أنا غزة… فمن أنتم؟
كتب / علي السراي
نعم ..أنا تلك التي عصفت بإكتوبرها خيبركم.
أنا شجاعة الأشتر ، أنا إبنة حيدر، أنا المحور، الحرس أبي، والحوث والحشدُ والحزبُ أخواني، أينما ذهبت فذا عنواني.
أنا فلسطين والكل يعرفني.
مفاتيح بيتي القديم تعرفني
نعم…تلك أنا الزيتونة التي ترونها على التلال هناك، تتمايل غَنْجاً مع زقزقة عصافير الصباح.
وذاتها التي تجدل من خيوط الشمس حبال مشانقكم.
أنا غزة التي تتورد وجنتاها حين تسمع كلمات غزل…وأزيز رصاص، أنا القصاص.
أنا طوقان، أنا درويش وجبران. من يشتري غيضاً ؟ من يشتري غضباً ؟من يشتري عصفاً يُحرر به الانسان.
أنا حيفا أنا يافا أنا عكا أنا الحقيقة والكيان خيال، أتقلب في كل الوجوه والأسماء، وتلك الأحجار بيد الصغار، قد نحتت الدهور اسمي في أخاديد وجهي، ومازلت جميلة بعطاء الدم المراق وسأبقى انتظر….
على اسمي، وحول رسمي تدور الأحزان والحقب تُنْبَتُ السيوف وتُكْتَبُ الحُتوف فتخشع الحروف، صروف في صروف تخالها الطفوف.
أنا غزة المحور … تلك التي أزاحت ولما تزل بدمائها، أطفالها، نسائها، بفلذات كبدها حُجب الحقيقة، واسقطت رهان الاعداء.
انا الفتاة والشتات، جميلة أنا، جدائلي دجلة والفرات، لاعرس بعد عرسي ولانصر بعد نصري. راحلون وأبقى…
لن أموت…وهل يموت من يهب الحياة؟
هوية أنا، سخية أنا بفيض الدماء، لستُ حاكماً ولا ملكاً أو أميرا، لكني أعدت للعُرب شرفهم المنتهك بسبع من أكتوبر مضت، اسطورة أفلت، وأخرى ولدت، فكان الانتصار بعد الذلة… تلك التي مسحتها عن وجوه حكام عملاء مُطبعين خونة بهيهات منا الذلة.
بنداء كربلاء هزمت أعدائي وجمعت أشلائي أُخيطها ثوباً مطرّزاً بحروفي الكبيرة… غزة العنوان…
كُنتُ ومازلتُ وسأبقى… فمن أنتم ؟