ضاع الأمل وضاعت استحقاقات الشعب مع قرار المحكمة الاتحادية العليا ..
كتب / د. هاتف الركابي
قبل فترة كنتُ قد أقمتُ دعوى أمام المحكمة الاتحادية العليا على رئيس الوزراء ووزير الخارجية بسبب قرار رئيس الوزراء الذي يقضي بإلغاء اللجنة المشكلة بموجب الامر الديواني الصادر من مجلس الوزراء المتضمن السعي للحصول على التعويضات الدولية أمام الامم المتحدة والتي تقدر بمئات الترليونات من الدولارات بسبب انتهاكات تدمير المنشآت النووية وضرب العراق باليورانيوم المنضب والاشعاع النووي وما تسبب من ويلات وامراض راح ضحيتها الملايين من العراقيين ، وتم تسجيل الدعوى بالرقم ( ١١٨ ) وتضمنت وثائق بالعشرات وبلائحة من ( ١٤ ) صفحة اعرضها أمام الشعب اليوم ، وبعد طول انتظار لاكثر من ست شهور تخللتها تأجيلات عديدة ؛ تارةً للتدقيق ، وتارةً نقص في الوثائق ، وتارةً توقيع الوثائق ، وتارةً اخرى بانتظار موعد المرافعة ، فاجأتني المحكمة بأمر يثير الاستغراب قبل عقد الجلسة بأنه لايحق لي الدخول للجلسة وستكون مخصصة للمحكمة فقط ، وفي هذا اليوم أبلغتني المحكمة الاتحادية بأنها قد أصدرت قرارها ( برد الدعوى لعدم الاختصاص ) وارسلوا لي نسخة من القرار أعرضه أمام الشعب..
وهنا أتساءل لجناب رئيس المحكمة الاتحادية واعضاءها الموقرين : هل يوجد في اي من المحاكم الدستورية في اي بلد من العالم مرافعة يُمنع فيها المدعي من الحضور الى جلسة المرافعة ليدافع عن قضيته !!؟ ..
وكيف اصدرتم قراراً كهذا دون حضوري للمرافعة فأنا لم أطلب تفسيراً لنص دستوري حتى تمنعوني من الترافع ؟ وكيف يرتقي النظام الداخلي للمحكمة الذي وضعتموه على النصوص الدستورية ، فالقرينة القانونية القاطعة لاتهدم ولايثبت عكسها لانها تقوم على اعتبارات المصلحة العامة فأين أمست مصلحة الشعب بردكم الدعوى ؟ وأي عدم اختصاص هذا الذي تتحدثون عنه وانتم خالفتم نص المادة ( ٩٣ / ثالثاً ) من الدستور والمادة الرابعة / ثانيا من قانون المحكمة الاتحادية التي نصت على الفصل في المنازعات المتعلقة بشرعية القوانين والقرارات والأنظمة والتعليمات والأوامر الصادرة من أي جهة؟ ، وهما نصان واضحان كوضوح الشمس في رابعة النهار ؟!؟!
ثم ألم تصدر محكمتكم قرارات هي من اختصاص محكمة القضاء الاداري ؟ ، ألم تصدر محكمتكم قرارات هي من اختصاص قضاء الموظفين ؟ ألم تصدر محكمتكم استفتاءات وتفسيرات هي من صميم عمل مجلس الدولة ؟ ألم تصدر محكمتكم قرارات كانت تدخلاً بعمل مجلس القضاء الاعلى والذي اعدمت فيه محكمة التمييز الاتحادية أحد قراراتكم ؟ ألم تصدر المحكمة قرارات عدّلت نصوص في قوانين نافذة والتي هي من اختصاص السلطة التشريعية صاحبة الحق والاختصاص بموجب الدستور ولا يحق لاي سلطة أن تسلبها هذا الحق مهما كانت ، ولعمري فإن هدم مبدأ الفصل بين السلطات سيكون معولاً لهدم المقومات الاساسية بدلاً من إرساء دعائم النظام الاتحادي في العراق ،،؟ ، أي عدم اختصاص هذا الذي قررتموه والقضية تتعلق بالتزامات دولية للعراق داخلة بضمانات الوكالة الدولة للطاقة الذرية وقرارات أممية كقرار مجلس الامن ( ٤٨٧ ) الذي اعطى الحق للعراق بالمطالبة بالتعويضات وغيرها من قرارات الامم المتحدة ،
عجيب امركم : أي عدم اختصاص أمام هذه المآسي التي لحقت بالعراقيين منذ اكثر من ٤٥ عام والسرطان يفتك بهم ؟
أيها العراقيون المحمّلون بمواجع الالم والامراض والاحزان : أيها الحسينيون وأنتم تعيشون أيام عاشوراء : دعوا هتافاتكم تصل أعنان السماء مدويةً باستحقاقاتكم التي سُلبت فالحسين بن علي خرج لأجل أن لا تسلب حقوق الشعوب ولم يخرج للبكاء والعويل ، وندائي للجميع ولا أستثني كل من سمع واعيتنا ونحن في أيام ( هل من ناصر ٍ ينصرنا ) ..
السيد رئيس الحكومة ووزير الخارجية ادعوكما الى مراجعة قراراتكما وثقوا بأنفسكم فقراراتكم او الاستشارات التي قدمت لكم خاطئة جدا بملف التعامل الخارجي، والدبلوماسية لا تعني التنازل ولا التهاون بحقوق البلد وشعبه ، واصلاح العلاقات ودفع المشاكل أبداً لا يكون بسياسة الذل والتهاون والتنازل
فكلما تنازلت الدولة عن حقوقها كلما طمع بها الاخرون وشددوا من مطالبهم لتركيعها ، هذه هي الحقيقة الغائبة عنكم وعن اذهان جيش المستشارين ..
اوجه دعوتي الى البرلمان ( الرئيس المندلاوي واللجان ) لتشكيل لجنة تحقيقية نيابية من اللجان المختصة للنظر في قرار مكتب رئيس الوزراء واستضافة الفريق القانوني الذي تم الغاءه لمعرفة خفايا الالغاء واعادة اللجنة للعمل ..
رسالتي الى المرجعية الدينية العليا وقد وجهت إليها رسالتين من قبل ولم ألقَ جواباً ولكي أكون مستعداً أن اقول أمام الله يوم لا ينفع لا مالٍ ولا بنون عندما يكون خصمي وخصم جميع أبناء هذا الشعب المظلوم والآم وأنين المصابين بالسرطان وينظر أطفالهم وأمهاتهم وزوجاتهم وآبائهم واخوتهم وإخوانهم إليهم وهم ينازعون الموت المغمس بالالم والحكم لله عز و جل و عندما تكون المسؤلية على قدر السلطة والسلطة على قدر المسؤلية حينها اقول اللهم اني بلغت فاشهد ، اللهم اني بلغت فاشهد..