سلاح الفوضى وهزيمة الحلبوسي !
كتب / عامر القيسي...
ظاهرياً يبدو ان محمد الحلبوسي ، المقال من رئاسة البرلمان بسبب واقعة التزوير الاولى في تاريخ البرلمانات العراقية ، قد كسب الجولة الثانية بافتعال الفوضى منعاً للسير نحو الجولة الثالثة من الاقتراع لغلق ملف منصب رئيس البرلمان الذي كان على بعد خطوة واحدة من النائب سالم العيساوي الذي فنّدت اصواته خرافة الاغلبية السنيّة التي كان يرفع رايتها الحلبوسي عبر حزبه تقدم !
غير الظاهري والمحتوم والمؤكد، ان الحلبوسي لن يستطيع الهرب من الاستحقاق الدستوري الثالث بجولة الحسم للمنصب ، رغم ان رئيس البرلمان بالإنابة محسن المندلاوي رفع جلسة الفوضى الى إشعار آخر ، ومن وجهة نظر شخصية ، كان المفترض ان يضبط ايقاع الجلسة بالحسم والارادة والمضي بالاجتماع الى جولته الثالثة ، لكّن الرجل لم يفعل بسبب التوازنات السياسية ، وربما لتخفيف حدّة التوترات واتساع ” الملاكمات ” الى مساحة أكبر من مساحة قاعة البرلمان وبادوات اشد فتكاً من مطرقة منصة الرئاسة !!
سيفعل الحلبوسي كل شيء لبقاء الوضع على ما هو عليه وسينزع آخر قطعة ملابس أمام خصوم الأمس وسيدفع الكثير في سوق النخاسة السياسية لتحقيق هدف حرمان المكوّن السنّي من استحقاقه إذا كان من خارج حزب تقدم المتشقق الجدران ، والأكثر تحديداً ان لايكون الرئيس القادم انبارياً ، لان قصة الحلبوسي حينها ستكون حدوته الاطفال قبل النوم رغم ان نهايتها لن تكون سعيدة !!
أيام بعد الأشهر الستة سينتهي الكثير من الجدل وتظهر الكثير من الحقائق في مارثون التنصيب هذا ، لكّن الأكيد إن الحلبوسي سيمسح يديه بالحيطان الطينية التي بناها معرقلاً تطبيق القانون والبنود الدستورية الأكثر وضوحاً ، وستتكشف له ان الألعاب النارية التي كان يخدع البعض بها وأغراءات أوراق الإقتراع وتواقيع ماقبل الاقتراع التي مضى عليها التأريخ ، لن تسعفه للوصول الى نقطة النهاية ، وربما سيفرشها أمامه متربعا متحسراً على زمن كانت فيه مراهقته السياسية الراية الوحيدة لخوض معاركه السياسية الأكثر تفاهة من المشهد السياسي برمته !!