مَن هو وزير الدفاع لكي يعفو عن متجاوز على القانون ؟
كتب / مهدي قاسم
في بلدان التي قامت أصلا واستمرت على مؤسسات الدولة الدستورية و القانونية الثابتة و الراسخة توجد اختصاصات وصلاحيات وظائفية محددة حسب درجات الوظيفة أو الموقع الرسمي لشخص ما ، و ضمن هذه الصلاحيات ــمثلا ــ صلاحية إعلان العفو العام أو الخاص التي تكون محصورة ضمن صلاحيات أو وظيفة رئيس الجمهورية ،مثلما معمول بها في أغلب البلدان العالم ، إذا ليس في كلها ..
بالطبع بعد الانتهاء من الإجراءات التحقيقية وصدور الأحكام القضائية القاطعة وسارية المفعول وليس بدونها ، أي أن السلطات التحقيقية تجري تحقيقاتها الطويلة والمتشعبة لتجمع أدلة تكون أساسا مقنعا لرفع لائحة الاتهام من قبل دائرة الادعاء العام إلى المحكمة للنظر فيها تداولا وحيثيات ، ثم تتويجا بصدور حكم ابتدائي أو استئنافي قطعي ..
حينذاك فقط يحق لرئيس الجمهورية وحده الحق كله في إعلان العفو عن شخص مُدان ..
أما أن يقدم وزير الدفاع ــ كما في الخبر أدناه *ــ إعلان العفو عن شخص متهم بارتكاب جريمة الانتحال فهو أمر ربما لن يحدث إلا في العراق ، وذلك بحكم وجود تشابك وتداخل بين الوظائف والمناصب والمواقع السيادية وغيرها و المستخف بها أساسا ، و التي فقدت ــ أصلا ــ من أهميتها و هيبتها واعتبارها الرسمي بسبب تبؤ عصابات الإجرام المنظم ــ ذات الصبغة السياسية ــ على مؤسسات ومقاليد الدولة القيادية أو الوظيفية السيادية العليا وتقاسمها ليس على أساس الأهلية والكفاءة والمهنية المطلوبة إنما وفقا لنظام تقسيم المحاصصة الطائفية للمناصب والمواقع الرسمية ..
بطبيعة الحال أنا لستُ ضد إعلان العفو من قبل رئيس الجمهورية بحق مُدان الذي أدنته المحكمة بحكم قطعي وساري المفعول ، إذا ما توجد ثمة دوافع اجتماعية أو إنسانية ملحة ومقنعة ، تبرر ذلك ، ولكن يجب أن تجري ذلك وفق سياقات قانونية مطلوبة ولكن أيضا ضمن صلاحيات محددة من قبل مواد الدستور في هذا الشأن .
وأخيرا نحن لا نكتب هذا على أساس مستغربين أو نعتبره حالة شاذة ، ى
لا أبدا ..
فكل ما يجري في العراق يُعد بشكل من الأشكال حالة شاذة بالمقارنة مع دول أخرى ذاتى أنظمة ” طبيعية ” ومعتادة .
*( وزير الدفاع يعفو عن منتحل صفة قائد
أمر وزير الدفاع، ثابت العباسي، أمس السبت، بالعفو عن المواطن “حسين علي حسين عباس الدليمي” الذي انتحل صفة قائد فرقة في جيش النظام السابق. وبحسب بيان للوزارة، أمر العباسي، بالعفو عن المواطن حسين الدليمي،
الذي ظهر في وقت سابق على شاشة (قناة البغدادية الفضائية)، منتحلاً صفة لواء ركن قائد فرقة المشاة الرابعة عشرة. ووفق البيان، أصدر الوزير أمر العفو تقديراً للظروف الإنسانية التي يعيشها المواطن المذكور، وإكراماً للظروف الصحية التي تعاني منها زوجته، والتي تتطلب وجوده في المنزل لرعايتها والعناية بها والعناية بأسرته ــ نقلا عن صوت العراق )