حالة العراق التي فرضتها خيانة البعض من “السياسيين”
كتب / عبد الخالق الفلاح
بعض النواب في مجلس النواب العراقي خلال جلسة انتخاب رئيس للمجلس خلفا لرئيسه السابق المقال محمد الحلبوسي أفسدوا الانتخاب من خلال بيع اصواتهم بمبلغ 100 الف دولار وانباء اخرى بمبلغ 200 الف دولار لكل نائب يصوت له من الاطراف المشاركة في العملية السياسية من السنة والشيعة وتم الكشف عن ذلك لانتخاب شخصية معروفة من النظام المجرم البائد ” شعلان الكريم ” البعثي المعروف وله موقف ‘ يطالب بالثأرللطاغية صدام حسين واقام له مجلس تأبيني بعد اعدامه ‘وبخطوة مخالفة للدستور العراقي الذي ينص على عدم قبول رجالات البعث في السلطة المادة ‘ ثالثاُ : – يشترط في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، ورئيس واعضاء مجلس الوزراء، ورئيس واعضاء مجلس النواب، ورئيس واعضاء مجلس الاتحاد، والمواقع المتناظرة في الاقاليم، واعضاء الهيئات القضائية، والمناصب الاخرى المشمولة باجتثاث البعث وفقا للقانون، ان يكون غير مشمول باحكام اجتثاث البعث بلا شك، بهذه المحاولة التي يراد منها ايقاف عمل المجلس التشريعي عن إيقاعاته داخل فضاءات هيأتها السلطات وأحاطت أسوار بالإسمنت القانوني حتى يعود الفساد ينفذ اليه ويدخله العبث، قضوا على كل الآمال بعد أن بدأت تنتفض، إن صح التعبير، بفضل إرادة من اردو ان يصنعون ، فرحاً من نوع آخر تسيل فيه الدماء على كل الجنبات في تمرير القوانين التي تفسح لهم المهام من خلال مجلس النواب العراقي.
ان خيانة البعض- فرضتها حالة المجتمع في العراق الذي عانى كثيراً من حالات الخيانة من داخله منذ تشكيل الدولة العراقية واول حكومة ،عام 1921 ولااريد ان اعود أكثر صفحات التاريخ في حكم العراق وازدادت هذه الحالة اتساعاً خلال العقدين الأخيرين، لتصبح خلالها ظاهرة -تبدو طبيعية- يتبناها الخونة من أصحاب الأهواء والمرتزقة والعملاء، ويدافع عنهم المنتفعون من الجماعات الإرهابية والأطراف السياسية المتلونة والدول المعادية. ولعل اتساع هذه الظاهرة واستمراريتها خلال العقدين الماضيين، مع ازدياد أعداد الخونة في الوطن ، أو ظواهر بمسميات أخرى.المهم انه لو ابتعدنا عن استرجاع الماضي والحديث عن ظاهرة الخيانة التي كلفت الكثير الوطن والمواطن و الكثير من المآسي والهزائم والويلات، فإنه من الواجب الحديث عن هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر للتحذير من خطورتها، ولفضح أصحابها الذين يعيشون بيننا، ويتكلمون لغتنا، ويعرفون مصادر القوى والضعف . نعم، خطر هذه ظاهرة في وقتنا الحاضر أصبح كبيراً جداً لا يمكن السكوت عنه، أو التغافل عن تواجد أصحابه، وإلا ستكون العواقب أكبر بكثير من الهزائم العسكرية. ولو اردنا ان نعرف الخائن هو كل شخص يصمت عن الإساءة المدمرة لوطنه، ويسمح العنصريين والمتطرفين والمخربين بالتعدي على مبادئ وقيم وثوابت مجتمعه بالأفعال، وعلى قادته ورموزه الوطنية بالأقوال؛ فبدلاً من الاعتزاز بالوطن؛ أصبح للخيانة سُلَما. وإذا كانت الخيانة صفة وضيعة وسلوكاً منحطاً اتخذه أصحاب الهوى وسيلة للارتزاق، وارتضاه آخرون أجراً للعمالة لأعداء الوطن، فأين هؤلاء الخونة، الذين أضاعوا الأمانة، من قوله تعالى: ‘يَا أيُها الذين آمنُوا لا تخُونُوا الله والرَّسُولَ وتخُونُوا أمَانًاتِكُم وأنتُم تَعلمُونَ’ (27) سورة الانفال. وأيضاً أين هؤلاء الخونة، الذين اتخذوا الغدر والمكر والخداع، من قوله تعالى: ‘وَإنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ’ (71) سورة الأنفال.
من المهم القول إن القضاء على ظاهرة الخيانة يتطلب عملاً كبيراً من النظام السياسية يبدأ من الاعتراف والتعريف بوجودها، وينتهي بمعالجة الأسباب المؤدية لوجودها كظاهرة في المجتمع العراقي و غيره من مجتمعات؛ وكل ذلك سهل وممكن إن تمت الاستعانة حقيقةً بأصحاب التخصصات العلمية والفكر البناء والخبرة العملية كل في مجاله، وهم كثر على امتداد الوطن. فالخيانة سلوك خطير جداً يفتت المجتمع ويزعزع الاستقرار وكل ذلك قد يبدأ بكلمة، أو نشر إشاعة مُضللة، أو تسريب معلومة سياسية أو أمنية، أو إخفاء حقائق ومعلومات عن الجهات الرسمية، أو التقليل من شأن الوطن ومنجزاته ومكانته، أو الإساءة لرموز المجتمع والوطن، أو تسويق لنماذج معادية، أو تعاطف مع الجماعات والأنظمة والدول المعادية، أو تعاون مع جهات تستهدف وحدة المجتمع واستقرار الوطن .