يا حكومة ... هل من مغيث ؟
كتب / زيد الحلي
ازمة النقل ،واختناق الشوارع ببغداد والمحافظات ، تبقى متدحرجة ، مع كل مشاريع التوسعة والمجسرات رغم اهميتها ، وهي ازمة تسير من سيئ إلى أسوأ، وتبدو مسدودة الآفاق ، وآخذت بالازدياد ، فالمشاريع آنفة الذكر ، عاجزة عن الحل ، لان قطار استيراد المركبات ما زال يضخ للشارع المئات يوميا ، فكل توسعة ، يبتلعها غول الاستيراد ، ولا ادري حتى الآن لماذا تقف دائرة المرور او الجهات المختصة الاخرى ، صامتة وهي ترى هذه الصورة القاتمة ، التي اصبحت حديث المواطنين في مجالسهم العامة والخاصة ..
إن الحلول "الترقيعية " لهذه الازمة ، ليست مجرد مضيعة للوقت فقط، ولكنها تُفاقم الأزمة وتطيل معاناة المواطنين ، فهي قطعا ، لا تفيد في حل مشكلة الاختناقات التي تشهدها الشوارع ، بل على العكس تزيدها اتساعاً ، نتمى ان ينظر المسؤولون إلى هذا الموضوع ، بمنظار عقلاني ومدروس ، كي يعينها على تبين الحقيقة ومعرفة خطورة ما نشهده من تذمر ، ولاسيما ان الصيف آت بحرارته المعروفة..
فهل من الغرابة ان اقول ، ان “مأساة ” ازدحام المرور بصفة يومية في بغداد والمحافظات اصبحت ظاهرة دفعت أطباء ومختصين نفسانيين إلى التحذير من خطرها على صحة المواطنين… حيث اكدوا إن “الاحتراق النفسي”، بات كابوسا يحرث صحة المواطنين، وأعصابهم، وكشفوا أن هذا الاحتراق، يولد أمراضا نفسية منها القلق، والضغط، والاكتئاب، وكلها ناجمة عن طول المدة، التي يقضيها الناس في الشوارع، والتي تصل فى بعض الأحيان إلى ثلاث ساعات ، ضمن مساحة لا تتعدى اربعة كيلومترات ، فكثرة المركبات التي ترد الى البلد باتت واضحة للعيان بشكل بارز ، ولم تفد معها اية توسعات او مجسرات او انفاق... لذلك وجب التصدي بشجاعة لتداعياته ، وعلى الجهات ذات العلاقة الاستعجال في المعالجة ، فالأزمة خانقة ، واضحت انسيابية المرور ، في بغداد والمحافظات سيدة احلام الانسان العراقي في ذهابه وايابه ، وان فكرة تباين اوقات الدوام ، فاشلة لامحال … حيث لا يوجد ما يشير الى وجود بصيص امل في تحقيق هذا الحـــلم ، طالما بقى قطار الاستيراد منطلقا ، وتسقيط المركبات القديمة فكرة مركونة على الرف .