اضواءٌ خافتة عن عملية تحرير 4 رهائن صهاينة .!
كتب / رائد عمر
لابدّ من الإقرار المسبق بعدم امكانية احاطة كاملة لهذه العملية الإسرائيلية – في هذا الوقت والتوقيت المبكّر والسابق لأوانه , وفقَ ما تفرضه الرقابة العسكرية الإسرائيلية ” لمتطلّباتٍ أمنيّة في غاية السريّة ” حول تفاصيل وجزئيات العملية , ووفق رؤىً استخبارية اسرائيلية .
لايمكن نسب تحرير هؤلاء الرهائن الى عمليةٍ بطوليةٍ خارقة وفائقة التصوّر عبرَ نسبها الى الكوماندوس الأسرائيلي عبرَ ما اشتركت فيه قوات < الشاباك اوالشين بيت , وجهاز ( أمان – الإستخبارات العسكرية , وكذلك قوّات الشرطة الخاصة المتخصصة بهذا الشأن > والذي لم تكون لهم قدرة الحركة والتحرّك لولا المعلومات الخاصة التي جمعتها الأستخبارات العسكرية البريطانية والأمريكية عبر تحليق مسيّرات التجسس والمراقبة على مدار الساعة ” وربما على مدار الدقيقة ” في سماء غزة او عموم القطّاع ! ” والتي كانت تقوم بتقاطع الأتصالات المشفّرة بين مقاتلي حماس وتحركاتهم المموّهة من خارج الأنفاق او فوق الأرض , وتصويرمقرّب لأي حركةٍ او تحرّك قد يغدو لافتاً بأيّ درجةٍ كانت , ومتابعة سير ذلك التحرك , عبر استخدامات اجهزة ” التحسّس النائي” المعقّدة والمرتبطة بألأقمار الصناعية المخصصة للتجسس< وهو ما يجري استخدامه بشكلٍ مغاير على الجبهة الأوكرانية – الروسيّة
من الملاحظ واللافت أنّ الأجهزة الأمنية الأسرائيلية قد فرضت وشددت على الرهائن الأربعة المحررين وكذلك عوائلهم واقاربهم بعدم الإدلاء بأيّة معلومة ” مهما كانت طفيفة ” الى وسائل الإعلام .! بإستثناء ما ” فلتَ ” او تسرّب بشكلٍ غير مباشر عن الرهينة او الأسيرة ( نوعا ارغماني ) التي نُقِلَ عنها بأنّ مقاتلي او مسلّحي حماس الذين كانوا يحتجزوها , سمحوا لها بالخروج من المخبأ واستنشاق الهواء الطلق في الشارع الفلسطيني , ولكن بلباس إمرأة عربية .!
إنَّ أقلّ ما يمكن توصيفه وتفكيكه للتأكيدات المشددة للإجهزة الأستخبارية الأسرائيلية للرهائن المحررين الأربعة وبما يرتبطون بعلاقاتٍ عائلية وسواها , بعدم الإدلاء بأيّ كلمة للإعلام عن ظروف اخراجهم وتحريرهم , هو أنّهم رأوا بأعينهم اعداد القتلى من القوة الأسرائيلية المهاجمة التي حررتهم , وما يؤكّد ذلك اكثر فأكثر , أنّ القيادة العسكرية الإسرائيلية ( وبسذاجةٍ لابدّ منها في متطلبات الإعلام كَفنٍ وعلم ) قد اعترفت بمواجهة كثافة ناريّة هائلة من مقاتلي حماس الذين يحرسون مخبأ هؤلاء الرهائن الأربعة , وبالتالي كيف يغدو ويحصل أن تبلغ خسائر المهاجمين الأسرائيليين بإصابة جندي واحد فقط حسب ادعاءات ومزاعم هؤلاء اليهود .! ” وهي عادة معتادة لإخفاء خسائرهم ” , بينما القوة المقتحمة صدرها مكشوف أمام رصاص الموقع المحصّن لمقاتلي حماس في ذلك الموقع .! .. تقليدياً ومن المسلّمات البديهية العسكرية ” والتي تجاوزها الزمن وفق تقنيات الحرب ” فأن تبلغ قوة الطرف المهاجم بثلاثة اضعاف الطرف المدافع , فلابد من تحقيق وانجاز الإنتصار النوعي والمحدد في المعارك ” فكيف أن تضحى قوة الجانب المهاجم بعشرة اضعاف الطرف المدافع , وبكثافةٍ ناريّةٍ مفرطة .!
في سياق ما حدث .! وبقدر ما يشكّله ذلك من نصرٍ رمزي وربما شكلي لنتنياهو والذي قوبلً وجوبهَ بعد نحو 24 ساعة من الحدث الذي حدث , فقد استقالا كلا الوزير الأسرائيلي من حكومة طوارئ نتنياهو ” بيني غاتس – واعقبه على الفور الوزير الآخر بحكومة الحرب المدعو ” غادي ايزنكوت ” , ولعلّ ذلك يفتح بوابة الإستقالات لوزراءٍ وقادة عسكرين آخرين ايضا .
بقدر الضرر الذي تسبب لحماس بتحرير هذا العدد الضئيل من رهائن الصهاينة , قياساً لما تمتلكه من اعدادٍ اكبر ” وربما على الأغلب بأكثر ممّا يُنشر في الإعلام والتخمينات ” , فإنّ قيادة حماس قد استفادت من مضاعفة تحصينات ” مخابئ ومواقع الرهائن اليهود ” والى الحد الذي قد يجري تلغيم تلكم المواقع في ايّ محاولةٍ اسرائيلية للإقتراب او الدنوّ منها , وبالتالي لا او لن يبقى في تلكُنّ المخابئ او المواقع مَن هو على قيد الحياة , وربما بمن فيهم المقاتلين الفلسطينيين , كحالةٍ استشهاديةٍ منشودةٍ , وفق المتطالبات الميدانية على الأقل .!