علاقة العراق بالهجوم على لبنان..!
كتب / ماجد الشويلي...
قد تدرك أمريكا من مصلحة إسرائيل للحفاظ عليها ما لا يدركه الصهاينة أنفسهم .
وعليه نقول
لم يعد الأمر مقتصرا على التحليل المبني على المعطيات ، بل بتنا نقف على المعلومات والاخبار المركزة التي تلزمنا الامعان بالاستشراف والنظر لمآلات مايمكن أن تفضي إليه الاوضاع السياسية في العراق.
في الداخل ليس هناك من أزمة حقيقية تستدعي من أطرافها التفكير بالعمل على تقويض العملية السياسية برمتها.
كل الازمات الداخلية أو جلها على الأقل
هي انعكاس لنظرة الولايات المتحدة تجاه العراق ولمستقبله ودوره في المنطقة.
ومن وجهة نظري أن أمريكا شخصت
صعوبة منحها الضوء الاخضر للصهاينة لشن هجومهم على لبنان مع وجود هذه التركيبة السياسية الحالية.
فالهجوم على لبنان يعني بالضرورة تدخل ايراني مباشر ، وانهيال وابل صواريخها على رؤوس الصهاينة والتي ينبغي لها أن تمر عبر الاجواء العراقية
هذا من غير تدفق عشرات الالاف من المجاهدين باتجاه سوريا ولبنان.
مع انطلاق قوافل المقاومين من الهند وافغانستان وباكستان التي يصعب وصولها الى لبنان وسوريا دون مرورها بالعراق.
ثم إن الحفاظ على سوريا عنصر مهم في معادلة الصراع والحرب الشاملة
وهذا لايتحقق من دون العراقيين
هكذا هي موازين القوى ومقتضيات
المعركة القادمة أو حتى الهجوم
على لبنان فحسب.
وان كانت النتيجة واحدة حتماً
هذا من غير المصير الأسود الذي تنتظره قواعدها المتواجدة على الاراضي العراقية والسورية .
ولربما حتى تلك المتواجدة على الاراضي الخليجية.
الخلاصة أن الأمريكان قدروا أن العراق في قلب الاحداث ومرتكزها المهم والمؤثر .
من هنا ولأجل الحيلولة دون تحقيق
كل ما اسلفنا الحديث عنه كان لزاما على أمريكا ممارسة الضغط المكثف على الحكومة العراقية لانتزاع مواقف مؤثرة في معادلة الصراع لصالح الكيان الصهيوني أو تحييد العراق في هذه الحرب.
والملاحظ أن هذه الضغوط
كانت على النحو الآتي؛
ضغوط المفوضية السامية لحقوق الانسان في الامم المتحدة التي ادانت فيها عملية الاعدام (القصاص) بحق الارهابيين ، مروراً بالاساءة للسلطة القضائية وتصريحات المرشحة للسفارة الامريكية في العراق ، وآخرها محاولة ارغام الحكومة العراقية على اغلاق اجوائها بوجه طائرات الشحن الايرانية المتجهة الى سوريا ولبنان
واذا كان الأمر كذلك فمن الطبيعي جدا أنها ستضغط على الحكومة العراقية لاغلاق اجواء البلد بوجه الطائرات والصواريخ الايرانية المتجهة صوب الكيان الصهيوني .
وما لم تضمن امريكا تحقيق هذه الاشتراطات فان خيارات التلاعب بعدادات الشارع العراقي على جهوزية تامة.