متى ستبدأ المرحلة الثانية من طوفان الأقصى؟
كتب / د. بسام روبين
لأول مرة يشهد الإحتلال الإسرائيلي هزائم متتالية فالمرحلة الأولى من طوفان الأقصى حطمت أسطورة الجيش الأقوى وهزمت إستخباراته المتصلة بالإستخبارات الغربية حتى أن قائد الفرقة ٩٨ وأثناء إنسحاب فرقته من خانيونس قبل ساعات وباللغة العبرية يقول إنهزمنا في معركة تطويق خانيونس وبالرغم من كل تلك الخسائر وعجز الإحتلال الصهيوني عن تحقيق أي هدف من أهداف المستوى السياسي المتطرف إلا أن رئيس الحكومة الأكثر تطرفا ودموية نتنياهو يصر على إستمرار الحرب لحين تدمير حماس والجهاد الإسلامي ويرفض أي مبادرات سلمية لوقف إطلاق النار أو الإعتراف بدولة فلسطينية واستمرار الحرب مع تعاظم جرائم قتل الأطفال والنساء وتدمير المباني وتجويع المستضعفين في غزة ،أمام صمت عالمي مذهل وغير مسبوق قد يؤدي بعد فترة طويلة لتغيير الموقف في الميدان شريطة أن يرافق ذلك جسرا دائما من الدعم الغربي سياسيا واقتصاديا وماليا للكيان المؤقت لذلك لا بد أن يكون لدى محور المقاومة الخطة ب للمحافظة على بقاء حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بصورة قوية وفاعلة في غزة، وهذا يقودنا للتحليل بأن شهر رمضان المعظم وهو شهر الحروب والإنتصارات الإسلامية ربما يشهد المرحله الثانية من طوفان الاقصى بحيث تبدأ ساعة الصفر بدخول محور المقاومة في حرب مباشرة مع الكيان المحتل لإجبار إسرائيل بالرضوخ إلى مبادرات السلام التي ما زالت ترفضها فإيران ،وهي زعيمة أذرع المقاومة إكتسبت مكانة عسكرية وسياسية بفعل قوة أذرع المقاومة وانتشارها وإذا ما تعرضت هذه الأذرع إلى أي خطر وجودي فستصبح إيران فريسة سهلة لأمريكا وإسرائيل.
لذلك ينبغي على إيران أن لا تنتظر طويلا وأن تتدخل في الوقت المناسب أثناء تفوق حماس والجهاد في الميدان ،فالكل يعلم أن زوال حماس والجهاد لا قدر الله سيكون بداية لهدم المسجد الاقصى وتمدد إسرائيل نحو دول عربية وستباشر هجومها على حزب الله الذي لن يصمد طويلا في حال التخلص من حماس والجهاد وأمام قوة النار الأمريكية والإسرائيلية ،لذلك أنا أتوقع أن الحرب ستتوسع لأن أولويات إيران الدفاع عن محور المقاومة ،فالصمت الطويل إزاء ما يحدث قد يؤدي لفقدان الثقة بهذا المحور وتفكك أجزائه بعد أن نجحت القوات المسلحة اليمنية الباسلة في كسر صورة الردع الأمريكي والبريطاني وأطبقت السيطرة المعنوية على البحر الأحمر حتى تداعى الكثيرون لنصرة إسرائيل وإنقاذها مما سببه أنصار الله لها ،لذلك ينبغي على إيران وحزب الله أن يقرأوا جيدا وتكرارا قصة الثور الأبيض والأسود في ظل تعقيدات سياسية وعسكرية متسارعة ومتتالية تحيط بالمنطقة العربية سيما وأن البعض يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي في مشهد سياسي قذر يدفع ضريبته المستضعفين من أهل غزة إما بالقتل والتجويع أو بالتعطيش والتهجير القادم لا محالة.