انتصارات المقاومةً…ما هي الخطوات القادمة؟
كتب/ بسام أبو شريف
السؤال الذي لا يختلف جواب شخص ما عن جواب الشخص الآخر حوله هو ماذا ينتظر العالم ولم يقلق العالم وماذا يتوقع العالم هذه الأيام؟!
دون أدنى شك ينتظر العالم بقلق وترقب وربما في مناطق أخرى بشوق شديد لما ستقدم عليه الجمهورية الإسلامية في إيران كرد على تدمير قنصليتها في دمشق وارتكاب جريمة حرب وجريمة كبرى بقتل عدد من الضباط البارزين جدا والذين ساهموا مساهمة كبيرة في نضالهم اليومي والدؤوب لرفع مستوى التجهيز والتسليح والتخطيط لفصائل المقاومة والتصدي لاسرائيل عسكريا ولوجستيا وتكنولوجيا، القائد حسن نصرالله قالها بثقة كبرى ودون اي تردد بان الرد الايراني على هذه الجريمة آت أت أت وانه لا يوجد أي سبب للشك في ان ايران سترد وتصفع اسرائيل صفعة كبيرة …
واستند السيد في حديثه هذا لاقوال السيد الخامئني عندما قال إن رجالنا سيردون ردا قاسيا وسيصفعون إسرائيل ردا على جريمتها الكبرى بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق استند كذلك السيد حسن نصرالله في حديثه بيوم القدس الى ما قاله الخميني في يوم القدس وكان واضحا أن حديث السيد يتعلق بما بدأت الحملة الكبيرة التي تمولها اميركا واسرائيل لضرب العلاقة الايرانية الفلسطينية والتي رد عليها كخطوة اولى بدعوة القيادات الفلسطينية المناضلة الى طهران وتجديد تاحلف وتجديد الاتفاق على الدعم المستمر لنضال الشعب الفلسطيني من اجل تحرير وطنه ومن اجل تحرير القدس والاقصى.
وكان واضحا من كلام السيد حسن نصرالله أن تحرير القدس واجب على كل مسلم كما افتى بذلك الخميني وحدد ان في الجمعة الاخيرة من رمضان يوم القدس في آخر جمعة من رمضان في كل مكان ولكل مسلم وفي كل زمان اي ان الواجب الاسلامي على كل مسلم هو الجهاد من اجل تحرير الاقصى وحمايته من التدنيس والتدميراو التقسيم كما تخططالدوائر الصهيونية فان تقاعس فلسطيني عن النضال من اجل تحرير الاقصى وحمايته فان ذلك لا يعفي المسلم في كل مكان من القيام بواجبه والنضال باقصى ما يستطيع وفي شد الرحال للنضال لتحرير الاقصى والقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين هو واجب المسلم ولا يحق لاحد ان يمنع مسلما من النضال من اجل تحرير القدس والاقصى وبذلك لا يحق لاحد ان يمنع مسلما من النضال لتحرير ما بورك من حول الاقصى اي ارض فلسطين فلتصمت هذه الاصوات العميلة التي تشكك في نوايا جمهورية ايران الاسلامية والتي تشكك في نوايا المسلمين الصادقين المناضلين للمرابطة والقتال لتحرير اولى القبلتين لان اولى القبلتين ليست ملكا لفتح وليست ملكا لحماس وليست ملكا للجهاد الاسلامي بل هي ملك للمسلمين في كل مكان وهي من المقدسات التي فرض واجب على كل مسلم في كل مكان ان يناضل لحمايتها والدفاع عنها والحفاظ على قدسيتها.
السيد حسن نصرالله يعي كل كلمة يقولها ولمن يوجهها ولمن يحذر من الاقتراب من لمس صدقية وجدية الالتزام الاسلامي الايراني تجاه تحرير فلسطين والقدس والاقصى.
نتنياهو انهزم في معركة غزة الهزيمة الاولى في البداية 7 اكتوبر هزيمة هزت اسرائيل وهزت العالم وبعدها معركة عبور الجيش الاسرائيلي قطاع غزة التي استهدفت قواته وذهب نتيجة المقاومة الشديدة التي تصدى بها اهل غزة للغزاة هذه النتيجة التي استنزفت قوات نتنياهو كانت ايضا هزيمة كبيرة لنتنياهو ولا شك ان الايام ستاتي لاعلان اسماء من سقط منهم على ارض غزة ومن دفن ومن جرح ليرى العالم كيف يدافع شعب مظلوم عن ارضه وعن نفسه امام الغزاة المتوحشين الذين يفترسون الاطفال بقنابل الولايات المتحدة المحرمة دوليا وطائراتهم الحديثة.
رغم ذلك رغم 34 الف شهيد منهم حوالي 28 الف طفل ثم النساء وكبار السن والجرحى الذين قتلوا في اسرتهم في المستشفيات 350 الف بيت دمرتها طائرات الولايات المتحدة وقذائفها التي يستخدمها اناس مجرمون نازيون عنصريون متوحشون همج لا يمكن لاحد ان يثق بهم او حتى ان يصافح اياديهم لانها تقطر من دماء ابنائنا وتوقف العمل العسكري الاسرائيلي امام صلابة المقاومة واليوم هو يوم الجمعة آخر جمعة من شهر رمضان المبارك رأينا حشدا شاهدناه في الاقصى في شمال غزة في بيت حانون وبيت لاهيا شمال غزة حشد اليوم في يوم القدس آلافا من المواطنين الذين تحاول اسرائيل قتلهم جوعا ومرضا وسجل هؤلاء انتصارا جديدا على اسرائيل اما فيما يتعلق برفح فهذه قضية يستخدمها نتنياهو من اجل تبرير هزائمه ولا يحسم فيها مثلا الرئيس السيسي اذ لا يستمع لكل ما ورده من توصيات وعرائض ورسائل تدعوا وتستعد بنفسها ان اي الشخصيات الموقعة على الرسائل والتوصيات ابدوا استعدادا بان يدخلوا بانفسهم مع ما تراكم من شاحنات المساعدات الدولية بغض النظر عن النتائج اي فرض الامر الواقع على نتنياهو الذي لم يعرف كيف يتصرف وان تصرف غرق وان لم يتصرف غرق ايضا السيسي مطالب الآن ان يحل مأزقه 1ذ تراكم ذلك المأزق ووصل الى حد الانفجار في مصر الكبرى مصر العظيمة بشعبها وجيشها نحن نرى انه مضطر للموافقة خاصة بعد التهديد الذي وجهه بايدن لنتنياهو حول المساعدات الانسانية ورزخت اسرائيل لفظيا حتى الآن بفتح ميناء اسدود امام الشاحنات وفتح معبر ايرز في شمال القطاع لادخال هذه المساعدات هذا استعداد لم يجري ترجمته عمليا بعد لكن الولايات المتحدة وعدت بالمتابعة وسنرى ونرجو ان يكونوا صادقين لوقف حرب التجويع والمرض على اهلنا في غزة وهذا انتصار كبير وهزيمة لنتنياهو ثم جاءت القرارات التي سبقت نتائج التحقيق في قصف قافلة من سيارات المطبخ الدولي ونتيجة للضغط والانتقادات سارع وزير الفاع الاسرائيلي بطرد قائد اللواء ناحال في شمال قطاع غزة وعدد من ضباط اركان القوات المسئولة عن جنوب فلسطين المحتلة وهذا ايضا انتصار للمقاومة الفلسطينية التي لم تغير مواقفها وكررته يوم الجمعة الاخيرة من رمضان بالقول لا بحث في تبادل الاسرى قبل ان يوقف القتال نهائيا ويرحل جنود اسرائيل عن غزة ويعود اهالي غزة لبيوتهم شمالا وجنوبا وان تفتح المعابر دون تقييد واذا جرى وقف اطلاق نار فهذا انتصار للمقاومة ايضا وهزيمة لنتنياهو وشلة المافيا التي تحيط به وبن غفير ووزير المالية.
هذا هو النظام الذي ركزت عليه المقاومة واصرت عليه وما زالت تصر والحقيقة ان التراجع والضغط على نتنياهو الذي يتزايد وهذا يشكل انتصارات متراكمة للمقاومة وهزائم متراكمة لحكومة العدو وقادة جيشه ، لكننا نقول كم عدد الشاحنات التي ستخل الى غزة وحتى الآن لم تدخل اي شاحنة بلنكن قال اننا نراقب التزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية حتى الآن لم تلتزم بقرار مجلس الامن الذي مررته الولايات المتحدة لوقف اطلاق النار خلال شهر رمضان والآن يبحث في مجلس الامن كيفية استخدام البند السابع لاجبار اسرائيل على تنفيذ قرار مجلس الامن فاسرائيل واقعة بين المهدة والسبطان لا تدري لا تدري اين تهرب هل تهرب من المهدة ام تهرب من السبطان وفي كل الاحوال وبغض النظر عن ضخامة هذه الانتصارات التي حققتها المقاومة والقوى المساندة للمقاومة من الجبهات المقاومة المتحدة والمنسقة صاحبة البرنامج المتكامل في التصدي للعدوان الاسرائيلي من حزب الله في لبنان وحزب الله في العراق وانصار الله في اليمن كل هؤلاء جاهزون ولا تدرون ماذا يجري في مصر نتيجة الضغط ونتيجة الشعور بالاحباط ونتيجة الشعور بقساوة الموقف الذي لا يساند بالفعل وعمليا المقاومة الفلسطينية ولا يفتح البوابات الحدودية على مصراعيها لتدخل المساعدات رغم انف اسرائيل كل هذا يسود ويسود الموقف في عيون الصهاينة المجرمين نتنياهو بدأ يبرر لماذا قصف القنصلية الايرانية في دمشق وذكر ان ايران تهاجم اسرائيل منذ سنوات طويلة وترفع شعار تدمير اسرائيل وان من واجبه ضرب الايرانيين في كل مكان يقول نتنياهو هذا دفاعا سلفا عما سيتهم به لاحقا اذ ان الولايات المتحدة كانت تسعى باستمرار لعدم فتح معارك مع ايران ومحاولة ايجاد حلول دبلوماسية كما اعلنت مؤخرا حول البحر الاحمر وبحر العرب من خلال الحديث مع بعض الدول كقطر وعمان الدولتان اللتا تحدثتان مع الايرانيين حول ضرورة السعي لايجاد حل دبلوماسي ويشمل رفع وضع الحوتيين منلاائحة الارهاب والتوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزة كما اشترط الحوثيون اللائحة او الفاتورة واضحة كل الوضوح بدون اي حاسوب او بدون اللجوء للذكاء الاصطناعي الذي كشف من خلال الامم المتحدة ان اسرائيل استخدمته واستخدمت ارقى الاجهزة التي توصلت اليها الولايات المتحدة في هذا المجال من اجل تحديد الاهداف التي يجب ان تستهدفها المدفعية والطائرات والصواريخ الاسرائيلية ومن اجل الاغتيال السياسي وتبين ان هذا العقل الاصطناعي حدد لاسرائيل اهداف قتل اكثر من 28 الف طفل من اصل 34 الف شهيد يضاف اليهم قرابة 80 الف جريح الى اكثر من مليون ونصف نازح من بيوت دمرت على رؤوس كثير من الشهداء هذا الامر اثار غضبا جديدا ليس في اطار الولايات المتحدة فقط واوروبا بل في الامم المتحدة وقام جوتيرش بشجاعته التي لمسناها خلال كل هذه الازمة واعلن ذلك ورفضه رفضا باتا وادانه ادانة كبيرة .
ماذا بقي إذن لدى السيد نتنياهو ونسمع وزير الدفاع يقول ان اسرائيل جاهزة لتلقي اي محاولة لضربها من اي مكان وفي اي زمان والسيد حسن نصر الله يقول انه متأكد ان رد ايران آت أت لا محالة واذا عدنا الى هذه النقطة التي بدأنا فيها وهي ان العالم كله يتوقع ويراقب ويتابع ماذا سيكون رد ايران ووصل الامر ببعض الدول الى اعلان توقعاتها حول ان ايران ستضرب مؤسسة دبلوماسية اسرائيلية في مكان ما قال السيد بوضوح انه لا يعلم ولا احد يعلم ماذا واين وكيف سيكون الرد لكن بغض النظر اين سيكون الرد ان ما تحقق حتى الآن من صمود شعبنا البطل في قطاع غزة ومناضلينا الابطال في قطاع غزة والضفة الغربية وفي جبهات الصمود جنوب لبنان واليمن في البحر الاحمر وبحر العرب ومن العراق بمسيراتهم الجبارة وصواريخهم التي تضرب مؤسسات ومطارات في فلسطين المحتلة واليمن البطل الذي جعل حسب قول الولايات المتحدة منع اي سفينة متجهة الى اسرائيل او تحمل بضائع اسرائيلية المرور في البحر الاحمر وبهذا وصلت القوات اليمنية الى ما حددته من اهداف ومن هنا بدأت الولايات المتحدة تتحدث من خلال مبعوثيها لليمن الذي سارع بايدن بارسالهم الى عمان وقطر من اجل متابعة هذا الامر سارعوا بالقول ان الحل الدبلوماسي هو الحل الوحيد ولا يوجد اي حل عسكري لهذا الامر اذ ان كل السفن الذاهبة لاسرائيل تستطيع المرور بالبحر الاحمر وبحر العرب انما هذا يجب ان يبحث وان الولايات المتحدة مستعدة لرفع وضع الحوتيين على لائحة الارهاب وانهم يتوقعون وقف اطلاق نار في قطاع غزة الشيء الذي سوف يلبي شرطا اساسيا من شروط الحوتيين اما في ساحة المواجهة في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة فان كلام العسكريين الاسرائيليين يفي بوصف الحال اذ ان عددا كبيرا من الذين رحلوا من مستوطناتهم يرفضون العودة لها ليس فقط الى ان تنتهي ظروف الحرب او الاشتباكات ولكن لا يريدون العودة نهائيا الى تلك المناطق هذا في ظل معادلة متفق عليها دون توقيع اي اتفاقية حول الاشتباكات ومدياتها من جنوب لبنان الى شمال فلسطين المحتلة لكن اذا تطورت الامور فستحدث اشياء اخرى …
الرد الايراني على ضرب القنصلية الايرانية في دمشق سيحدد الى مدى بعيد طبيعة التطورات اللاحقة ومداها ونتائجها وانعكاساتها وعلى قول الراحل الكبير كمال جنبلاط عندما نشبت الحرب في لبنان قال خزنوا قمح …
أي اعدوا انفسكم لحرب طويلة ان نعد انفسنا لحرب طويلة تنتهي فيها هذه الحكومة الصهيونية تنتهي فيها عنجهية القتلة ومجرمي الحرب النازيين وينتصر الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة لكل الفلسطينيين .