغط أقتصادي، للبقاء في العراق وعدم الخروج منه خاصة أن العراق يعتمد بشكل شبه كُلي على عائدات النفط، التي سيطر عليها البنك الفيدرالي الأمريكي.
لذا يتطلب أن تكون هناك وقفة شعبية على مستوى العشائر والأحزاب والتيارات والطلبة والجامعات والأعلام، لمساندة الموقف الحكومي من أجل أخراج القوات الأمريكية من العراق، من المرجح أن أزدياد الضربات لفصائل المقاومة الأسلامية على قواعد تلك القوات ستشكل مصدر قوة للحكومة، في التفاوض كما حدث قبل 2011 ، حيث كان للمقاومة وضرباتها دور كبير في المساهمة بخروج الأحتلال في حينها .