من دولة نامية إلى قوة قاهرة
كتب / وفاء حميد
خرجت من تحت رمال الجبروت والقهر، وحرب دمرتها جاءت من دولة على حدودها وليست على بعد منها، لكنها نهضت بقوة، ورغم ماتركته الحرب التي خاضتها من آثار دمار وخراب، الا انها بعد حرب الدفاع عن أرضهم وكرامتهم، انتقلت للهجوم على العدو نصرة لاخوتهم في فلسطين، أظهروا فيه نبل وشجاعة هذا الشعب، مؤكدين وقوفهم الى جانب غزة لا تراجع عنه، وأن سقوف الدعم أعلى مما يتوقعه كثيرون.
فكانت هجمات متتالية على الكيان المحتل، لم تتوقف لمدة تسعة، فتلقت هجوما وضربات من التحالف أميركي بريطاني، لردعها فكان القصف الاخير على ميناء الحديدية، الاقوى لضرب اقتصادها معتقدا انه بهذا يثنيها عن الوقوف إلى جانب شقيقتها والدفاع عنها..فكانت الهجمة اليمنية التي ضربت فيها قلب الكيان في وسط تل أبيب، افقدت العدو “الإسرائيلي “صوابه، فقد اجهزت المسيرة “يافا” على ما تبقى من صورة الردع “الإسرائيلية” بعد الضربات التي تلقتها منذ /7/ اكتوبر، إضافة إلى الهجوم الجوي الصاروخي والمسيرات الإيرانية في /4/ نيسان الماضي…
هذه الضربات المتتالية دفعت قادة الكيان الحكومي والمعارض إلى حافة الجنون، من خلال هذا البلد الذي لعب دورا مؤثرا ومهما في الصراع العالمي، فهو يتحكم بأهم المضائق البحرية في العالم التي تمرّ ما بين الشرق والغرب، كما أظهرت في الآونة الأخيرة مدى تطوره و امتلاكه أسلحة متطورة إضافة إلى الحلفاء في نفس خط المقاومة..
فقد عكست المسيرة “يافا” الخلل العسكري الداخلي لدى الكيان المحتل، اظهر اليمن الذي خرج من تحت دمار حرب الكثير من المفاجآت، بأنه شعب حر بعيد كل البعد عن التبعية الخارجية، إن اليمن شكل اقوى جبهة إسناد في فرض حصار بحري على البحر الاحمر جانب الجبهة الشمالية في لبنان، فقد قدم اليمن الشقيق نموذجا يحتذى به، فقد أعاد رسم الخارطة التي رسمتها الامبريالية لشقيقتها، مؤكدا بأن الولايات المتحدة ليست القوة المهابة وعلى الدول الوقوف بوجه الغطرسة والهيمنة الأميركية. ومتابعة التحدي في مواجهة هذه الامبريالية، وهنا نقول قوة داعمة لشقيتها أرهقت الصهيو الاستعماري فكيف لو اجتمعت كل الدول العربية؟