المعركة الدائرة , والدَور العربي .!!
كتب / رائد عمر
من المُحال او شبه المحال التطرّق او بدء الحديثِ هنا عن الدَور اللاملعوب للأمة العربية في المعارك الدائرة في غزة والجنوب اللبناني وما تسببه الأسلحة الحوثية في تعطيل الملاحة في جنوب البحر الأحمر , للسفن العسكرية والمدنية المتّجهة الى اسرائيل < ونلاحظ هنا أنّ الأمريكان والأنكليز يتدخّلون معاً بالمقاتلات والقاذفات في قصف القوات الحوثية , بينما لا يجرأون على مثل هذا التدخّل العسكري ضد حزب الله , سوى تقديم المعلومات الأستخبارية وصور اقمار التجسس ووسائل الإستطلاع الجوي لتل ابيب > .
هنالكَ تساؤلٌ يكاد يجيب على نفسه مسبقا وبصوتٍ عالٍ لكنه غير مسموعٍ في المسامع العربية ” على الأقلّ ” , ويتمحور هذا التساؤل عن اختزال الدول العربية بكلا مصر وقطر في محاولات التوسط مع حماس واجراء مفاوضاتٍ مع ممثليها من الحركة خارج الأراضي المحتلة ” تحديداً المكتب السياسي لحماس ” , مع إستبعادٍ نوعي لدور السعودية ” ذات الثقل السياسي والنفطي , اذ تمرّ المملكة في مرحلة شبه مخاضٍ للتطبيع مع اسرائيل او مقاومة ذلك ” والأمر موصولٌ الى دولٍ نفطيةٍ خليجيةٍ اخرياتٍ تتصدّرها دولة الإمارات في هذا الإستبعاد والإبعاد .
ثُمَّ بإفتراضِ حُسن النيّة بإشراك اقطارٍ عربيةٍ اخرى ( كثُقلٍ كميّ وليس نوعي ) في مثل هذه المفاوضات والوساطات , فهل يمكن اختيار مملكة المغرب التي تزوّد السفن الأسرائيلية بالوقود واللوجستيات الأخرى ذات العلاقة الحميمية غير الشرعية بالحرب .! , جمهورية تونس تعاني من فقر الدم السياسي ولا مكان ولا مقعد لها في هذه المعادلة غير العادلة .. ليبيا والسودان المنهمكتان في الإقتتال الداخلي لا يتوجّب الإشارة اليهما في هذا الشأن … العراق الذي تتقاطع معه معظم الدول العربية والأجنبية جرّاء ارتباطاته الوثقى بطهران , والذي ايضاً تنطلق منه مُسيّرات درونز المسلحة وصواريخ الفصائل المسلّحة , والتي يسميّها الإعلام العربي والغربي كإحدى أذرع ايران الطويلة في المنطقة , فلا أيّ شبرٍ افتراضيٍ له في هذه الوساطات حتى بأقلّ من قيد أنملة .! , أمّا ما تبقّى من اقطارٍ عربيةٍ اخرى كالصومال وجيبوتي وجزر القمر , فكأنّ وجودها او عدم وجودها في جامعة الدول العربية فهو ذات الشيء , والجامعة العربية غدت كأنها جامع او مسجد صغير في عمق الصحراء وبدون مكبّرات الصوت , وحتى من دونِ مؤذّنٍ او خطيب , بل حتى بلا مصلّين , ونترك موريتانيا المسكينة منشغلة ومنهمكة في انتخاباتها الداخلية , وهي اصلاً خارج المسرح السياسي العربي – الدرامي .!
وإذ اشرنا في اعلاه عن افتراضٍ ما للمشاركة العربية في حالة توفّر حُسن النيّة المفقودة , وذلك وجرّاء وازاء ذلك , وكأنّه شبه تحصيل حاصلٍ مرسومٍ مسبقاً , أن تكون القاهرة والدوحة هما مَن تتولّان الأمر المُكلّفان به ! وليس بالضرورة القصوى لأنّ الدوحة تحتضن قاعدة ” العيديد ” الجوية الأمريكية التي انطلقت منها حِمم النيران على العراق في حربي 1991 و 2003 , وعلى ليبيا وسواها , وهي التي قادت بمهارة مهمة ” اضطرابات الربيع العربي السابقة ” , أمّا مصر التي ارتبطت بعقد قُرانٍ مع اسرائيل منذ اتفاقية كامب ديفيد بحضور المأذون الشرعي الأمريكي , فحدّث بلا حرج لم يبق له من حرج .!
بعودةٍ عابرة للأسطر الأولى حول دَور الأمة العربية , فالجيل الحالي لهذه الأمة مُخدّرٌ من دون مخدرات , ويكفي وبزيادةٍ مفرطة أنّ حركة التظاهرات الإحتجاجية في دول الغرب لم تشاركها او تقابلها Miniتظاهرة عربية مهما صِغَر حجمها النوعي والكمّي , ودونما ايّ حياء ولا استحياء وبكلّ صيغ الجفاء والغباء .!
بأشدّ واعنف من تعبير ( التي واللُتيّا ) , فإن الصراع العربي – الإسرائيلي لا ولن ينتهي , وقد يستمر ويتدفّق بأكثر واطول من الحروب الصليبية السابقة .