مسعود بارزاني بين حلمين..!
كتب/ جمعة العطواني
ربما من النوادر ان يشفق الانسان على خصمه، الا اذا كان في حالة لا يحسد عليها.
نعم اشفقت كثيرا على السيد مسعود بارزاني وهو يحط رحاله في ارض مطار بغداد الدولي.
مصدر الشفقة هو استحضار الصورة الذهنية عن السيد مسعود قبل عقدين من الزمان وصورته الحالية وهو (ينزل) في مطار بغداد.
فمسعود بارزاني قبل عقدين من الزمان كان يملي على الاخرين والاخرون يستجيبون له، مسعود بارزاني كان ياخذ من موازنة الدولة خلال العقدين اكثر من 17./. ، ناهيك عما يهربه عبر منافذ الاقليم من نفط وتجارات اخرى حتى( المحظورة منها) دون ان يعطي الى الحكومات الاتحادية دولارا من تلك العائدات.
مسعود بارزاني كان يحلم باقامة دولة مستقلة في شمال العراق يفرض وجودها على العراق وسائر دول المنطقة، بل ومدعوما من بعض دول الخليج، فضلا عن الكيان الصهيوني، وبالفعل قام السيد مسعود بارزاني باجراء استفتاء على الانفصال عام 2017 وتم تجميده.
مسعود بارزاني الذي لم يكتف بتصدير نفط الاقليم بشكل مستقل، ولم يعمل شراكة مع شركات عالمية لاستخراج النفط فحسب، بل انه تمدد الى حقول نفط كركوك وانتزع اعترافا من حكومة السيد العبادي، وبامضاء وزير النفط السيد عادل عبد المهدي بالموافقة على استخراج النفط من كركوك (ليتكرم) على بغداد بما نسبته 250 الف برميل يوميا.
مسعود بارزاني الذي لم يكن يحلم باقل من الحاق محافظة كركوك الى الدولة الكوردية (الحلم ).
تلك الصورة الذهنية واستحضار التاريخ القريب لحركة وطموح وحلم بارزاني، وبين الصورة الواقعية التي رايت فيها بارزاني وهو يحط رحاله في بغداد.
حلم بارزاني هذه المرة في بغداد هو الحصول على رواتب موظفي الاقليم والبيشمركة ليس اكثر.
السيد بارازني في بغداد وهو لا يملك شئيا اكثر من هذا، فانبوب النفط الذي يصدر نفط الاقليم اصبح تحت ارادة الحكومة الاتحادية، ونفط الاقليم كله تحت ارادة شركة سومو.
الحوار بين العراق وتركيا على تصدير النفط اصبح بيد الحكومة الاتحادية، نعم لبارازني ما يمكن له ان يهربه من النفط اسوة بجماعات (قسد) وغيرها من المنظمات غير الرسمية .
مسعود بازراني في بغداد والاقليم لا يحصل الا بمقدر رواتب الموظفين والتي لا تتجاوز نصف ما يطمح اليه حزب البارتي.
مسعود بارزاني في بغداد ليس اكثر من زعيم حزب في الدولة العراقية الاتحادية .
مسعود بارازني في بغداد ولم يحافظ على وحدة وانسجام محافظات الاقليم .
مسعود بارازاني في بغداد والسليمانية وحلبجة تطالبان بفك الارتبطا باربيل.
مسعود بارزاني في بغداد ليس اكثر من زعيم حزب عائلة ( ال بارزاني)
مسعود في بغداد وهو يحمل في وجناته اثار تقدم العمر واهات الاحباطات والاحلام التي لم يحقق منها شيئا، اذ بلغ من الكبر عتيا، وسيلتحق قريبا بمتحف السياسين العراقيين من امثال اياد علاوي والباججي و عدنان الدليمي والشهرستانيوغيرهم.
مسعود بارزاني في بغداد طالبا المساعدة هذه المرة والمساعدة تكمن في الالتزام ببنود الاتفاق السياسي بين الاطار الشيعي وبقية القوى المشكلة للحكومة، في الوقت الذي كان لسان حاله قبل سنوات يقول (كل اتفاق بين وبين القوى الشيعية تحت قدمي).
مسعود بارزاني في بغداد بين حلم الانفصال الذي بات ( اطلالا)، وبين حلم الحصول على رواتب الموظفين
البعض انشغل في هوامش وصول مسعود الى بغداد وطريقة الاستقبال ونوع المستقبلين دون النظر الى عمق الزيارة والرسائل المستنبطة منها، وهذه جزئيات لا تستحق التامل فيها كثيرا، فما بين مجاملات، وصداقات قديمة من جهة، او من باب ( ارحموا عزيزقوم ذل) من جهة اخرى.