مقاربة لمستجدات ما يجري في الشمال السوري المحتل
كتب / الدكتورة حسناء نصر الحسين
اكثر من ثلاثة أشهر على مظاهرات اهلنا في الشمال السوري ضد الممارسات الإرهابية بحقهم من قبل الإرهابي ابو محمد الجولاني وأتباعه المتمثلة بالاعتقالات بحق الأهالي لتتعدد التهم بحق أبنائهم ما بين عميل ومناهض لهيئة تحرير الشام المصنفة كمنظمة إرهابية ، مما دفع بالاهالي للخروج بالآلاف مطالبين بإسقاط الجولاني وجهازه الأمني القائم على تنفيذ حملات الاعتقالات بالإضافة إلى تردي الواقع الاقتصادي للسكان الخاضعين لمناطق سيطرته .
الجولاني المدعوم أمريكيا والذي زار قاعدة التنف منذ أيام قليلة وبات واضحا أن هناك ضوء أخضر أمريكي لانهاء هذه المظاهرات عبر كبحها من خلال الفصل بين المناطق من قرى وبلدات جمعها قرار إسقاط الهيئة ومتزعمها ، وذلك من خلال انتشار عناصر الأمن في الهيئة لقطع الطرقات وشن المزيد من الاعتقالات بمباركة أمريكية .
وفي قراءة خارطة النفوذ في تلك المناطق الشمالية لسورية والتي تخضع لكل من الاحتلال الأمريكي وارهابييه من هيئة تحرير الشام وبين الاحتلال التركي وقواعده العسكرية بالإضافة لما يسمى بالجيش الوطني الحر ندرك بأن هناك صراعا أمريكيا- تركيا على توسع دائرة النفوذ والسيطرة في هذه المناطق ومن سيطبق السيطرة الكاملة عليها وان كانت تركيا في محطات سابقة كانت قد فاوضت أمريكا على مستقبل عصابات قسد وضمان مستقبل لها في المنطقة التي تفرض سيطرتها عليها مقابل حكم سيطرتها على الشريط والعمق الحدودي لصالح تركيا ولعل هذا العرض السخي التركي قوبل بالرفض الأمريكي مما دفع بتركيا إلى تحريك هذا الملف ودعمه ضد الهيئة ليبقى أهالي الشمال بيادق بيد كل من أمريكا وتركيا وادوات لتنفيذ مصالحهم بوعي من هؤلاء او بدون وعي لما ينتظرهم من حمام الدم بين المتظاهرين ومن خلفهم من ما يعرف بالجيش الوطني وبين هيئة تحرير الشام وسيكون الخاسر الأكبر هو الأهالي الذين سيدفعون فاتورة هذه المعركة لصالح جهات محتلة لارضهم وسارقة لارزاقهم فكلا الطرفين يعملون برعاية أمريكية او تركية وليس لديهم أدنى اهتمام بتحسين الواقع المعاشي للسكان ولا برفع مظلوميتهم فهم بالنهاية أدوات بيد الاحتلال يفعلون ما يؤمرون به ويقبضون ثمنه .
وهنا من المهم التذكير به هو أن هذه القوى الإرهابية المتواجده في الشمال السوري هي خليط متنافر تم تجميعها في هذه المناطق فهناك الإرهاب من كل مناطق ومدن ومحافظات سورية كانت قد اختارت الشمال السوري بعد أن هزمت أمام الجيش العربي السوري في المعارك التي خاضها ضدهم في أكثر من محافظة سورية ، لتكون قرى ومناطق الشمال السوري مقرا ومنطلقا لاستكمال اجرامها بحق الشعب السوري من هذه المناطق التي تتيح لها دعما اكبر نتيجة قربها من تركيا ووجود القوات المحتلة التركية والأمريكية على مقربة من المشغلين حيث يكونوا بمأمن من ضربات الجيش العربي السوري وهذا ما لم يحصلون عليه لان الضربات الجوية للجيش السوري والحليف الروسي لم تنقطع وما زالت تضربهم في اوكارهم وتكبدهم خسائر كبيرة .
وعلى أهلنا في الشمال أن يكونوا اكثر وعيا لناحية المشاريع الأمريكية والتركية وماهم الا بيادق بأيديهم سواء، فلا أمريكا ولا الهيئة الإرهابية ولا تركيا ومن خلفها ما يعرف بالجيش الوطني يأبه لمصيرهم ولا بحياتهم ومستقبلهم وعليهم أن يلتفوا حول الجيش العربي السوري الذي يشكل الضامن الوحيد لأمنهم واستقرارهم .
وفي الخلاصة في لعبة المحتل القائمة على توسع دائرة النفوذ والسيطرة، الإنسان ليس له أهمية ولا عدد الضحايا فالمنطقة ينتظرها حمام من الدماء ولكم أن تتساءلوا أين المكنات الاعلامية الكبرى عن إجرام هؤلاء فلا احد مهتم منها بمعاناتكم من إجرام الجولاني ولا من ممارسات ما يسمى الجيش الوطني وسرقتهم لحريتكم وكرامتكم وارزاقكم وقد آن الأوان لتستفيقوا وتلتفوا حول الجيش العربي السوري ولن يحرركم من هذه العبودية الا قراركم الصحيح واستعادتكم للبوصلة ولا تبقوا رهينة للدول المحتلة التي ارتضت المساس بالنساء والأطفال وقطع رؤوس الرجال في الساحات والمعتقلات فلا تقبلوا أن تبقوا تحت مطرقة الأمريكان وسندان الأتراك فأمريكا منحت الإرهابي الجولاني حق قمع مظاهراتكم مهما كلف الثمن وتركيا منحت عصاباتها حرية التحرك والرد وانتم يا أهلنا الأعزاء من سيدفع اثمان باهظة في هذه اللعبة ولصالح القوى الاستعمارية أما آن الأوان لديكم لنفض الغبار المتمثل بالاستعمار وان تعودوا بعقولكم وانتمائكم لأمكم السورية ؟