عن جولةِ الحوارِ بينَ بغداد وواشُنطن
كتب / نــزار حيدر
١/ لم نلحظ أَيَّ تغييرٍ في صيغةِ المنطُوقِ الذي وردَ في بياناتِ كِلا الطَّرفينِ فيما يخصُّ الهدف منها، إِذ لم ترِد عبارة [إِنسحاب] فيها وإِنَّما، وكما هيَ البيانات التي ظلَّت تصدر منذُ [٤] سنَوات، تاريخ تشكيل أَوَّل لَجنة ثُنائيَّة، ولحدِّ الآن، يجري الحديث عن [مُستقبلِ العلاقاتِ الأَمنيَّة] بين بغداد وبقيَّة أَطراف التَّحالُف الدَّولي، ما يعني أَنَّ اللَّجنة التفاوضيَّة تبحث في صِيَغِ تغييرِ العناوينِ وليسَ في المُحتوى والأَصل والمهام.
٢/ مازالَ العراقُ يعتقدُ بحاجتهِ للتَّحالفِ الدَّولي [بعناوينَ جديدةٍ] لمواجهةِ الإِرهاب والقضاءِ على خلاياهُ النَّائمة، فيما يرى التَّحالف الدَّولي من جانبهِ أَنَّ [داعش] مازالت تُشكِّل تهديداً مُباشراً للعِراق.
ولتوكيدِ هذا الواقعِ نشرت القيادة المركزيَّة الأَميركيَّة الأُسبوع الماضي جداوِلَ مُفصَّلة عن العمليَّات المُشتركة التي نفَّذها التَّحالُف مع الجانبِ العراقي فقط ضدَّ [داعش] خلال الأَشهر الـ [٦] من هذهِ السَّنة وكالتَّالي؛
في العراق أَسفرت [١٣٧] عمليَّة مُشتركة عن مقتلِ [٣٠] عُنصراً من [داعش] [من بينهِم (٨)] من كبارِ القادةِ واعتقالِ [٧٤] آخرين [من بينهِم (٣٢) من كبارِ القادةِ تمَّ أَسرهُم].
٣/ للأَسف الشَّديد فإِنَّ الدَّولة العراقيَّة بكُلِّ مُؤَسَّساتِها الدُّستوريَّة لم تُكاشف العراقيِّينَ بحقيقةِ ملفِّ العلاقةِ بينَ واشنطُن وبغداد، فهي تسعى لتضليلهِم من خلالِ حصرِ الملفِّ بالتَّواجُدِ العسكري فحسْب، والحقيقةُ ليسَت كذلكَ، فالعراقُ بقضِّهِ وقضيضهِ مازالَ تحتَ النُّفوذِ والهيمنةِ الأَميركيَّةِ [سياسيّاً وأَمنيّاً وعسكريّاً وديبلوماسيّاً وماليّاً] وكُلَّ شيءٍ بسببِ إِستمرارِ تجديدِ البيتِ الأَبيض لقانُونِ [حالة الطَّوارئء] منذُ ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، والذي يمنَح الوِلايات المُتَّحدة حقَّ التصرُّفِ بالعراق وعلى مُختلفِ المُستوياتِ، ولعلَّ في ظاهرةِ جَولاتِ السَّفيرةِ الأَميركيَّةِ على [الزَّعامات الرَّسميَّةِ والحزبيَّةِ] بلا استثناءٍ، والتي باتَت شِبهَ يوميَّةٍ، دليلٌ واضحٌ على ذلكَ، فهيَ صاحِبةُ رأيٍ وقرارٍ في كُلِّ خُطوَةٍ وملفٍّ.
٤/ على مدارِ [٤] أَعوامٍ لم يصِلُ الطَّرفان إِلى نتيجةٍ ملموسةٍ، فإِذا تحقَّقَ ذلكَ الآن فسنكُونُ بحاجةٍ إِلى عامٍ كاملٍ للبدءِ بالتَّنفيذِ، حسبَ نصِّ البروتوكُول الذي وقَّعهُ المالكي عام ٢٠١٤ والذي بموجبهِ أَعادَ فيهِ القوَّات الأَميركيَّة إِلى البلادِ بحَصانةٍ كاملةٍ.