عقد من الحشد ومجزرة سبايكر الاجرامية !!
كتب / سعيد البدري
لم تتعرض اي دولة في العصر الحديث لما تعرض له العراق من حوادث ارهابية وهجمات بربرية مدعومة من قوى دولية واقليمية ، فكانت المخططات تتوالى ،والتي شاركت في صفحاتها المتلاحقة حكومات دول واجهزة مخابرات دولية من الشرق والغرب ،عبر تجنيدهم الارهابيين وتسهيل مرورهم ودخولهم الاراضي العراقية وتمويلهم بسخاء ،وتأمين طرق تنقلهم وايوائهم ، فضلا عن تدريبهم وتسليحهم لتنفيذ هذا المخطط الاجرامي ،وهو امر يدعو للتساؤل ماذا يريد هؤلاء من العراق ؟؟!
في اخر صفحات التأمر والتخطيط ،شاهد العالم بأسره ما حدث من تداعيات باجتياح العصابات الداعشية وبتواطؤ ومشاركة عناصر محلية ،صفحة وحشية تعكس نهج الجريمة بحق الانسان في هذا البلد المبتلى ،كما تحكي قصة شعب شجاع ،لم يجد بدا من المقاومة لمواجهة مشروع الغزو الارهابي وتضييع ملامح الدولة بأسقاط مؤسساتها واستباحة اراضيها .
تلك الجرائم التي البست اثواب الطائفية و قادت لانتاج مشهد مرعب يحاول من قاموا به تصويره بالثأرية ،فمشاهد القتل وعرضها بصورة بشعة تعكس وحشية تلك الجهات، ورغم ان حجم الادانات لم يكن بالمستوى المطلوب دوليا اثبت حالة التواطؤ و دفع الاجراميين القتلة لمحاولات تبريرها والتقليل من حجمها كما قام هولاء المجرمين بربط الجريمة باحداث طائفية وجرائم اخرى ارهابية لصرف نظر الرأي العام العالمي عنها ،وهي محاولات فاشلة لن تمحو عظم الجريمة وتزيل عارها عن القتلة وجلهم من عشيرة الطاغية والعشائر الاخرى الدموية التي صفقت وشاركت وذبحت ابنائنا بدم بارد ..
ان مرور عقد من الزمن لن يسقط مثل هذه الجرائم فالدماء لاتسقط وصاحب الدم معني بمحاسبة المتورطين وملاحقتهم اينما حلوا وارتحلوا وتحت حماية اي قانون كانوا ، لذا فالمطلوب هو ادانة هذه الجريمة على الدوام ، ونشر معالمها والحديث عنها بتفصيل يكشف المزيد من الخيوط عن اسبابها، فالذين يقولون ان حجم الادانة الواسع لهذه الجريمة محليا يدعو لادانات اخرى عن احداث لاتقل اهمية عن حادثة سبايكر الاجرامية في مناطق اخرى من ارض العراق والتي يقال انها تمثل انتهاكات بحق المكونات الاخرى.
الحقيقة ان من يتحدث بهذه الطريقة يتناسى ان الحواضن المحلية التي رعت الارهابيين وجعلت وجود القتلة امرا طبيعيا في تلك الفترة المظلمة هي من جلبت الويلات والدمار لمناطقهم ، كما ان موقف الحشد المشرف في تحرير الارض هو الاخر اسقط تلك الفرضيات البائسة التي اراد من يسوقها الطعن بمشروعيته والايحاء بأنه يمثل طائفة ولونا محددا ،كما ان بعضا من الاصوات الوقحة التي تقول بذلك ظلما وبهتانا ، سعت لمحاربته فلطالما كان الحشد ذراعا ضاربة تجتث الارهاب وتطارده وسيبقى وفيا لتضحيات ودماء ابناء شعبه العزيز دون تفرقة وانحياز .
اننا وعلى اعتاب الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد اطلاق فتوى الجهاد الكفائي ، وذكرى مجزرة العصر سبايكر ،ينبغي ان نستعيد شيئا من ذاكرة تلك الايام ،لئلا نسمح بعودة مسبباتها ، فحالة الحماية الشعبية والرسمية للحشد يجب ان تستمر باعتباره ضمانة لامن ووحدة الارض العراقية ، كما ينبغي التذكير بانه حشد لكل العراقيين بما يضم من افراد وتجمعات مختلفة الانتماء مذهبيا ، اما التذكير بتلك المجزرة وتتبع منفذيها ومن تستر عليهم وشاركهم فينبغي ان يستمر عبر الاجهزة المعنية ،مع توثيق تاريخي وسجل جنائي لا يقبل الطعن والتشكيك ،كما لا يقبل التنازل عن المجرمين ممن يحاولون الافلات من العقاب ..