الكيان يتلقى ضربة المغوار
كتب / د. محمد المعموري
لم يكن ممثل الكيان الصهيوني في الجمعية العامة للأمم المتحدة بكامل وعيه او انه قد غيب وقتها (من هول ما سمع) وهو يرفع صورة قائد المقاومة في غزة “أبو ابراهيم” يحي السنوار ويتوعد العالم بل يبشرهم برئيس دولة فلسطين التي ستكون بأذن الله “اجلا غير أجل” من النهر الى البحر، و لتكون الصورة التي حملها هذا الدعي هي مفتاح الامل لا لدولة فلسطين بل للامتين العربية والسلامية بان دولة فلسطين قادمة وان كيانهم سيمحو من على الارض وهذا وعد الله الحق لمن جاهد وضحى وهو نتيجة الصبر والصمود لشعب ابى ان يموت بل هو الشعب الذي لا يموت وهو الشعب الذي يلد ابنائه وهم في المهد يشربون من منبع المقاومة ومن ثم العلو بين السماء والارض ليكون حقا شعبا لا يمكن له الا ان يعيش بكل عز وكرامة.
لقد اكتسبت فلسطين رغم انف العدو عضويتها الكاملة في الامم المتحدة وهذا ما اعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ان صوت للقرار 143 بلد لترتقي وتكون بأذن الله النواة التي يبني الدولة التي نطمح ان تكون لأبنائها من الفلسطينيين.
قبل “7أكتوبر” ليس كبعدها والدول مواقف والايام تتداول بينها لتضع موازينها وان المجد يصنع ويعلو مع كرامتها لا لمن يضع رأسه بين قدميه ينتظر الحلول المجزئة ولا لمن ينام بحلم لتوقظه كوابيس اعماله المشينة ، ولمن لا يعلم لماذا فلسطين قبل الطوفان غير فلسطين بعد الطوفان عليه ان يسال نتنياهو ماذا حقق وعليه ان يبرر للعم بايدن تقلبات حاله بين اصطناع لوهم بسوء علاقته للكيان وبين اصراره المميت على دعمها والوقوف بجانب هذا الكيان المستبد ، ولمن يريد ان يقرأ خارطة العالم العربي عليه ان يقلب صحفها فيجد ان هناك بعض قادتها باعوا قضيتها وان ادعوا اخلاصهم لها ولمن يريد ان يرى موقف الغرب من قضية فلسطين عليه ان يتتبع مسارات الغرب منذ الطوفان ولهذه اللحظة ليجد كارثة الغرب الحقيقية بعد ان اتبعوا عمهم بايدن في تضليل العالم عن حقيقة القضية الفلسطينية ، ولمن يضع صور الدمار في غزة ويلوم قادتها عليه ان يعلم لو لا هذه التضحية ماكنت لتكون فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة وهي الخطوة الاولى، لان المجد لا يمكن تسلقه الا على رقي الشهداء والمجد لا يمكن نسجله مالم يكن نهر غزير من الدماء والمجد حرية وحرية البلد بلا شهيد يرتقي لا لم تكن ولن يكن لها الا الضياع .
ولمن باع القضية الفلسطينية مقابل رمال في الصحراء ،لمن يدعي انه امير المؤمنين وانه من نسب النبي المختار لمن كان يدعي ان الامارة شرف له وانه من يذود عن شرف الاسلام في كل مكان ، لأمير نفسه لا لمؤمنين اقول ، ماذا تقول لربك يوم الحساب ، وهل يعقل ان ملك تربى ببيت ملك ان يتصرف كما تصرفت وان تقدم لبيع قضيتنا العادلة بثمن بخس لتشتري رضا الكيان وتبيع فلسطين من اجل ان تضمن التصويت على الصحراء ، تشتري صفقة سلاح من الكيان المحتل لتكون مساندا له في دعم اقتصاده، لماذا أليزيد بطشه ام يكبر تجبره ويسفك المزيد من الدماء ،كيف لملك عربي ويدعي انه من نسل رسول الله ان يضع يده بيد كيان غاصب قتل ابناء فلسطين وشردهم بعد ان احتل ارضهم ، كيف لملك ان يدعم كيان تمرد على كل تعاليم السماء … يا أمير نفسك لا المؤمنين ان الايام حبلى بالأحداث وان ما ارتكبته من اثم ستجده امامك يوم نعرض على الواحد القهار فماذا ستقول له وباي شيء تبرر فعلتك واي قانون سيحميك امام قانون رب السماء.
وكذلك لكل من تخاذل ولكل من باع قضيته ولكل من ظهر على شيء وفي باطنه شيء ولكل من عمل الصفقات “تحت الطاولة ” ولكل من تمادى وتكالب على الثورة الفلسطينية ولكل هؤلاء نقول ان العز بعيد عنكم وان الكرامة فارقتكم وان الموت لو تعلمون هو خير لكم.
اما انتم يا ابطال غزة فيكفيكم فخرا انكم قهرتم عدو كان يظن انه لا يقهر وكفاية عليكم انكم تقتربون من شهركم الثامن بكل صبر وثبات لتخوضوا اطول حرب عرفها التاريخ بين كيان مستبد وثلة نذرت نفسها لتكون اما مرتقيه في السماء او منصورة في الارض، ولقد تحقق الهدفين فأنكم بفضل الله قد انتصرتم وبفضله قد اختار منكم رسلا ارتقت ارواحهم في السماء فيا لكم من رجال وهنيا لكم فأنكم الصفوة التي اختارها الله لقد وفيتم وكفيتم ويأرك الله فيكم لقد رضيتم ان تكونوا جندا الله في الارض بعد ان تثاقلنا لنسجل خذلان العرب في عز النهار.
والله المستعان