نقص الكهرباء يشل الاقتصاد الوطني
كتب / ماجد زيدان
منذ اسابيع , تجددت التظاهرات في انحاء البلاد المختلفة بعد تدهور انتاج الطاقة الكهربائية التي هي اصلا لم تتحسن لتلبية احتياجات الاستهلاك المنزلي وغيره , الا في بعض احياء كبار المسؤولين والنافذين في السلطة الذين يحصلون على تيار كهربائي مستمر, في الوقت الذي توقفت الورش والمصانع بسبب غيابه عنها , مما دفع فئات واسعة ومتنوعة الى المشاركة في التظاهرات والمطالبة باستقرار فولتية التيار وزيادة ساعات التجهيز , كي تعمل مشاريعهم بطاقة معقولة ويحافظوا عليها من التوقف او الشلل , وبالتالي تخفيض دخولهم او تسريح العاملين فيها ..
صحيح المشكلة عامة وكشفت عن فضائح تزكم الانوف واطاحت بمسؤولين في وزارة الكهرباء ولكنها غير كافية ولا مجدية , لأنه من سيتم تعينه سيكون على نفس الاسس السابقة , اسس المحاصصة والولاءات الفرعية بتقاسم الوظائف وليس على اساس الكفاءة والمقدرة , والاخطر , ايضا , يترك المقصرون بدون حساب وملاحقة , وينفد الفاسدون منهم ويأخذون الجمل بما حمل , واذا سلط الضوء على الجانب المتعلق بالاستهلاك المنزلي بفعل شموله , فان الاضرار المتعلقة بالجانب الاقتصادي لم تحض بالاهتمام المطلوب الذي يوضح حجم المشكلة , بل ان الحكومة لا تتحدث عنه ولا عن مقدار الخسائر التي تسببت بها سياساتها واثره على الانتاج المحلي وتخلفه اضافة الى ما يعانيه الكسبة من المهنين في تدبير لقمة عيشهم التي اقتطعها ضعف التيار الكهربائي و نقصه في مشاريعهم وورشهم وحقولهم والذين تقدر خسائرهم بمئات المليارات .
الكهرباء واحدة من الاعمدة التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني ونهضته ومواكبته للاقتصادات في دول الجوار , لا اعرف كيف نطالب بزيادة الانتاج وتقليص الكلفة ولا نوفر الكهرباء للفلاح والصناعي والمهني بتيار لا ينقطع على مدار الساعة ,هذا يدخل ,ايضا , في مستلزمات الحماية للمنتج الوطني ولا نضطر للجوء الى استيراد البضائع من الخارج لتعطل مشاريعنا الاقتصادية ..
والاغرب من ذلك تقاعس المؤسسات الاحصائية لبيان حجم الكارثة التي تسببها انهيار الكهرباء على الانتاج المحلي , بجردة للمعامل المتوقفة جراء ذلك او التي لا تعمل بطاقتها القصوى لتكون مجدية اقتصاديا ولا تتحمل وزر الوعود الكاذبة .
المشكلة مستمرة منذ سقوط النظام , اي اكثر من عشرين سنة , والمبالغ التي انفقت تكفي لكهربة 5 دول من دول المنطقة من الصفر, والامر من ذلك لا يلوح في الافق حلا لها مادام هذا النهج الاعوج قائما , اننا بحاجة الى ثورة حقيقة , ونزاهة, تعيد الامور الى نصابها وتتعامل بجدية مع الازمة الناشبة في البلد .