فلسطين لم تعد عربية
كتب / د. محمد المعموري
كيف سنصدق ان فلسطين عربية وانها جزء مهم من الوطن العربي لما تحمله من قدسية في تاريخها الاسلامي العربي ، وكيف نقنع ابنائها باننا عرب وان مصيرنا واحد ولا يمكن لنا كعرب ونحن نصم أذاننا عن صرخت ام و استغاثة حرة عربية في غزة او رفح او رام الله او حتى في اي بقعة من ارض فلسطين ، وهل اصبحت الغشاوة على ابصارنا فلم نعد نرى ما يحصل في فلسطين ام اننا تجردنا ن عروبتنا ام ان فلسطين تجردت منا فاصبحنا بلا فلسطين واصبح الامر واقعا فلا يجب علينا ان يرف لنا “جفن “او تدمع لنا عين ، فنحن عرب بلا فلسطين او ان فلسطين بلا عرب .
لقد كانت معركة طوفان الاقصى هي الفاصل بين الحقيقة والادعاء بل هي ميزان الايمان بقضيتنا العربية التي ناضل من اجلها المناضلون واستشهد من اجلها الشباب وكم من ام “زغردت” فرحا باستشهاد ابنها وكم من ارملة عانت بعد “أبو ” بيتها وكم من طفل وطفله كانوا في فلسطين او القاهرة او عمان او دمشق او بغداد …، ينتظرون طلة ابيهم وهو قد ارتقى تاركا امانة في أعناقنا بعد ان حمل لواء المجد ليغادر بروحه الى السماء ، كل هذا وذاك من اجل فلسطين من اجل قضية امنا بها ولها ضحت امتنا واصبح عزها يكبر بحلم ان نزيح هذا الكيان عن الارض التي كانت ولا تزال تحوي في اركانها المسجد الاقصى حيث مسرى الرسول وتحت ثراها اشرف الرجال المضحين بأرواحهم من اجل ان تبقى فلسطين التي اصبحت اليوم شعلة النضال واصبح العالم باسره ينظر الى رجال هذه الامة “امة فلسطين” وهم يقاتلون اشرس دولة لأكبر نظام دولي مستبد حَول الباطل الى باطل اسود وجعل الحق لا يقترب منه فخلط بين الباطل والباطل لان الحق ذهب مسرعا مع أبناء فلسطين ولان فلسطين اليوم هي عزة العرب ومركزها غزة فأننا بكافة عددنا وعدتنا لا يمكن لنا ان نكون ضمن معادلة غزة وفلسطين لانهم حقا جعلوا من اسطورة الجيش الذي لا يقهر جيش ضعيف ولا نهم وحدهم من قاتل هذا الكيان بكل نصر وثبات ما يقارب الخمس شهور كانت غزة هي النصر والنصر لغزة حتى اننا نشاهد العدو وهو يتقهقر ولا حظنا ان من بين قادته يتقلبون عليه واصبحت تصريحات نتنياهو داخل كيانه تدنيه وتزعزع اركان حكمه يوما بعد يوم ، وهذا كله بفضل الله ثم بقوة وايمان مقاتلي الشعب الفلسطيني الذي كان ولا يزال منذ اكثر من خمس وسبعون عاما يحرك النضال العربي ضد هذا الكيان واليوم بفضل صمود هؤلاء الاشاوس الابطال اصبح العالم كله ينظر لأشرس نزاع ضد غزة نظرة فيها “ازدراء ” واصبحت شعاراتهم في حرية الانسان وحرمت دمه هي مجرد حبر على ورق ، ولم يكن امام العم “بايدن ” الذي يطمح ان يكسب اصوات العرب سواء كانوا مسيحيون او مسلمون ، اصبح يتقرب ويتودد اليهم لعلهم ينعمون عليه بأصواتهم وهكذا فعلت غزة .
ولأننا نؤمن بان فلسطين قضية العرب وهي مفتاح استقرارها وقد يختلف معي من يختلف ولكنها قناعتي في ان فلسطين هي وحدها مصدر الامن والاستقرار في المنطقة وان طرد الكيان المحتل هو الدواء الحقيقي الذي سينهي هذا السقم الذي الم بأمتنا العربية فاصبحنا بين متألم ومطبع ومن يستعد ليعلن تطبعه وبالتالي فأننا سنطرد من ارض العرب ونكون بلا هوية فيصبح القوم كل دولة تحت “نجمة ” بل تمزق دولنا الى اشلاء ولن ينفعنا عندها التوقف لكي نعمر ما هدمه في مجتمعنا وبالأخص مجتمع غزة فإنني هنا اتوقف لكي انظر ماذا قدمنا لفلسطين ، عندها سنعرف هل نحن عرب مع فلسطين ام اننا عرب بلا فلسطين ام ان فلسطين بلا عرب ؟ .
اتمنى ان ينتبه العرب جميع لعروبتهم ويعلموا ان المخطط الذي تسير عليه امريكا ومن حالفها ليس هو موضوع حماس والفصائل التي تحت امرتها .
لذلك فان العروبة ليست شعار ولا هي هتاف تصدع به حناجرنا ، العروبة هي كيان ينتمي الى العرب ومنه ينبثق لذلك فان من البديهي ان نهب جميعنا لنصرة غزة واهل غزة وان نجود بكل شيء من اجلهم فانهم حقيقي صفوة العرب واهلها حتى نحرر العرب من شر قد اقترب !.
من تجرد عن قوميته فانه يتجرد عن ….. !.