أطفال “غزة” كفروا بالعرب ولعنوا عروبتهم
كتب / د. محمد المعموري
هل شاهدنم “ياعرب اللسان” وحشية العدو الجبان وهو يقتل الابرياء من ابناء فلسطين اثناء افطارهم امام مدرسة “جباليا” في غزة وكيف سالت الدماء وارتقت الارواح الى السماء، واصيب من اصيب في وقت الافطار ، رجال ونساء اطفال وشيوخ وكانهم ينادونا في ساعة الافطار ويل للعرب من يوم قد غرب وويل لمن رضى او ارتضى او حاصر او قتل، وهل شاهد العرب حصار الصهاينة لمستشفى الشفاء ، وتكرار القصف عليه وما هي الرسالة التي يريد ان يوصلها الكيان الصهيوني للعرب اولا ومن ثم للعالم، ولماذا هذا الصمت العربي والعالمي واين اصبحت محكمة لاهاي وهي محكمة عدل دولية كما يدعون؟
وقبل هذا فاننا نستوقف الزمن لنعود ونعزي انفسنا على زمن كان فيه الزمان لنا وكان العالم يقف مندهشا من بطولاتنا ونخوتنا ، وكنا نباهي الدنيا باننا خير امة اخرجت للناس حتى اصبحنا ” كغثاء السيل ” نتوزع في ارجاء المعمورة وكاننا بلا وجود واقترب عددنا من الملياربن ولكننا عاجزين على ان نكسر حصار غزة وعاجزين على ان نحرك دباباتنا او نحلق في طائراتنا لندك تل ابيب حتى تنتصر غزة فاما النصر او الشهادة ، وهل سننتصر لحرة فلسطينية قد نادت ولازالت تنادي ولكننا… بلا معتصم فمن سيجيب؟
ام اننا غارقون بملذاتنا حتى نسينا واجبنا اتجاه دمنا ولحمنا في غزة وتجردنا من وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وهل حقا اننا كالبنيان يشد بعضه بعضا ، ام اننا لسنا اخوة لغزة فقد “ظلمناهم وخذلناهم” ام اننا شباك تحيط باخواننا في غزة فنزهق ارواحهم بجوع او بقنابل اعدائهم بحصار عربي وبصمت وتخاذل منقطع النضير ، …. قبل رمضان حدثتني نفسي اننا سنلحق ركب غزة في شهر الله وكنت اتوقع ان تتوقف المسلسلات وبرامج التفاهات وان ترصد الاموال كل الاموال لاهلنا غزة … كنت اتوقع !….. لو اننا حقا عرب ولكن …. لله الامر فان الفضل كل الفضل لاهل غزة وحرمنا نحن الاجر ورجعنا وسنرجع بعد رمضان “الله العلم “.
والسؤال الا يعتقد امير المؤمنين وهذا “ما لقب نقسه” بان ابطال غزة مؤمنين وان غزة اهم من صحراء متنازع عليها وان ما تعانيه غزة اهم من رمال تلك الصحراء بما تحويها ، ام ان امارتك ” يا امير المؤمنين ” قد تخلت عنك واصبحت لا تستطيع ان تقول الحق او تنصر لابناء غزة فربما … او ربما، وكذلك اسال من كنا نعتقد ان يرجع الباب العالي وان تسير القوافل بعهده لكسر حصار غزة وتوقعنا ان تغلق سفارة الكيان المحتل في ارض حكمه وان تغلق البحار لنصرة غزة ولكن…. ؟
واذا بقيت اسال واسال ستطول القائمة ولكني اقول عذرا لك ياغزة فاننا كلام بلا فعل وان كنا نقول.. فهل بقي لنا عذر؟
لا عذر لنا ولا اعتذار فقد كشفت الافعال عن الكلمات، وانكشفنا جميعا امام اطفال ذبحوا وتقطعت اوصالهم تحت الركام ، او انهم ينتظرون الموت جوعا او تحت الحصار ولا يعلم من هو ناجي الان متى سيرتقى مع الشهداء الابرار، ونحن رضينا بان نكون صياما ونحمد الله بعد الفطار، فنشبع “الكروش” ونتلذذ باشهى الطعام ونفرح باننا اليوم صيام واطفال غزة تصوم وتفطر على صوت المدافع وتحت الخيام ، تاكل اعينهم شح الطعام ، ونبقى صيام ونفرح باننا نحن صيام وناكل ونشيع وهناك من يتضرع جوعا تحت الخيام وربما في لحظة افطارنا تقع على اطفال غزة حمم القنابل فيرتجف طفل ويبكي اخيه من جوع ظالم وعربي جاحد وحصار قاتل ، وبعد الفطور نذهب نصلي بكل وقار ونحن تنتهك كرامتنا في غزة بقتل الكرام وتسيل الدماء ونحن نؤمن خلف الامام ” امين … امين ” بلا حياء.
لقد كفر حقا اطفال غزة بالعرب لانهم ياسوا من عروبتهم ولعنوا عروبتهم لانها لم تكن تلك التي كانت تلم الجراح وتجيب الدعاء وتنصر اخا هنا او هناك ، فسحقا لمن لاتحركه دمعة طفل وياويلنا من يوم الحساب . والله المستعان .