قانون فرض الارادة يدخل من شباك مفاوضات الاجلاء
كتب / احمد نعيم الطائي
امام صمت حكومي عراقي اصدر الرئيس الاميركي بايدن الشهر الماضي قراراً بتمديد حالة الطورائ الخاصة بالعراق لمدة عام اخر ، فيما عدته فصائل المقاومة الشيعية خرق وانتهاك للسيادة ، في حين اعتبرته الحكومة امراً روتينياً.
هذا القرار المجحف والمهين الذي سبق ان اصدره الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش ( الابن) بعد سقوط الحكم البائد 2003 ، بدواعي غياب الامن والاستقرار بالعراق ، اصبح حجة متوارثة للرؤساء الاميركان المتعاقبين ممن يتعكزون عليه للهيمنة على مقدرات العراق والتحكم بسياساته الداخلية والخارجية.
بموجب هذا القرار يحق للرئيس الاميركي التحكم بالقدرات العراقية العسكرية والامنية وطرق تسليحها وتطوير قابلياتها ، فضلاً عن صلاحيته بمعاقبة شخصيات وكيانات سياسية واقتصادية عراقية ومنع استيراد او تصدير بعض السلع ، وتقييد السياسة العراقية في التعامل مع البلدان التي تراها اميركا تشكل خطراً على امنها القومي ، بأختصار وضع العراق تحت الوصاية الاميركية المشددة.
من المستغرب ان هذا القرار الذي يضع العراق كمستوطنة محتلة تتحكم بها الادارات الاميركية وفق سياساتها ومصالحها ، لم يتم ادراجه ضمن محاور المفاوضات الجارية بين العراق واميركا والتي أجلت الى تموز القادم حيث ستجتمع اللجنة العسكرية العليا بواشنطن لوضع اللمسات الاخيرة لطبيعة الاتفاق ، لاسيما ان هذا القرار يخرق السيادة العراقية ويدخل من شباك التفاوض ليكون بديلاً لبعض التنازلات الشكلية التي قدمها المفاوض الاميركي ، الذي تصر بلاده على عدم الانسحاب والابقاء على ما يعرف بالمستشارين وعدد من العسكريين الذين تجهل الحكومة بالتحديد اعدادهم الموزعين في قاعدة الاسد بالانبار والحرير باربيل ومعسكر فكتوريا بمطار بغداد الدولي لعامين قادمين.
على الرغم من تضارب التصريحات العراقية والاميركية حول الانسحاب التدريجي او تقليص التواجد العسكري الاميركي ، تبقى قناعة عراقية وطنية ثابتة بعدم جدية او نية اميركا بالانسحاب من العراق ، واستحالة السماح للعراقيين بتحقيق الاستقلال والسيادة وصنع القرار السياسي المستقل وفق ما تتطلبه مصالحهم الوطنية .
ان اصرار الاميركان على فرض الارادات والاستهانة بسيادة واستقلال العراق وابقاءه ساحة توتر وتصفية حسابات سيسهم في تعقيد العلاقة بين البلدين وتنذر بتصاعد المواجهات العسكرية مع فصائل المقاومة الشيعية الرافضة للاحتلال الاميركي ومشاريعه التخريبية التي تستهدف العراق ودول محور المقاومة الشيعية.