موسم الحج وتكرار الوفيات بكثرة..!
كتب / نعيم الهاشمي الخفاجي
كل عام يحضر مئات آلاف الحجاج من كل اسقاع العالم إلى المملكة العربية السعودية، لأداء فريضة الحج في بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وزيارة قبر رسول الله ص في المدينة المنورة، منذ عام فتح مكة وليومنا هذا، إدارة مكة المكرمة بيد المسلمين.
بعصر الدولة الأموية والعباسية والعثمانية، يتم تنصيب مفتي ووالي على مكة المكرمة، من قبل الخليفة، يكون أمير الحج، وفي حالة حضور الخليفة لأداء الحج، يكون أمير الحج هو الخليفة نفسه.
الحمد لله كل عام نشاهد قدوم ملايين الحجاج، ويعتبر هذا التجمع السكاني أكبر حدث على الكرة الأرضية، يجتمع ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج، وتطبيق شعائر ابراهيم عليه السلام وهاجر ع بالسعي بين الصفا والمروة ورجم الشيطان، وإبراهيم ع هو مؤسس حجر الأساس للديانة الإسلامية الحنفية، وهو أب إلى أنبياء بني إسرائيل وعيسى المسيح ع،
تشاهد غالبية دول العالم من خلال محطات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي شعائر الحج بالصورة والصوت.
تعمل السلطات في مكة على ضمان أمن وسلامة الحجيج في أثناء أدائهم مناسك الحج، السلطات السعودية تسخر آلاف الأطباء والممرضين لمعالجة المرضى، وتقديم الخدمات، وتوفير وسائل نقل لنقل الحجاج، وتوفير وسائل تساعد كبار السن لأداء مناسك الحج، من خلال توفير كراسي متحركة … الخ.
الحجاج هم ضيوف الرحمن وهنيئا لمن يقوم بخدمة ضيوف الله عز وجل، شيء طبيعي يتم تقديم الخدمات وإكرام ضيوف الرحمن.
السعودية ترفع شعار بعدم تسييس شعائر الحج، لكنهم استغلوا مواسم الحج لنشر الفكر الوهابي المتطرف، ولو كانت الحركة الوهابية في الصومال وليس في السعودية، لبقيت الحركة ضمن حدود الصومال فقط، بل السعودية اعتقلت آلاف المسلمين لدى مجيئهم لحج بيت الله بسبب مواقفهم السياسية أو أنهم عَبٌروا عن ارائهم بمواقع التواصل الاجتماعي بسبب توجيه نقد إلى حكومة المملكة العربية السعودية، ويفترض منح حصانة لكل مسلم يأتي إلى حج بيت الله وعدم التعرض له، تم اعتقال الكثير من الكتاب والصحفيين الذين قدموا إلى مكة للحج أو للعمرة، الكاتبة والصحفية المصرية رانيا العسال كانت مسيحية واسلمت، تم اعتقالها في مكة العام الماضي بسبب مواقفها المؤيدة للقوى الشيعية العربية المقاومة، بهذا الموسم تم اعتقال شخصين من العراق لأسباب مذهبية، أحد المعتقلين كاتب ومحلل سياسي.
انا شخصيا لاأستطيع أن أذهب للحج اعرف نفسي يتم اعتقالي بسبب مواقفي الرافضة للفكر الوهابي الإرهابي التكفيري.
كل عام يتم نشر إحصائيات بموت الكثير من الحجاج بسبب وقوع حوادث وإهمال بسبب حرائق، او تدافع، السلطات السعودية اتخذت إجراءات لتقليل هذه الظواهر، وألزمت كل حاج أن يكون ضمن حملة، الحملدارية استغلوا ذلك بأبشع الصور، أصبحت تذكرة الحاج تصل الى عشرة آلاف دولار، للحجاج القادمين إلى مكة من أوروبا، لذلك هناك الكثير من المسلمين اجتهدوا وقالوا التبرع في أموال الحج للفقراء أفضل من نفق أموال طائلة لأداء الحج.
كل عام يموت مئات الحجاج، هذا الموسم لم تحدث حوادث حرائق أو تزاحم لدى رمي الجمرات، لكن فاجئني إعلان السلطات السعودية في موت أكثر من ١٢٠٠ حاج في هذا الموسم منهم عشرات من العراق، حصة الإقليم الكوردي ٢٦ متوفى، بغض النظر عن ذهاب الحجاج سواء كانت بطرق شرعية، أو بغير شرعية، من خلال إيجاد طرق توصل الحجاج إلى مكة فوق الحصة المخصصة.
موت ١٢٠٠ حاج رقم جدا كبير بظل مشاركة مليوني حاج من داخل وخارج السعودية، رقم مليونين قليل، إذا قورن ذلك بقدوم عشرة ملايين زائر شيعي لزيارة أربعينية الإمام الحسين ع في يوم اربعينية الامام، بينما يصل عدد الزائرين إلى ٢٥ مليون زائر قبل يوم الزيارة، الكثير يزورون كربلاء قبل يوم الزيارة بعدة أيام ويعودوا إلى بيوتهم.
رغم أن الخدمات لزوار كربلاء، يقدمها مواطنين لعراقيين شيعة عاديين، وليست الحكومة، تبقى الخدمات التي تقدم للزائرين، خدمات متواضعة، يحظر ملايين من الزائرين، الكثير منهم، كبار بالسن تصل أعمارهم إلى التسعين عاما، لكن أعداد الوفيات تكون جدا قليلة.
كل عام، يشاهد العالم موسم زيارة الامام الحسين ع يجتمع عشرات الملايين في تجمعات كبيرة جدا، حيث تتجه أنظار العالم ليتابعوا قدوم الحشود المليونية السائرة مشيا على الاقدام، بل حتى جورج بوش نفسه تحدث قال شاهدت قدوم الجموع المليونية الشيعية لزيارة الإمام الحسين ع في كربلاء، هذا الكلام قاله بوش، في أول زيارة مليونية وقعت بعد قيام بوش في إسقاط نظام صدام الجرذ، وجود حشود مليونية يثير اهتمام كل شعوب العالم، خلال وجودي بالغرب، أصبح الأمر طبيعي نشاهد محطات التلفزة الغربية يتكلمون عن عاشوراء وعن زيارة اربعينية الإمام الحسين ع.
نجاح الشيعة في استقبال أكثر من ٢٥ مليون زائر مع توفير خدمات طعام وسكن بشكل مجاني، حوادث قليلة تكاد تكون معدومة، من النادر تجد موت زائر، رغم أن هناك نسبة عالية من الزائرين كبار سن، بينما تفشل السعودية في ذلك، والدليل بهذا العام عام 1445هـ، مات أكثر من ١٢٠٠ حاج، رغم أن السعودية فرضت على الحجاج الحجز في فنادق درجة اولى، وتوفير إمكانية الدولة السعودية لخدمة الحجاج، واستخدام طرق حديثة إلكترونية في خدمة الحجاج.
الصحفي اسامة فوزي صاحب موقع عرب تايمز، قال لو أعطيت مكة إلى الشيعة لحضر عشرات الملايين للحج وبشكل مجاني بدون فرض أموال طائلة ولما مات حجاج كثيرون مثل موت أكثر من ١٢٠٠ حاج هذا الموسم.
شاهدت كلمة ولي العهد السعودي لدى استقباله الحجاج قال خدمة الحجاج والحرمين الشريفين شرف عظيم، ومسؤولية كبيرة تنهض بأدائها المملكة العربية السعودية، بكل الأحوال انتهى وقت الخلافة الإسلامية وأصبح وجود دول لها حدود، السعودية دولة باقية، والعراق والكويت وإيران وتركيا وبوركينا فاسو باقين، نحن كبشر نحتاج إلى علاقات تعاون، والكف عن الصراعات القومية والمذهبية، نتمنى من الحكومة السعودية تنتهج نهج معتدل وتترك قضية اعتقال الحجاج لأسباب سياسية ومذهبية، المسلمين يأتون إلى بيت الله عز وجل وليس لزيارة ال سعود، ولو كان البيت الذي بمكة إلى آل سعود فبالتأكيد لم يحج إليه احد، ارتفاع أعداد الضحايا من الحجاج بالسعودية دليل على سوء الإدارة والخدمات التي تقدم للحجاج، ويفترض بالسلطات السعودية تستفيد من مواطنيهم الشيعة في كيفية تنظيم خدمة الحجاج، لأنه لدى الشيعة تاريخ حافل بخدمة الزائرين.