النزاهة الأكاديميَّة في الجامعات الرصينة
كتب / ا .د صباح حسن عبد الزبيدي
شهد العالم في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين تقدما علميا وتكنولوجيا ومعلوماتيا لم تالفه البشرية منذ قبل، حيث اتسم هذا العصر بالتقدم والتطور العلمي والتكنلوجي والمعلوماتي في جميع ميدان الحياة، وقد انعكس بشكل كبير على ميادين التربية والتعليمية، لاسيما العملية التعليمية الجامعية، المعروفة (الطالب الجامعي + الاستاذ الجامعي + الادارة الجامعية)، اضافة إلى المنهج الجامعي)
وبناءً على ما تقدم أن التعليم الجامعي كما هو معروف له وظيفيتان اساسيتان هما (اولا: نقل المعرفة وتطويرها، ثانيا: تطبيقا في الميدان العملي - الحياتي من خلال (التدريس + البحث العلمي + حدمة المجتمع)، وبذلك أصبحت الجامعات والكليات والمعاهد ومراكز البحوث مراكز إشعاع حضاري وفكري في توليد المعرفة الجديدة.
وعليه اكتسب التعليم الجامعي الرصين في دول العالم أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى غدت الجامعات بحجمها الكمي والنوعي، إحدى سمات تقدم المجتمعات وتطورها، وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الجامعي والعالي، وربطه بخطط التنمية والتربية والتعليم والبحث العلمي والتكنولوجي، مما يسهم في رفد المجتمع بطاقات بشرية مؤهلة، تخدم خطط التنمية الشاملة في عملية البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن الجامعات الرصينة في الوطن العربي تمثل مصنع قيادات الأمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، حيث تسهم في قيادة الثورة العلمية والتكنولوجية والمعلوماتية بشكل سليم، إضافة إلى أنها تحافظ على هوية الأمة وثقافتها في ظل العولمة، وكذلك تواكب مستجدات العصر الواقعية في النهوض والتقدم، وذلك بفضل النزاهة الاكاديمية. ومن المعلوم أن النزاهة الجامعية تعني هي مجموعة مبادئ أخلاقية مدونة، تتمثل بـ ( العدالة، المنفعة، الشفافية، الصدق، التأهيل التربوي، الإجازة القانونية، الوعي للقدرات الذاتية، الرضا عن العمل الجيد، وارتباط التخصص بالأستاذ الجامعي، الاستقلالية، الالتزام بأخلاقية المهنة للأستاذ الجامعي والطالب الجامعي والادارة الجامعية في مجال التدريس + البحث العلمي + خدمة المجتمع )
ومن هنا فإن تطبيق الزاهة الأكاديمية في العملية التعليمية الجامعية في العالم أصبحت حاجة ماسة جدا، لأن الجامعة الرصينة تتعامل مع عناصر العملية التعليمية الجامعية بمهنية عالية في تطبيق النزاهة الأكاديمية كفكرة وممارسة يوميه تبدأ ((من دخول الجامعة، الحرم الجامعي، القاعات الدراسية، أعضاء هيئة التدريس، التدريس، البحوث العلمية، الطلبة، المنهج، الإدارة الجامعية، بحوث الطلبة، المجلات العلمية، الورش، النذورات، المؤتمرات، السمنارات، التخطيط، استثمار التقنيات، معالجة المعلومات، ... إلخ .
وتأسيسا على ما تقدم أن تطبيق النزاهة الأكاديمية في مؤسساتنا التعليمية الجامعية الحكومية والاهلية بالوقت الحاضر، لا سيما في العملية التعليمة الجامعية، والذي يبدأ من (الحرم الجامعي والأنظمة والقوانين، التي تصدرها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ملزمة في سمعة الجامعة والتعليم الجامعي، التي تسير بها الجامعات الرصينة في العالم في تطبيق أنظمة الجودة في التعليم الجامعي، ومنها النزاهة الأكاديمية في الجامعات، والتي بلا شك سوف يحررها من الأحكام الشخصية، وما ينجم عنها من عرقلة العمل وانخفاض الدافعية، وبالتالي يؤثر سلبا في الأداء الجامعي، وبذلك أن تطبيق النزاهة الأكاديمية لعضو هيئة التدريس يجعل عضو التدريس يشعر في تطوير أداء مهماته الأساسية وهي (التدريس + البحث العلمي + خدمة المجتمع) وإعداد وتأهيله للتدريس ومنحه الحرية الاكاديمية، والتفرغ العلمي ومنحه حقوقه الوظيفية والتدريسية بالمشاركة في المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية والسمنارات كلها تطور أداء الاستاذ الجامعي، لأنه يتاح له الاطلاع على تجارب العالم في مجال توليد المعرفة وتطويرها وانتاجها مستقبلا.
إذا ما لاحظنا أن للتعليم الجامعي في العراقي الجديد بعد عام 2003 له أهداف يحاول تحقيقها وهي:
• تزويد الطالب الجامعي بالمعارف الإنسانية والعلمية في حقل التخصص وفق الحقائق والمفاهيم والمبادئ والقوانين والتجمعات
• تنمية التفكير العلمي وإكسابه المهارات الأساسية في التخصص أو المهنة
• تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى الطالب الجامعي نابعه من المجتمع وثقافته
• تربية الطالب الجامعي على تحمل المسؤولية والمحاورة والديمقراطية والمبادرة والتعلم الذاتي والاعتماد على النفس والقدرة على التفكير الناقد والتعاون والابتكار والتكييف مع الحياة.
• تحقيق مطالب النمو للشخصية المتكاملة (العقلية والجسمية والوجدانية والهمارية والاجتماعية والبيئية).
• تزويد الطالب الجامعي بالتطورات والمستجدات في مجال التطور المعلوماتي والتكنولوجي