بعض من خسائر إسرائيل غير العسكرية
كتب / .د عبودي جواد حسن
أيعلم ام لا يعلم نتنياهو ان الجيوش المسلحة لاتستطيع مهما بلغت قوتها وتعدادها ودعم الاخرين لها لاتستيطع دائما ان تقضي على مقاومة شريفة ومؤمنة بقضيتها اطلاقا. بالعكس من ذلك ستنهض شعوب الدنيا لمناصرتها الى ان تحقق اهدافها النبيلة. وما حرب الامريكان في فيتنام الا خير دليل على ذلك ؟ ايظن قادة إسرائيل وعلى رأسهم نتنياهو انهم المنتصرين في هذه الحرب غير المتكافئة في كل النواحي الا في الايمان بهدف الفلسطينين السامي في الكفاح. ها هي تتنوع هزائم نتنياهوعلى الصعيد وغير العسكري او غير الحربي.
احدث هذه الهزائم هي التظاهرات والاحتجاجات من مختلف انحاء العالم وشعوب ا وربا بشكل خاص على مشاركة إسرائيل في مسابقة الاغنية الأوروبية التي أقيمت في السويد في هذا الشهر ( شهر ماي) وفشلت إسرائيل في تحقيق أي انتصار باهر بالرغم من وصولها الى الأدوار النهائية رغم التوقعات. ولفتت حركة الاحنجاجات هذه امام مكان إقامة المسابقة والتي نقلتها محطات التلفزة العالمية انظار العالم وتذكيرهم بكفاح الشعب العربي القلسطيني. وعلى الصعيد نفسه تعاضد وتساند الكثير من المشاهير في ميدان الفن مع نضال شعب فلسطين.
وبعدها تعاطف العالم مع مشاهد محاولة متطرفين يهود منع إيصال المعونات الإنسانية للشعب الفلسطني و تفريغها بتهور في العراء وسط الطريق قبل وصولها الى أماكن توزيعها للاسر الفلسطينية المحاصرة وحينها تعاطف العالم مع الشعب الفلسطيني واستنكار مشاهدي المحطات التلفزية الدولية في العالم لهذه المشاهد اللانسانية التي تباركها و تشجع عليها حكومة نتنياهو.
ومن الهزائم غير العسكرية الأخرى انتشار واسع ودولي لاحتجاجات طلبة الجامعات ضد اسنمرار الحرب وفضائعها حتى في أمريكا نفسها وضد سياساته النتن ياهو في حرب غزة ومجازره وتعنته الفاشل في مواصلة الحرب للقضاء على المقاومين الفلسطينيين وعدم الاخذ بالنداءات والمناشدات الدولية بوقف مجازره ضد المدنيين ومحاولاته اللانسانية في قطع واعاقة إيصال المعونات الغذائية والإنسانية بشكل عام الى المحاصرين من السكان ومحاولة إطالة امد الصراع الحربي في غزة عن طريق تماطله في التفاوض لاطلاق الرهائن ظاهريا وذلك تجاوبا وتلبية للضغوط الداخلية من قبل أهالي الرهائن واصدقائهم وجزئيا ارضاءا لشركائه في الحكم من اليمين المتطرف وتعاضدا مع المستوطنيين الإسرائيليين في اعتداءاتهم على الأهالي في الضفة الغربية ومحاولة منعهم من ممارسة طقوسهم الدينية في أيام الجمع. واضف الى ذلك التمنع الأمريكي الظاهري المزيف من إيقاف ارسال الأسلحة الى إسرائيل المزودة سابقا وبما يكفي بكل أنواع الأسلحة الامريكية الفتاكة. وما ذلك الا مناورة أمريكية لتغطية على جرائمها في غزة ودعاية لتضليل الراي العام وكذلك للاستهلاك المحلي قبل الانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا.
ومن الهزائم الأخرى التي مني بها نتنياهو مؤخرا هو هزيمة إسرائيل وامريكا ومن لف لفهم بالأمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوتت بالأمس بأغلبية سا حقة على قرار تغير مكانة فلسطين من صفة مراقب الى صفة عضو دائم في الأمم المتحدة ومحاولة رئيس وفد إسرائيل إهانة الأمم المتحدة واعضائها بتمزيق ميثاقها امام الأعضاء.
والهزيمة الأخرى هي نية الكثير من الدول علنا وخاصة على لسان كبار المسؤولين والمثقفين والكتاب والمشاهير في اوربا في الاعتراف بحل الدولتين القائم على الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية على اراصيها المغتصبة والذي يعارضه بشدة هذا النتن ياهو وبشتى الطرق قبل وبعد حرب غزة- وكأنه في كفة وبقية العالم في كفة أخرى- كما وكأنه سيد العالم بفضل التحيز المطلق الأمريكي وغير المنصف اطلاقا
اما قانونيا فيواجه نتنياهو احتمال اتهامه رسميا ودوليا بارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطنيين في غزة اثر الدعوة التي رفعتها ضده دولة جنوب افريقيا الى محكمة العدل الدولية كما هو معلوم. كما رفعت دول أخرى دعاوي بحق أنصار نتنياهو ومؤيديه من الدول الأوروبية بوجه خاص مثل الدعوة التي رفعتها نيكاراغو ضد المانيا لتزويد الأخيرة بأسلحة فتاكة لإسرائيل. وبالرغم من فشل دعوة نيكاراغو وذلك بوقوف المحكمة ضد الدعوة فقد لفتت الدعوة نفسها الأنظار الى نفاق الدول الاوربية الكبيرة ومشاركتها في جرائمه كما لفتت الأنظار الى الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينين من طرف دول أخرى مناصرة لإسرائيل. وأخيرا ايدت مصر دعوى جنوب افريقيا المقدمة الى محكمة العدل بشأن ارتكاب نتنياهو إبادة جماعية ضد الفلسطنيين.
اما اقتصاديا فحدث ولا حرح. فحربه هذه شلت الاقتصاد ومنيت إسرائيل بخسائر تجارية فادحة لصعوبة مرور البضائع منها واليها بفعل مساندة أبناء شعب اليمن الاعزة وارتفاع التضخم وانخفاض اجمالي الناتج القومي وغيرها هكذا تتوالى الهزائم والخسائر التي يمنى بها النتن في الحرب مع أهالي غزة ومهما طال الزمن لايستطيع حجب الحقيقة عن انظار الراي العام الدولي بمختلف اجياله ولايستطيع اخماد ثورة شعب مطالب بالحقوق المشروعة ولا يستطيع الفرار من اذرع الهزيمة التي تلتف حول عنقه مهما بلغت مساعي الأعداء قي الإنقاذ لانهم -اي أمريكا واتباعها- ولوا واصبحوا عجائز نخل خاوية الاجواف.
هذه هزائم لها وقع اقوى وهي اكثر تاثيرا من خسائر وانكسارات الجيوش الجرارة كما خبرها العالم وما اكثر الانتصارات ذات الخلفيات المعنوية بالرغم من ضخامة قدرات الخاسر ومساندة كبريات الدول الفوية وكما ورد في الكثير من الكتب السماوية