إنزال دول التطبيع لغزة.. هل هو بداية قتل العروبة؟
كتب / د. محمد المعموري
عندما يعجز العرب عن القيام بواجبهم التاريخي الأخلاقي اتجاه غزة وشعبها فأننا سنشاهد أفلاما تعد سيناريوهاتها في الغرف المظلمة للتضامن مع هذا الكيان المحتل وهي مقياس حقيقي لفشل العرب لإنقاذ أهل غزة من هذه المأساة الإنسانية التي لا زالت تهب ريحها من تل أبيب وسط سكوت مريب من الدول العربية التي ارتضت أن تسجل أفلام الإعانة عبر الجو وهي قادرة على أن تجهز قطاع غزة بكل ما تحتاجه من مؤون لا بكمية حمولة جوا وإنما بأطنان حملت على قوافل ولازالت واقفة أمام منفذ معبر رفح . وكان جل اهتمامهم كيف يبينوا للعالم العربي حرصهم على ايصال المساعدات لأهل غزة فتركوها واقفة و بلقطات هوليود مثلوا انهم من يتقدم حملة فك الحصار على غزة الا انهن يجيدوا الدور فيها فكان التمثيل مكشوفا والإخراج تؤطره أصابع الصهيونية والتي اشتركت بهذه “الخيبة” أكبر القيادات العربية لكي نشاهدها وهي تعلن منح أهل غزة المساعدات من الجو، ولماذا الجو،،،؟ من الجو لأنهم يريدون أن يمنحوا الوجه الجميل للكيان المحتل على أن هذا الكيان حريص على أن تصل المساعدات الى اهل غزة جوا وقد صدق العرب ان المساعدات الجوية هي الحل الاكثر ضمان لكي تصل الى مستحقيها بدل ان تسرق “حسب ادعاء الكيان المحتل” من قبل المقاومة ونسوا ان المقاومة هي جزء من الشعب بل هم الشعب ذاته.
ماذا تريدون منا يأ من اشتركتم بهذه التمثيلية المضحكة هل تضحكون على شعب كان مخدوعا بشعاراتكم أم تريدوننا أن نصدق حرصكم على أبناء غزة وأنكم راغبون بإيصال تلك المساعدات لهم ونسيتم يا “زعمائنا” أن مؤامرة التجويع في غزة لا تفك ببضع طائرات تنزل من السماء وجبات سريعة لا تسد حاجة الأطفال من الاكل والذي أصبح الجوع كابوس يطحنهم، لقد تاجرتم بالقضية الفلسطينية وورثتم ميراثها واليوم تتاجرون بدماء أبناء جلدتكم في غزة وتمثلون حرصكم، كفاكم أن تكونوا اليد التي تضرب بكل قوة كل مقاومة تريد أن تحرر فلسطين من عدو سرق أحلام شعبها وكنا ننتظر العون منكم.
من المخجل أن نقف هكذا أمام مطحنة الجوع والإبادة الجماعية التي يقودها الكيان المحتل أمام أنظار العالم وبصمت عربي مخيف لا يمكن أن يكون إلا بموافقة بعض الأنظمة العربية التي هي ذاتها فرضت الحصار على أبناء غزة بحجة أو بدونها، وهنا علينا أن نبين شيئا مهما وواضحا ألا وهو أن أبناء غزة يتعرضون للموت الجماعي ولأبشع أنواع المجاعة فليس منتظرا من القيادات العربية ان يقوموا لا نزال وجبات بل عليهم أن يتخذوا القرار المهم والمهم جدا ألا وهو قرار الحرب لفك حصار غزة فليس هناك أي بديل عن الحرب في هذه الحالة لأننا كعرب علينا أن نضع مستقبل غزة وأهلها وصمودهم بنظر الاعتبار وبما ان الكيان المحتل وامريكا مصرين بشكل قاطع على المضي بالاستمرار في ابادة الشعب الفلسطيني لذا؛ فليس امامنا كعرب الا خيار الحرب الذي يجب ان يتخذ بالأجماع من اجل شعبنا في غزة او اننا نوقع في ميثاق الجامعة العربية موت الجامعة العربية وميثاقها وبعدها علينا ان نتبرأ من عروبتنا لأننا كعرب اما ان ننصر بعضنا البعض والا فلماذا ننتمي الى كيان يسحق وجودنا ولا بهب لنصرتنا ويتنكر لميثاق جامعتنا العربية والذي ينص على التضامن العربي، فاين التضامن العربي ونحن نرى شعبا يسحق بين الة حربية ومجاعة وقعت عليهم.
وأناشد الشعب العربي في كل مكان أن يعدو العدة ويتوكلون على الله أولا بجمع التبرعات من شعوبهم من أكل وشرب وملبس وثانيا الضغط على حكوماتهم بأن يعلنوا الحرب في حال عدم إيقاف الإبادة الهمجية على شعبنا في غزة، أن ما نراه من صور يدمي قلوبنا وان كل لحظة تمر على أبناء غزة هي بمثابة أعوام بين قصف بربري وجوع قاتل، ولا زلنا ننتظر وقف إطلاق النار من خلال الأمم المتحدة ونحن نعلم أننا أمام إبادة تتكرر فصولها كل ثانية من الزمان.
علينا أن نعترف أن النصر الذي حققته غزة لم يكن يحدث لولا تكاتف الشعب الفلسطيني مع قادة المقاومة الفلسطينية…
ورغم كل ما حدث وما ييحدث فان شعبنا الفلسطيني لم ولن يتخلى عن ارضه ، والمنازلة التي تقودها المقاومة الفلسطينية في غزة هي تصنف كأطول معركة في تاريخ النزاع الصهيوني العربي .
يجد الاشارة هنا الى ان فلسطين ليست للبيع ولن تكرر ابدا تهجير عرب الفلسطينيين الى دول الجهار العربي بعد حرب ١٩٤٨.