لن تحصلوا على “انسحاب مشرف”
كتب / بروفسور حسين علي غالب بابان
عندما انسحبت بريطانيا من بعض الدول العربية “النفطية” حاليا ، كان انسحابها مدروس و وفق بروتوكول معلن مع وجود نقاط محددة مرضية لكل الأطراف، حيث كان نشاطها الدبلوماسي موجود وبقوة عبر سفاراتها وقنصلياتها ،وفعالياتها التجارية واضحة خصوصا فيما يتعلق ب”النفط والغاز”، وهذا انسحاب “مشرف”بالنسبة لي.
ما يحدث في قطاع غزة أن القوات العسكرية لما يسمى بـ” الجيش الذي لا يقهر” ، يريد “إنسحاب مشرف ” لكن ما حصل عليه هو “هزيمة نكراء” بكل المقاييس العسكرية.
في البداية كانت عملياتهم العسكرية ردا على “الضربة الموجعة “التي تلقوها من “القوى الضاربة الفلسطينية”، وبعدها تغير خطابهم بالكامل وأن عملياتهم من أجل إعادة “أسراهم “..!!
بعد فترة قصيرة تغير أيضا خطابهم ،ليعلنوا أنهم لن ينسحبوا من القتال حتى تطهير قطاع غزة ، وأنها سوف تعود إلى حضن “السلطة الفلسطينية” ، وما هي إلا فترة قصيرة حتى أعلنوا أنهم يريدون تفكيك “السلطة الفلسطينية” ، وأن اتفاقيات السلام باتت “حبر على ورق ” ونرفض الاعتراف بفكرة” حل الدولتين”.
قواتهم العسكرية عبر ناطقها العسكري أبلغ وسائل الإعلام أن أفراد الجيش سوف يسيطرون خلال وقت قصير على كل قطاع غزة ، ونحن الآن تجاوزنا الثلاث شهور وهم فقط على حدود قطاع غزة بعدة دبابات وحتى هذه الدبابات تعرضت للقصف وقتل كل من فيها ، ومقاطع الفيديو التي يتم بثها “وضعت النقاط على الحروف”.
الآن هم يملكون “ورقتين لا ثالث لهما ” أول ورقة استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة ووقف إدخال المساعدات لخلق “مجاعة” لم يشهد مثلها التاريخ ، والورقة الثانية أستمرار القصف الجوي المدمر وهذا ما يحدث في يومنا هذا كـ “إبادة جماعية” ممنهجة .
أما “القوى الضاربة الفلسطينية” لديها صدقا عدة أوراق يمكن أن تستغلها ، أولا “الأسرى” فالاعلام عندهم وأهاليهم لا شغل لهم سوى المطالبة بهم ، ثانيا عامل الوقت حيث كلما تطول هذه الحرب كلما هم يدفعون الثمن اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا حيث حكومتهم تعلن عن خسائر مخيفة وأن الحياة عندهم متوقفة بالكامل وأن الفرد يعيش بخوف وهلع كما أن أعداد الهاربين إلى الخارج وصل إلى أرقام فلكية ، ثالثا الكل يطالب الحكومة الحالية لعدونا بالاستقالة والاعتراف بالهزيمة ،رابعا وهي الورقة الأهم قطاع غزة من الساعات الأولى للمعركة باتت هي مصدر القرار الفلسطيني الوحيد لأن فيها “القوة الضاربة” فأي فعل سوف يقوم به عدونا ، سوف تقوم “القوى الضاربة الفلسطينية ” في قطاع غزة بالرد اللزم .