عندما يكون الإعلام سلاحا فعال
كتب / يوسف السعدي
خلال واحدة من إطلالات، زعيم المقاومة الإسلامية في لبنان، في برنامج حوار العام على قناة الميادين، مع الإعلامي غسان بن جدو، وخلال إجابته عن اول واهم سؤال، وجه له عن سبب الغياب الاعلامي، في الفترة التي سبقت اللقاء والتي تمتد لأكثر من شهرين، كان الجواب شيئا ملفتا حقا.
وكانت اجابة السيد خارج النمطية، وإنما حدد من خلالها استراتيجية جعل فيها الإعلام سلاحا فعالا.. بينها من خلالها الرجل عدة امور وجوانب تتعلق بهذا الموضوع منها:
الاهمية:
كان رؤية السيد أن الظهور الاعلامي يجب ان يحصل لأمور مهمة، كالمناسبات المركزية، او الاحداث المهمة التي تطرأ على الساحة، التي تستحق أن يتم إعداد فعالية إعلامية خاصة بها.
ثانيا: جذب الانتباه:
بين كذلك انه وفي بعض الاحيان، يكون الظهور الاعلامي وسيلة ناجحة لتوجيه انظار الرأي العام، او الفعاليات الإعلامية والسياسية نحو امر مهم.. وهذا يوضح سبب التساؤلات التي اطلاقها قادة اسرائيل، عن سبب غياب الامين العام وإشاعات موته او مرضه، ووجوده في مستشفيات إيران، لمعرفتهم ان ظهور السيد الاعلامي، يوجه الانظار; نحو عملية درع الشمالي العسكرية الاسرائيلية.
ثالثا: الحرب النفسية:
إن الحرب النفسية، مما هو مؤكد أنها تتم من خلال الاعلام، فيجب استخدامها بصورة فعالة، من خلال إظهار القدرة على عمل امر معين للعدو، بصورة غير مباشرة، كما استخدمه زعيم المقاومة عندما قال، ان عملية كشف الانفاق جعل من اسرائيل تخاف من صوت المطارق على الحدود، فهكذا تصريح يوصل رسالة عن القدرة العسكرية، وهو أمر مهم جدا في الحرب النفسية.
رابعا: الرعب:
ادخال الرعب، في نفوس الاعداء، بهدف كسر شوكتهم، وتحطيم معنويات قواتهم المقاتلة، وحتى مجتمعهم، مهم جدا في اي مواجهه، وهذا الامر لا يتم من خلال، المواجهة العسكرية فقط، إنما عن طريق الاعلام، الذي يظهر القدرات التي تمتلكها وما يمكنك عمله، وتجعل العدو يحذر قبل القيام باي تصرف، وهذا اكده الرجل عندما قال لدينا صواريخ تصل لكل اسرائيل.
خامسا: الغموض:
بما انه كثرة الحديث خلال الظهور الإعلامي، قد يؤدي لكشف أسرار أو تلميحات عنها، تجعل العدو يحتاط للمفاجأة التي تقوم بتحضيرها له، وهذا يوضح سبب متابعة، وتحليل كل خطاب من الأمين العام، من قبل قادة اسرائيل.
سادسا: الصدق:
يجب ان يقدم اي شخص، يظهر على وسائل الإعلام معلومات صادقة، عن الموضوع الذي يتحدث فيه، وهذا يوضح متابعة لإسرائيليين لخطاباته، لمعرفة حقيقة الأمور; لمعرفتهم ان القادة الاسرائيليين لا يقدمون الحقيقة لشعبهم.
بعكس كل ما سبق على واقعنا المحلي، فمن الملاحظ بشكل لا يقبل اللبس، أن في العراق نسبة كبيرة الساسة وقادة الرأي العام، لا يراعون أي من هذه الامور، في ظهورهم الاعلامي، و يتكلمون عن أي شيء يخطر ببالهم او يعرفونه، دون مراعاة لتلك القواعد الأساسية في معركة “الحرب الإعلامية“.