عاشوراء ثورة متجددة
كتب / ميثم العطواني
مع اقتراب أيام ذكرى عاشوراء الخالدة نذكر أن عاشوراء لم تكن إلا صرخة الحق المدوية على امتداد الزمن، وشعار التضحية والفداء، عاشوراء تبقى في ضمير كل الأجيال صرخة حق بوجه الظلم والطغيان، علمت العالم بإسره عدم الرضوخ إلى الذل وعدم مهادنة الباطل، وعلمت الأحرار معنى الحرية الحقيقي وعلمت الدنيا معنى الوفاء .
نعم عاشوراء علمت الدنيا معنى الوفاء ، كيف لا وأبا الفضل العباس عليه السلام نموذج الوفاء لله سبحانه وتعالى و للرسول والرسالة و لأخيه القائد العام الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام، أنه درس الإيثار والثبات على المبدأ الذي ضرب أروع الأمثال في التضحية والبطولة .
عاشوراء الإمام الحسين علمت الإنسانية أهمية رسالة الدين الإسلامي، وقيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخرجت لطلب الاصلاح إذ كانت الثورة الإصلاحية الحية التي تفجرت لتصحح مسار الانحراف في الأمة، حيث لم تنته ظهر واقعة العاشر من شهر محرم الحرام سنة واحد وستون للهجرة، بل من أنتهاء المعركة ابتدأت وانطلقت، وكان الإمام المعصوم يعلم بإذن الله كل مجريات الثورة واحداثها، وعندما نادى “هل من ناصر ينصرنا” فهو نداء لنصرة الحق والأصلاح المتجددة مع مرور الزمن، فمبادئ الحسين عليه السلام لم تنتهي مع انتهاء المعركة، وان نداؤه ما يزال موجها لجميع أبناء الإنسانية الذين ينشدون العدل والحرية، ويرفعون شعار “لبيك يا حسين” .
ومن هنا فإن عاشوراء الحسين تمثل فكرا ومنهجا وتجسيدا حيا للقيم السامية في عزة وكرامة الأنسان، والتأكيد على أهدافها ومبادئها والمحافظة على استقامة مسيرتها واجب ديني وأخلاقي يرعب الظلم والظالمين ويهز أوكار الفساد والفاسدين .
السلام عليك يا أَبا عبد الله وعلى الأَرواح التي حلت بفنائك، إِني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والاكم وَعدو لمن عاداكم، اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع لهُ على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله، اللهم العنهم جميعاً .. وليعلم كل ظالم لرعيته أو فاسد “مالي او أداري او أخلاقي” أنهُ بايعَ وتابعَ على قتل الحسين .