يا أهل غزة .. اغسلوا أيديكم من أمّتكم ليس لكم غير المقاومة
كتب / د. محمد أبو بكر
هي رسالة العرب بأجمعهم، لا أستثني أحدا، رسالة للأهل في قطاع غزّة، الذين يواجهون هجمة مشتركة صهيونية أمريكية عربية، فحالة الذلّ والإنكسار التي وصلت إليها الأمّة لا يمكن تفكيكها أو تحليلها، نظرا لغرابتها، وهم يرون كل ساعة ما يجري بحقّ أشقائهم الفلسطينيين، سواء في غزة أو حتى في الضفة الغربية التي تستباح يوميا من قطعان الصهاينة أمام مرأى ونظر الجميع، وخاصة العرب .
يا أهل غزة .. نحن العرب وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع فيها أن نحرّك ساكنا، فاعذرونا مشان الله !
يا أهل غزّة .. لا قدرة لدينا على المواجهة، فالعين بصيرة واليد قصيرة، ومكبّلة أيضا، وأنتم تعرفون السبب أو حتى الأسباب .
يا أهل غزّة .. صحيح أننا نملك الجيوش والطائرات والدبابات، والملايين من الجنود، ولكن كل ذلك لا علاقة له بقتال الصهاينة، هي فقط للإستعراض، وعليكم عدم إحراجنا مشان الله !
يا أهل غزّة .. نحن عاجزون عن مساعدتكم، لا نستطيع إرسال قارورة مياه لكم، أو تقديم الأغذية والدواء، ليس لنا قدرة في إدخالها، بالله عليكم قوموا بتدبير أموركم، فوضعنا السياسي لا يحتمل، ونتنياهو وبايدن لنا بالمرصاد .
يا أهل غزّة .. نحن نشعر بخوف شديد ورعب لا مثيل له، فدونالد ترامب سيعود لرئاسة الولايات المتحدة، ونحن نتحضّر لتلك المرحلة .. مرحلة الحلب من جديد !
يا أهل غزّة .. بيننا وبين الصهاينة عهود ومواثيق، وأخلاقنا لا تسمح لنا بأن ننقضها، أكيد فاهمين علينا بشكل جيّد، ومرّة أخرى لا تحرجونا رجاء !
يا أهل غزة .. نحن أمّة فقدنا كل مروءة ونخوة، شوفوا غيرنا لعلّهم يستطيعون مساعدتكم، ابحثوا عن دول تشبه جنوب إفريقيا، ما بأيدينا أيّ حيلة أو قدرة .
يا أهل غزّة .. نحن عجزنا وتخاذلنا حتى عن تقديم شكوى لدى محكمة العدل العليا ضدّ كيان الإحتلال، فنحن لا نحبّ القضايا ولا المحاكم، ونسير بجانب الحائط ونطلب الستر !
يا أهل غزّة .. ليس لكم غير المقاومة، اغسلوا أيديكم من أمّتكم التي غاصت في وحل الهزيمة والإنكسار، هذا هو حالنا، وندرك تماما بأنّكم تدافعون اليوم عن شرفنا وكرامتنا، أمّا نحن ؛ فعلينا أن نضع رؤوسنا في الرمال أو حتى في الوحل كما هو حال جيش الإحتلال في غزّة .
يا أهل غزة .. انقرض العرب، وانتبهوا للمؤامرة القادمة التي تعمل على شطب فلسطين من الخارطة، وضمان كل وسائل الأمن والإستقرار للكيان المحتّل .
ولكن .. يا أهل غزّة ؛ كونوا على ثقة تامّة بأنّ النصر سيكون حليفكم، أما أمّة العرب أو عربان الردّة فقد استساغوا الذلّ والهوان والتصهين، فأنتم فقط ما تبقّى من أمّة العرب، أنتم المبتدأ وأنتم الخبر، فيا وجعي ويا قهري !