وحدة العيد.. تذكيرٌ بوحدة الأمّة الإسلامية
كتب / الدكتور محسن القزويني
لأول مرة في التاريخ المعاصر يتوحد عيد الفطر في العالم الاسلامي بين مختلف الطوائف والمذاهب الاسلامية وهو اشراقة خير لملياري مسلم وهم عدد المسلمين في العالم البالغ نسبتهم 25% من سكان الكرة الارضية، وهو حافز كبير لمواجهة التحديات التي تحيط بالعالم الاسلامي من كل مكان. واكبر هذا التحدي هو الهيمنة الغربية على هذا العالم الذي سلب من المسلمين القدرة على اتخاذ القرار الموحد والموقف الموحد من مختلف القضايا التي تهمهم ، وامامنا شاهد حاضر في نمط التعامل مع القضيه الفلسطينيه فمنذ سبعة اشهر والشعب الفلسطيني يذبح ويموت جوعا امام اعين المسلمين وهم عاجزون حتى عن تقديم رغيف الخبز الى اخوتهم في غزة فما بالك بالدعم العسكري والقتال الى جانبهم ، والاكتفاء بذرف الدموع على مشاهد الفجيعة التي تتناقلها عدسات الاعلاميين في كل يوم عن جثث الاطفال المتناثره على أرض غزة.
إن وحدة العيد تدعونا إلى إجراء مصالحة بين جميع الدول الاسلامية ونبذ الفرقة والاختلافات الثانوية والانطلاق نحو تكوين قوة اقتصادية سياسية عالمية تصنع الخير في عالم تقطع اوصاله الصراعات السياسية وتورثه الفقر والفاقة بسبب الهيمنه الاقتصادية الغربية على ثروات العالم وليس حلما ان نقول : لو توحد العالم الاسلامي لاصبح اليوم وهو يمثل اكبر قوة اقتصادية في العالم. ففي باطن ارضه 66% من الاحتياطي النفطي العالمي، وسيصبح الاول في انتاج الاغنام والرابع في انتاج الابقار، وياتي بالمرتبه الثالثة عالميا في امتلاك الغابات ، وفي انتاج الفوسفات والحديد والخامس في انتاج الرصاص بالاضافه الى امتلاكه ل 25% من انتاج النحاس العالمي. اضف الى ذلك انتاجه الوفير للتمر والزيتون والكاكاو والقطن والذرة والفواكه وقصب السكر و الذي سينافس العالم على المراتب الاولى في انتاج هذه المحاصيل الزراعية.
فالتكامل الاقتصادي سيمكن العالم الاسلامي من حجز مقعده الاول في النظام العالم وسيصبح هو صاحب الكلمة الاولى في المحافل الدولية وهو الذي سيقرر مصير العلاقات الدولية وسيكون بيده قرار الحرب والسلم بدلا من ان ينتظر فيتو الدول الاعضاء الدائميين في مجلس الامن في اهم قضاياه المصيرية كالقضية الفلسطينية .
وعلى فرضية قيام تكتل سياسي متكون من 57 دولة اسلامية منضوية تحت مظلة منظمة التعاون الاسلامي نطرح السؤال الاتي: ماذا سيكون مصير اسرائيل المزروع في قلب العالم الاسلامي ؟ فهل ياترى ستستطيع اسرائيل ان تتجاهل هذا الوجود السياسي الذي تشكله هذه المنظمة التي لم تستطع مع الاسف من توفير الحماية للشعب الفلسطيني ناهيك عن الوقوف الى جانبه و شد ازره في محنته التي لا زالت مستمرة منذ اكثر من 70 عاما وليس سبعة اشهر.
لا زال ما ذكرناه مجرد حلم يدغدغ نفوس المسلمين، لكن من أجل أن لا تبقى وحدة الامة الاسلامية حلما الى الابد كان لابد للدول الاسلامية ان تبدا باجراءات ولو بسيطة كمقدمة لايجاد منظومة اسلامية اقتصادية وسياسية وذلك بتفعيل منظمة التعاون الاسلامي ليصبح على غرار السوق الاوروبية المشتركة وذلك بالتخطيط والعمل من اجل ايجاد مشاريع اقتصادية مشتركة وانشاء منطقة تجارية حرة بين الدول الاسلامية وايجاد اتحاد كمركي وسوق اقتصادية مشتركة، الامر الذي يمهد الطريق امام الاندماج الاقتصادي الكامل وظهور كتلة اقتصادية جديده في العالم.