ما حقيقة نتائج ( البكالوريا ) للسادس الإعدادي لهذا العام ؟!
كتب / د. بأسل عباس خضير …
رغم إن الامتحانات الوزارية ( البكالوريا ) للسادس الإعدادي لهذا العام ( 2023 / 2024 ) لا تختلف من حيث الجوهر والأسلوب والتوقيت عن سواها من الامتحانات للأعوام الدراسية السابقة ومنذ عدة عقود ، إلا إن هناك ما يميزها من حيث عدد الطلبة الممتحنين الذين يزيد عددهم عن 700 ألف وارتفاع نسبة طلبة الفرع العلمي منهم بسبب إلغاء العمل بالفرعين الإحيائي والتطبيقي ، كما إن ما يميزها إنها جرت خلال عام دراسي فيه درجة مهمة من الاستقرار تبعا للوضع المطمأن الذي تشهده البلاد ، ورغم إن وزارة التربية بذلت جهودها المعروفة في انجاز العام الدراسي بانتظام وفي تحديد مواعيد الامتحانات بما لا يشكل ضغطا على الطلاب ، إلا إن نتائجها للدور الأول أثارت عددا كبيرا من التساؤلات عند إعلانها بوسائل الإعلام ، فقد ذكر معالي وزير التربية ابراهيم الجبوري إن نتائج هذا العام شكلت طفرة من حيث ( المعدلات ) ، إذ تمكن 76 طالبا وطالبة من الحصول على العلامة الكاملة من الدرجات وبمعدل 100% أي بمجموع 700 درجة بدون إضافات كما تمكن 765 من الطلبة في الحصول على معدل 99% ، ويرى البعض إن إعلان نتائج هذا العام تمت بطريقة تختلف عن ما سبقها من الأعوام ، فسابقا كانت النتائج تعرض بالتفاصيل في المؤتمرات والبيانات وكان إعلانها يقترن بالإفصاح عن نسب المشاركين في الامتحانات وعدد ونسبة الناجحين والمكملين والراسبين ، واعتقد الكثير بان النتائج التي أعلنت لهذا العام هي أعلى من الحدود للأعوام السابقة بسبب طبيعة البيئة المحيطة التي رافقت الامتحانات من حيث التحضير و الاستقرار والدعم الذي شاركت فيه العديد من الجهات وبسبب المعدلات العالية غير المسبوقة التي أشير إليها في البيانات .
ولكن المفاجأة حصلت عند الاطلاع على النتائج التفصيلية لامتحانات الدور الأول لهذا العام حسب مديريات التربية في بغداد والمحافظات والمدارس التي ترتبط بها ، فرغم تصريح التربية بان العام الدراسي الحالي من الأعوام ( الناجحة ) ورغم ما تمتعت بها التربية من دعم فيما يخص الموازنة او في عدد المعلمين والمدرسين الذين تم تعيينهم من المحاضرين وأصحاب الشهادات والتي جعلت عددهم يفوق المليون ، إلا إن النتائج تطرح العديد من التساؤلات التي كان من الواجب أن تجيب عنها الدوائر المعنية في وزارة التربية ، وتشير نتائج الامتحانات المعروضة في موقع الوزارة او غيرها من المواقع إن هناك انخفاض كبير في نسب النجاح وارتفاع كبير في عدد المعيدين ، وقد ذكرت تصريحات التربية بهذا الخصوص إن النسب غير مخيفة ولا يعول عليها لان التعليمات تسمح للطلبة بإعادة أداء الامتحانات في الدروس التي رسبوا فيها خلال الدور الثاني الذي سيكون ( من 31 آب لغاية 16 أيلول ) ، وان رسوب الطلبة تعود اغلب أسبابه لقرارات الطلبة في ترك الإجابات في امتحانات الدور الأول للحصول على درجات ومعدلات أفضل في الدور الثاني ، وان النتائج بعد أداء الدور الثاني هي التي تعطي التقييم الشامل عن الامتحانات ومدى تحقيقها للأهداف ، وما يصدر عن المسؤولين في التربية مقبول عندما يكون هناك معيار لحدود لنسب النجاح المقبولة للدور الاول كأن تبلغ 40% او أكثر او أي رقم يعتمد بهذا الخصوص ، ولكن واقع الحال يشير إلى إن نسبة النجاح هي اقل من 10% في معظم المدارس في بغداد والمحافظات ، كما إن هناك مدارس لم تحقق أية نسبة من النجاح أي إن نسبتها ( صفر % ) رغم إن طلبتها دخلوا القاعات وأجابوا على أسئلة الامتحان ، وإذا كان هناك من يعتقد إن انخفاض نسبة النجاح يعود لتعمد بعض الطلبة في ترك الإجابات او حذفها في بعض الدروس التي أثارت تساؤلات في حينها ومنها ( الرياضيات ، الفيزياء ) لإعادة المحاولة في الدور الثاني ، فان ذلك لا يبرر الدرجات ونسب النجاح المنخفضة لكل درس من دروس الامتحانات ، وفي مراجعة لتلك النسب في إحدى المدارس ضمن تربية الكرخ / 1 التي حصلت على المرتبة الأولى في نسب النجاح للفرع العلمي ، نجد إن هناك انخفاض في نسب النجاح للعديد من الدروس ففي ثانوية الكرخ للبنين ( مثلا ) كانت نسب النجاح الكلية 5% ونسب النجاح حسب الدروس ( 89 % للتربية الإسلامية ، 59 % اللغة العربية ، 56 % اللغة الانكليزية ، 26% الأحياء ، 33% الرياضيات ، 25% الكيمياء ، 20% الفيزياء ) ، ولعرض صورة شاملة عن حالة الدور الأول للفرع العلمي ندرج لكم نتائج عشوائية عن عدد الطلبة الممتحنين والناجحين والمعيدين ونسب النجاح المتحققة في عينة من مدارس العراق ، وقد اختيرت هذه العينة بواقع مدرسة واحدة من كل محافظة ، واختيارنا للمدارس اعتمد التسلسل الأول الذي تم إدراجه في نتائج الامتحانات المعروضة من قبل وزارة التربية أي إن الاختيار لم يكن فيه أي انحياز ونترك للقارئ حرية الاستنتاج :
. الكرخ / 1 - ثانوية الكرخ : المشاركون 55 الناجحون 4 المعيدون 51 نسبة النجاح 7%
.
الكرخ / 3 - إعدادية الزوراء : المشاركون 75 الناجحون 11 المعيدون 64 النسبة 15 %
. الانبار - ثانوية الرمادي : المشاركون 135 الناجحون 7 المعيدون 128 نسبة النجاح 5%
. البصرة - الإعدادية المركزية : المشاركون 291 الناجحون 24 المعيدون 266 النسبة 8%
الديوانية - إعدادية الكرامة : المشاركون 37 الناجحون 1 المعيدون 36 النسبة 2%
. الرصافة /1 - إعدادية الصادق : المشاركون 160 الناجحون 5 المعيدون 155 النسبة 3%
. الرصافة /3 - إعدادية الرافدين : المشاركون 179 الناجحون 6 المعيدون 173 النسبة 3%
. النجف الاشرف - إعدادية النجف: المشاركون 435 الناجحون 431 النسبة اقل من 1%
. بابل - إعدادية الإسكندرية : المشاركون 107 الناجحون 9 المعيدون 98 النسبة 8%
. ديالى - إعدادية أبي حنيفة : المشاركون 181 الناجحون 7 المعيدون 173 النسبة 4%
. ذي قار- إعدادية الناصرية: المشاركون 189 الناجحون 21 المعيدون 168 النسبة 11%
. صلاح الدين- إ. الإبراهيمية : المشاركون 66 الناجحون صفر المعيدون 66 النسبة صفر
كربلاء المقدسة- إعدادية المكاسب : المشاركون 81 الناجحون 9 المعيدون 72 النسبة 11%
. كركوك - إعدادية المركزية : المشاركون 312 الناجحون 29 المعيدون 283 النسبة 9%
. ميسان - إعدادية الثورة: المشاركون 270 الناجحون 8 المعيدون 262 النسبة 3%
. نينوى - إعدادية خالد بن الوليد : المشاركون 51 الناجحون 4 المعيدون 47 النسبة 8%
. واسط - إعدادية الكوت : المشاركون 188 الناجحون 20 المعيدون 168 النسبة 11%
. ممثليه اربيل- ثانوية سيوان : المشاركون الناجحون 53 صفر المعيدون 53 النسبة صفر
. ممثليه السليمانية - رابه رين: المشاركون 40 الناجحون صفر المعيدون 40 النسبة صفر
. ممثليه دهوك -إعدادية نوروز : المشاركون 32 الناجحون صفر المعيدون 32 النسبة صفر
وكنا نتمنى من الجهات المعنية في وزارة التربية أن تحيط الجمهور علما بالمؤشرات التفصيلية عن النجاح وعدم النجاح ، لكي يكون ذلك حافزا لعوائل الطلبة في تقديم ما يحتاجه أبنائهم للنجاح واجتياز المرحلة الإعدادية كونها محطة مهمة في رسم مستقبل الطلبة من حيث اختيار الاختصاص في الدراسة الجامعية اللاحقة ، كما كنا نتمنى أن تتخذ التربية الإجراءات المناسبة لرفع نسب النجاح في الدور الأول حتى وان كانت للطالب فرصة ثانية ، فطلبة السادس الإعدادي في مرحلة عمرية حساسة ولا نعتقد انه من المناسب أن تترك لهم مساحة واسعة من الاختيار في مسح إجاباتهم بعد دخول القاعة والمباشرة بالجواب ربما بدون علم ورضا الاهل ، لان الإعادة تشكل ضغطا على الطالب وعائلته وربما تؤدي لإعادة عام كامل ، كما إنها تشكل عبئا إداريا وماليا واعتباريا على الدولة وبالذات وزارة التربية لما تتطلبه من إعادة التحضير لتنفيذ امتحانات الدور الثاني بعدد كبير ربما يتجاوز نصف المليون في عموم العراق وما يتبع ذلك من متطلبات وإجراءات ، ونعتقد إن ظهور مثل هذه النتائج قد تستدعي المناقشة والحلول في التربية و مجلس الوزراء وفي اللجان المختصة في مجلس النواب ، والهدف أن تنجز الأعوام الدراسية بأريحية للطالب ولكل الجهات بما يعطي نتائج ايجابية تثلج الصدور دون حاجة للتأجيل لأكثر من دور وعام إلا في حالات الاضطرار ، وان انخفاض نسب النجاح للدور الأول في وقت ظهرت فيه معدلات بكامل درجات الامتحان او اقرب منها بالعدد المعلن ، يعطي مؤشرات ودلالات ربما لا تعود جميعها لتعمد الطالب في الإعادة والرسوب وتلك أمور يجب أن تفحص وتحلل بشكل دقيق كونها شملت اغلب الثانويات والاعداديات ومديريات التربية في العراق!! .