«تمساح» في مجلس النواب
كتب / حمزة مصطفى
في وقت أعلن رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون أن دولة قطر طلبت من العراق المساعدة في كيفية محاربة الفساد، كشفت النائبة عالية نصيف في بيان رسمي عن وجود «تمساح» في مجلس النواب.
لا أعرف أن كانت دولة قطر «تمزح» معنا، أم أنها وجدت أن صعودنا من مرتبة الحيتان على مستوى الفساد إلى مرتبة التماسيح هو الذي شجعها على طلب مساعدتنا؟
لست أدري على «كولة» إيليا أبو ماضي أو «والله ما أدري» على «كولة» أبو حمزتنا إياد علاوي.
لكن ربما وهذا من باب التخمين أن الإخوة القطريين وصلوا إلى مرتبة الدلافين على مستوى الفساد، مما جعلهم يطلبون عوننا بعد أن وصلتهم أخبار التماسيح.. و»الكوم اللي تعاونت ماذلت».
السيدة النائبة لم تفصح كالعادة لا هي ولاسواها من النواب والمسؤولين ممن يقدمون بلاغا للرأي العام بشأن الفساد في البلاد، والذي ابتليت به العباد، والذي يوصف بأنه مستشر مرة ومستشرٍ مرة أخرى طبقا للفاعل والمفعول، والناصب والمنصوب، والجار والمجرور، والعال والمعلول عن أسم هذا
التمساح.
وفي حال عملنا جردة حساب لطبيعة الفساد ومستوياته وأشكاله و»أركانه» من بعد 2003 والى اليوم نجد أنه انتقل من الزرازير إلى العصافير، ومن الفئران إلى الجرذان فالواوية والذئاب إلى النمور «مو الآسيوية طبعا» إلى الحيتان وأخيرا وربما آخر إلى التماسيح.
هذه عند جردة الحساب الطبيعية التي تكشف عن كيفية تغول الفساد والفاسدين في مؤسسات الدولة، وصولا إلى ماعرف بـ «سرقة القرن» التي لايزال أبرز أيقوناتها حرا طليقا على أمل أن ينور الله قلبه بالإيم،ان و»يزهرنا» بكم مئة مليون دولار من فليساتنا أو «كياتنا» كما يقول أحد شياب عمليتنا السياسية إذا «ماكو زحمة» طبعا على الأقل أمام الأخوة في قطر.. والإ ماذا نقول لهم نورا وحبيب القلب ما يعطف علينا زهرا وضياء لكي «نهيثم» القضية و»نطمطها»، مثلما نورنا وزهرنا وهيثمنا ورققنا وسمرنا وطوطونا وسوسونا وعوعونا وجوجونا وحزمنا ولزمنا كل ملفات الفساد؟.
الجديد ولعله المفيد، وربما يكون الخبر السعيد هذه المرة فيما كشفته السيدة أم حسين أن التمساح الذي دخل مجلس النواب، هو من داخل مجلس النواب نفسه.
خبر مثير. فكل ما كان يجري الحديث عنه على صعيد الفساد سابقا أن أبطاله في الغالب هم واجهات لمسؤولين كبار في غالب الأحيان.
لكن هذه المرة والكلام للسيدة النائبة أن أخانا التمساح نائب في البرلمان.
نعم نائب بشحمه ولحمه وأصواته التي حصل عليها من العراقيين، سواء كانت أصواتا حقيقية لا نعرف عددها أو اعتبارية وهي 100 الف صوت عراقي من منطلق التمثيل النسبي.
هذا كشف جديد بلا شك. نائب وتمساح في نفس الوقت. كيف سيادة النائبة؟
ما هو الدليل؟
البيان يقول لديه شركات؟
إذن تمساح وعنده شركات. يعني لا شركة ولا شركتان، شركات.
أختم، من رخصة الأخوة القطريين، من بيان النائبة الذي يقول إن «هذا النائب التمساح يبتز المسؤولين التنفيذيين ويتباهى بأنه بلطجي ومهرب!
وحاول ابتزاز مسؤول في الخارجية ليحصل على مشروع سكن الموظفين وقال له (دير بالك ترة اني مهربچي)».
اللطيف أن شركات هذا التمساح حسب البيان مسجلة بأسماء أخيه وابن أخيه وأقربائه.
إذن أول تمساح بالتاريخ عنده حصانة.. وللتماسيح حظوظ.