مفاعل نووي سلمي مقابل التفريط بغزة وقتل الفلسطينيين؟
كتب / د. محمد المعموري
من مفارقات النظام الدولي الذي تأسست اركانه على “ركام ” الحرب العالمية الثانية انه نظام له وجوه متعددة ، وجه السلام والعدل ووجه تنفيذ اشد الظلم والانتقام وجه ينبذ الارهاب ووجه يساعد عليه بل يصنعه في البلدان ، وعليه فان من يحاول ان يخرج من دائرة هذا النظام فعليه ان يتوقع أشد العذاب ، وان كانت دائرته قد احيطت باسلاك شائكة من التناقضات الا اننا تعلمنا ان هذا النظام هو من يقصي وهو من يقرب وربما يقرب ويقصي في ذات الوقت ، ولأننا لو افترضنا “افتراض ” اننا جزء من هذا النظام فعلينا اولا ان نسأل انفسنا ماذا استفدنا منه و ماذا جنينا منه ، اما ماذا استفدنا فأننا نعلم انه نظام مغلق على نفسه ولا يمكن ان يفرط بشيء مفيد الا للدائرة القريبة المحيطة به “اوربا وامريكا ” ، ولكننا نستطيع ان نعد ونحسب على الملأ ماذا جنينا منه ، فأول حصاده المر احتلال فلسطين وزعزعت الامن القومي العربي بزرع نظام مستبد يمتد من اوربا وامريكا حتى فلسطين مخترق كل خطوط الطول والعرض ليستقر في ارضنا المقدسة فلسطين ، وكذلك جنينا منه انظمة متناقضة منذ ان اصبح هو القائم علينا فكانت تلك الانظمة بين مستبد وقاهر للحريات وبين عميل مغتصب البلاد “الا ما رحم ربي ” فتلاشت بين طياته اسس العدالة واصبح العالم العربي بفضله مقطع الاجزاء متناحر واصبح اغلب قادته يتامر بعضهم على بعض ، حتى وصلنا الى ما يسمى بالربيع العربي وما عقبه من سنين عجاف … ، ولا يمكن لي ان احصي عدد الصدمات بين وعد بالفور وحتى” خريف العرب” المشؤوم ولكنني اتمكن من ان ابين ان اكبر مأساة تعيش مع العرب منذ ان خطط الغرب وامريكا لخلق هذا النظام هي احتلال فلسطين وقتل ابنائها وتشريدهم .
ولكن مصيبتنا كعرب اليوم تجاوزت حدود مصيبتنا في النظام الدولي ، انها مصيبة التخلي عن قضايانا العربية وقد كشفت ” 7″أكتوبر كم اصبح العرب في حالة انهيار وتفتت لم يسبق لها مثيل على المدى البعيد والقريب … على اقل تقدير عندما كانت تحدث مصيبة عربية قبل الخريف العربي كان العرب يتوحدون عند كلمه واحد على الاقل بالأعلام وان كانت بعض الانظمة تخفي ما تبدي الا انها كانت تسير وفق نصرة القضية الفلسطينية لأنها القضية التي قصمت ظهر الامة العربية القضية التي حارب من اجلها سبعة اجيال وانتهت الى ان تترك تلك القضية الى اهلها وتخلت اغلب الدول العربية عن شرف الدفاع عن مبادئها فتلاشت بين اتفاقات في غرف مظلمة الى تطبيع علني ولهذا فأننا اليوم امام مصيبة لا يمكن ان تتحدد اطرها الا بمعجزة من الله سبحانه وتعالى .
وعودة على ذي بدء فان اي اتفاق بين العرب والكيان المحتل هو اتفاق باطل ولا يمكن قبوله وان هذا الكيان ليس لديه الا امر واحد الا وهو التسويف وعدم الالتزام باي اتفاق يوقع عليه ، ولا اعلم كيف نصدق ان العالم الذي يحارب غزة يستطيع ان يمنح لها السلام وكيف يمكن لهذا العالم ان يمنح للامة العربية “العلم ” وكيف سيوافق الكيان المحتل على فكرة ان تمنح دولة عربية مفاعل نووي وان يكون سلميا للعرب مالم يجري تحت هذا المشروع ينبوع من التآمر وتخطيط لفعل جديد قريبا او بعيد لأننا قد فهمنا من جولات “بلينكن “المكوكية عن امكانية التطبيع مع السعودية مقابل عدم دخول” رفح” وبناء مفاعل نووي سلمي في السعودية ، وهنا علينا ان نتوقف لكي نستنبط ما يجول بخاطر الغرب لنصرة الكيان المحتل وعلينا ان نتمعن في “مكرمتهم “بعدم دخول رفح ،،، أهكذا اليوم اصبحنا فأمسينا نساوم على ارضنا وان القضية الفلسطينية بمداها وبعدها القوي تحددها اكتساح او عدمه لمدينة فلسطينية هم غير قادرين على دخولها لكي نهرول مسرعين ونجلب محبرتنا وصحفنا فنوقع التطبيع مع كيان كان يحلم المرور بأجواء مكة والمدية حيث فيهما مقدساتنا ، اليوم اصبحنا نساوم على مدينه ونتحجج بنصرتها ولم يكن قبلها الا ان نحرر فلسطين من النهر الى البحر ، اليوم اصبحت قضيتنا تنحصر بين عدم دخول رفح او استباحتها وكاننا اخرجنا العدو من غزة وارغمناه على على اعادة اعمارها وتعويض سكانها والاعتذار من قادتها أهكذا يا عرب هانت قضيتكم احقا هذا اقصى ما تفعلوه ” بناء مفاعل نووي مقابل التوقيع على خيبتنا ” ؟.